تتعدد البؤر الساخنة بمحافظة الفيوم وتتنوع أسبابها بين التطرف والطائفية. والعصبيات القبلية والخلافات العائلية . وتمتد إلي التعديات علي أملاك الدولة وخلافات حدود الأملاك الخاصة . لتصل إلي البؤر الإجرامية وخصوصا في تجارة المخدرات والسلاح. يقول محمد إبراهيم ¢ مدير عام بالمعاش ¢إن التاريخ الحديث يسجل منطقة كحك كواحدة من أبرز البؤر الساخنة التي اقترنت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين بالفكر المتطرف وبلغت ذروتها باغتيال ضابط أمن دولة ومهندس وفني بالمساحة والمواجهة النارية مع أجهزة الشرطة التي راح ضحيتها أكثر من 25 شخصا . ويضيف إن هذه البؤرة تحركت قليلا وأصبحت القري القريبة منها مثل الشواشنة والمشرك وقارون مراكز لجماعة الإخوان التي تتواصل مسيراتها في هذه القري وشهدت أكثر من مرة مصادمات مع الأهالي . ويضيف انه يقع بالقرب من هذه وتلك بؤرة أخري ولكن أسبابها غالبا ما تكون ¢طائفية¢ وهي قرية النزلة التي تتكرر فيها من آونة لأخري مصادمات بسبب علاقات الجيرة وهو ما قد يحدث في قري أخري كفيديمين وسنهور بمركز سنورس والروضة بطامية. ويؤكد أن صوت العقل والحكمة لدي القيادات الطبيعية من الجانبين الإسلامي والقبطي غالبا ما تنجح في القضاء علي هذه الحوادث الفردية التي لا تؤثر علي العلاقة المتينة بين عنصري الأمة ونسيجها. وتتسبب الخلافات العائلية وخلافات الجوار في نشوب كثير من المعارك الدامية التي يروح ضحيتها أبرياء لأسباب واهية ومن أشهر هذه المواجهات ما حدث بين قريتي النصارية والمحارقة بسبب الخلاف بين جارين علي عمل بئر للصرف الصحي لمنزل بالشارع وقد تسببت المعارك النارية بين القريتين في إتلاف منازل ومسجد . وقد قام علي إثرها أهالي القرية الثانية بالتظاهر أمام وزارة الداخلية ثم التظاهر خلال زيارة الرئيس ¢المعزول¢ لمحافظة الفيوم ورفعوا لافتات طالبوا فيها باتخاذ الإجراءات القانونية ضد من شاركوا في ترويع وقتل وإصابة أهالي قرية المحارقة في المعركة الدامية. ويقول محمد عوض من اطسا إن قرية أبو جندير باطسا واحدة من البؤر الساخنة التي تلتهب فيها المعارك من آن لآخر بسبب خلافات الجيرة ويرجع ذلك إلي انتشار السلاح بصورة كثيفة بين مختلف الفئات بالقرية والذي يستخدمون المقابر لإخفائه وخصوصا بعد ثورة ليبيا وسقوط القذافي والتي وردت منها للقرية أسلحة متنوعة ومنها أسلحة ثقيلة تحمل علي سيارات ويشير البعض إلي قرية العجميين القريبة من النصارية بتجارة البانجو والسلاح وهي تمثل طبقا لمصدر أمني بؤرة ساخنة دائما ما تكون تحت الملاحظة والرصد وهو نفس الأمر بقرية سنهور بمركز سنورس التي ساعدها موقعها علي الطريق السياحي والقرب من بحيرة قارون وطريق القاهرة في تمركز بعض المسجلين خطر بها خصوصا في تجارة المخدرات والسرقة بالإكراه . وقد تمكن ضباط البحث الجنائي مؤخرا بإشراف اللواء الشافعي حسن أبو عامر مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم من ضبط أخطر مسجل شقي خطر يبلغ من العمر 45 عاما وكان هاربا من سجن دمو العمومي خلال أحداث ثورة 25 يناير أثناء قضائه عقوبة السجن 5 سنوات في قضية مخدرات رقم 7526 لسنة 2006 ومطلوب لتنفيذ 45 سنة سجنا في قضايا إحراز سلاح بدون ترخيص و3 قضايا سرقة بالإكراه. كما تمكنت هذه القوات من ضبط أخطر تشكيل عصابي كان