■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب تُعد عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وتحمل معاني التضحية، والإيمان، والعطاء، وبالإضافة إلى الحجاج وسفرهم إلى بيت الله الحرام لتأدية الفريضة، وقد تفاعل التشكيليون المستشرقون مع هذه الأجواء الاحتفالية من خلال الألوان والرموز وتجسيد مشاهد عيد الأضحى عبر رصد لقطات من الحياة اليومية ولعب الأطفال وفرحتهم بالعيد والصلاة، والمشاهد المميزة فى العام كله الخاصة بالحج، وهو ما تناوله فنانون كثيرون كلٌ بأسلوبه وبروح مختلفة. ■ «عودة الحجاج من مكة» للرسام البريطاني «هنري وارن» في لوحة «حجاج فى طريقهم لمكة» للرسام الفرنسي ليون بيلي، وهى معروضة فى متحف أورسيه في فرنسا، صور الفنان قافلة طويلة من الحجاج تعبر الصحراء، وهى تشق طريقها نحو مكة. أما فى لوحة «وصول المحمل فى طريقه لمكة» للرسام الألمانى جورج إيمانويل أوبيز، فقد رسم قافلة من الأشخاص الذين يقومون بهذه الرحلة معا لكنهم أتوا فى الوقت نفسه من بلدان مختلفة، حيث نرى في اللوحة أشخاصا متنوعين فى العرق واللون، إلا أنهم جميعًا توحدوا بالإيمان.. ■ للرسام الألماني «جورج إيمانويل أوبيز» ◄ اقرأ أيضًا | في سوق الأضاحي| «البلدي» يوكل.. و«البرقي» أفضل خروف وفي لوحة «موكب المحمل بشوارع القاهرة» للرسام النمساوي لودفيج دويتش، الذى عُرف باهتمامه المفرط بحياة الشرق ولوحاته عن العرب والمسلمين، نرى فى اللوحة عددًا من الحجاج بملابس الإحرام يحيطون بالمحمل وتظللهم الزينة وسط غيوم البخور البيضاء ويلوحون تعبيرًا عن ابتهاجهم بزيارة الأراضى المقدسة، ورغم أن اللوحة لا تصور الوصول إلى مكة فإنها تظهر أن الرحلة هى المقصد لما فيها من صداقة بين القائمين عليها وروحانيات إيمانية، فقد كانت تلك القافلة تمضى فى طريقها من أمام المجمع المزدوج لمسجد السلطان الغورى، آخر المبانى المملوكية التى شُيدت فى أوائل القرن السادس عشر، ويظهر فى اللوحة جزء من المسجد على اليسار. ■ «حجاج في طريقهم لمكة» للرسام الفرنسي «ليون بيلي» وفي لوحة «عودة الحجاج من مكة» للرسام البريطاني هنري وارن، المعروضة فى متحف لندن حتى عام 1976. ونرى فيها عددا من الحجاج فى واحة يستريحون من عناء السفر، وكعادة معظم لوحات الحج للمستشرقين الأجانب، ويظهر المحمل على الجمل متوسطًا اللوحة مع وجود دواب أخرى كوسيلة نقل مثل الحمار والحصان، كما يبدو فى اللوحة أن مناسك الحج قد انتهت بالفعل حيث لا يوجد أحد بلباس الإحرام ففى كل اللوحات تظهر روحانيات الحج ومشقة السعى له كنوع من المتعة التى تظللها الزينة والهتافات ورغم أن تلك اللوحات رسمت بيد مستشرقين أجانب، ولكن كانت لها القدرة في إظهار جوهر الفريضة والأجواء الروحانية المميزة لعيد الأضحى.