يقوده شقيقان من أبناء هذه القرية تخصص في سرقة السيارات بالإكراه بطريق الفيوم ومدينة السادس من أكتوبر . وقد لقي الشقيقان مصرعهما في مواجهة نارية مع الشرطة استمرت 4 ساعات. بعد ارتكاب العصابة لحادث راح ضحيته مهندس بترول رفض الخضوع للابتزاز والاستيلاء علي سيارته الحديثة ودفع حياته ثمنا لذلك. ومن البؤر الساخنة التي حذرت منها القيادات والأجهزة التنفيذية والأمنية بالفيوم منطقة الدير المنحوت بمحمية وادي الريان وهو ما أشار إليه.. يقول ¢مصطفي محمد حسين¢ الذي حركپدعوي قضائية بشأنها أمام محكمة القضاء الإداري. يقول مصطفي إن جميع الأجهزة التنفيذية من محافظي الفيوم ووزراء البيئة ورؤساء وزراء سابقين وحتي مستشار رئيس الجمهورية السابق تدخلوا في الموضوع ولكن دون جدوي ولا يزال التعدي قائما. قد دفع ذلك العديد من منظمات المجتمع المدني وأهالي المنطقة للتظاهر أكثر من مرة وقطع الطريق ولكن كل هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج ولا يزال التعدي قائما والسخونة مستمرة. يقول دليل الصحراءمفرح عبود بمحمية وادي الريان إن هذا التعدي علي المحمية يؤدي إلي تدهور السياحة العربية والبيئية بالمنطقة پوالتي كانت تعد مصدر رزق لأهالي المنطقة وذلك بعد سيطرة الرهبان علي العيون الكبريتية الطبيعية التي تعتبر من أقدم العيون في العالم كما هو مسجل بيئيا والسيطرة علي أقدم طريق بري في العالم والمعروف باسم ¢درب الجمال¢ ¢بوابة الفيوم¢ والذي يربطپ المحافظة بالصحراء الغربية مع الحدود الليبية كما يربطها بوادي النطرون حيث يعد هذا المكان من أقدم الأسواق العربية التي تتمتع بخمس عيون طبيعية وسط الجبال والصحراء. الأقصر انهيار السياحة.. كشف الخروقات أحمد السعدي تتعدد أشكال الخروج علي القانون بمحافظة الأقصر وتنتشر في المراكز المختلفة متأثرة بطبيعة الصعيد لتشكل بؤراً معروفة كما لو كانت بالتخصص الدقيق في ممارسة المخالفات الصارخة بداية من الزواج بالأجنبيات وحتي جرائم القتل والثأر مرورا بتجارة المخدرات والأثار وتشكيل العصابات وعمليات الخطف وفرض السيطرة والنصب والذهب المغشوش ونهب أراضي الدولة والصراع من أجل الوجاهة الاجتماعية. ورغم أن هؤلاء الخارجين علي القانون يمثلون قلة قليلة وسط أهالي الأقصر ونبذ الغالبية لهم إلا أنهم يسيئون للنسبة الغالبة من الشرفاء والكادحين الذين يعملون بجد واجتهاد لتحسين أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية. في البداية يشير محمد أبو صالح - محامي- إلي أن الأزمة الاقتصادية التي تواجه الشعب المصري عموما وغياب فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة دفع البعض إلي سلوك طرق غير قانونية للحصول علي متطلبات العيش فضلا عما تسببت فيه تلك الأوضاع من أزمات نفسية وإحباط شديد في أوساط الشباب ألقت بالكثير منهم في براثن الإدمان ومن ثم الاتجار في المخدرات وإقتناء السلاح بمختلف أنواعه وكذلك ارتكاب أعمال عنف لأتفه الأسباب. وأضاف أبو صالح أن أشكال الخروج علي القانون متنوعة بالأقصر وشهدت زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة خاصة مع إنهيار السياحة طوال المواسم الثلاثة الماضية حتي تميزت مناطق معينة بمراكز وقري المحافظة بالتخصص في ممارسة الإجرام مشيرا إلي أن مناطق بمركز الزينية وقراها شمال الأقصرعرفت علي مدار عقود بالخصومات الثأرية والتي يعود تاريخ بدايتها إلي أوائل السبعينيات من القرن الماضي ومازالت جراحها مفتوحة حتي الأن كما نشأت خصومات ثأرية جديدة بسبب الصراع المجتمعي حول المكاسب الاقتصادية والوجاهة الاجتماعية فيما تجددت خصومات ثالثة بعد إخمادها بسنوات وهو ما تسبب في تميز تلك المناطق بإقتناء السلاح المتطور وبأعداد مخيفة ثم الإنتقال إلي الاتجار فيه حتي أصبحت مركزا للإتجار في مختلف أنواع الأسلحة التي وصلت إلي الجرينوف. وقال المحامي ان ضيق العيش تسبب في إحتراف البعض لمهن غريبة وخارجة عن القانون مقابل أجر مادي مثل حراسة أراض متنازع عليها أو العمل لدي أحد طرفي النزاع أو فرض السيطرة والاستيلاء علي ممتلكات المواطنين وعدم الخروج منها إلا مقابل مبالغ مالية مثلما فعلت عصابات مسلحة من قبل. وأوضح أبو صالح بأن هناك مناطق أخري عرف بعض منحرفيها بالإتجار في المخدرات بكافة أشكالها والنصب والاتجار بالذهب المغشوش مثل قريتي الضبعية والمريس غرب الأقصر حيث تنتشر الحبوب المخدرة بكافة أنواعها داخل الصيدليات إلي جانب مادة الحشيش لكن الأكثر تداولا هو البانجو الذي تجده في أيادي الكثير من الشباب حتي تحولوا إلي متعاطين مستمرين لتلك السموم رغم الحملات الأمنية المتكررة علي أوكار هؤلاء التجار موضحا أن هناك أحد النجوع بقرية الضبعية إشتهر عنه الإتجار في نشارة النحاس وبيعها للمغفلين علي أنها عروق أو نشارة من الذهب مقابل مبالغ مالية ضخمة ولأن طرفي هذه التجارة هما لص يريد خداع ضحيته وطامع راغب في الثراء السريع يفضل كل منهما عدم إبلاغ أجهزة الأمن التي لا تتدخل هي الأخري إلا بناء علي محضر رسمي رغم تكرار تلك الوقائع منذ 10 سنوات تقريبا فيما يسمي ¢ ضربات الذهب ¢ التي كون محترفوها ثروات طائلة. مصدر آخر رفض ذكر اسمه أيضا قال ان منطقة مثل القرنة غرب الأقصر والتي تعج بالمواقع الأثرية الفرعونية عرفت علي مدار عقود بالإتجار غير المشروع في الأثار عن طريق الحفر والتنقيب غير الشرعي داخل المنازل القريبة من المناطق الأثرية وكذلك بمناطق وأظهر صحراوية ذات شواهد أثرية غير مكتشفة وهو ما مكن العديد من هؤلاء من العثور علي مبتغاهم والنجاح في بيعها وتهريبها مقابل ملايين الجنيهات. ولم يقتصر هذا الأمر علي منطقة القرنة الأثرية لكنه إمتد إلي أنحاء مختلفة من قري المحافظة وأحياء المدن الأثرية كمناطق الكرنك بالقرب من معبد الكرنك والمناطق المحيطة بالمعابد والمقابر خاصة بإسنا وبين الجبلين وأرمنت والطود والمدامود وجبل الضبعية والتي عرف عنها أنها تعوم فوق كنوز تاريخية لا حصر لها حتي تحول الأمر إلي ما يشبه ¢ الهوس ¢ بين الشباب العاطلين الراغبين في الحصول علي الأموال وتحقيق الثراء. بل إن البعض منهم ترك وظيفته أو مهنته من أجل التفرغ لهذا النشاط. ويضيف المصدر أن المناطق الواقعة داخل الأظهر الصحراوية القريبة من الجبال شرق وغرب المحافظة شهدت ¢هوجة¢ عارمة للسيطرة علي أملاك الدولة سواء من أجل الإستصلاح الزراعي أو بهدف البناء وهو إلي جانب كونه نشاطا غير شرعي فإنه كان سببا في نشوب صراعات ثأرية بين العائلات المتنافسة علي تلك الأراضي سقط علي إثرها العديد من الضحايا في ظل صمت حكومي واضح لا يتعد الإزالات الوهمية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.