بعد ارتفاع سعر البطاطس لسبعة جنيهات ظهر فجأة نوع جديد يباع بجنيه ونصف للكيلو لون القشرة تميل للاخضرار بشكل غير مألوف ونظرا لرخص سعرها تجد اقبالا شديدا من المستهلكين إلا ان الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من تناول البطاطس الخضراء لاحتوائها علي مادة السولانين السامة وهي نفس المادة التي عثر عليها في الطماطم الاسرائيلية. حسن محمد علي المعاش يقول: منذ حوالي ستة أشهر وسعر البطاطس متوقف عند الستة جنيهات في جميع المناطق ورغم اننا كنا مستاءين من هذا الارتفاع لأنها وجبة أساسية لجميع الأعمار فوجئنا بظهور بطاطس جديدة مع الباعة الجائلين يتم بيعها علي عربات الكارو بسعر 2 جنيه للكيلو مما أثار شكوكنا من هذا الانخفاض المفاجيء مرة واحدة. يضيف شريف عادل بعد تداول وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وجود خضروات وزراعات غير آمنة أصبحنا لا نثق فيما يتم تداوله في الأسواق ونتردد كثيرا قبل شراء أي سلعة فبالرغم من انخفاض سعر البطاطس من 8 جنيهات للكيلو إلي 2 جنيه إلا ان شكلها غير طبيعي فهي صغيرة الحجم وبها بقع خضراء تظل حتي بعد التقشير. سامية جلال تقول اشتريتها وكانت من الخارج لونها أحمر ومن الداخل خضراء وعندما تناولتها ابنتي اصيبت بنزلة معوية وتم اجراء عملية غسيل معوي لها. كميات كبيرة حسنية درغام تضيف: قاطعت البطاطس نهائيا فالقديمة جيدة ولكنها غالية والجديدة رخيصة جدا لكن وبخلاف لونها الأخضر فهي بمجرد طهيها يتغير لونها إلي اللون الأسود وبها مرارة غريبة. ممدوح أحمد يقول: أثناء ذهابي للسوق وجدت احدي العربات الكارو تضع كماً هائلاً من البطاطس لبيعها بسعر 2 جنيه للكيلو ولأنني أعلم ان سعر الكيلو في السوق وصل من 7 إلي 8 جنيهات جذبني السعر الرخيص واشتريت كمية كبيرة ولكن وفي نفس اليوم بعد ان قمت بوضعها في البلكونة وجدت جميع الحبات يتغير لونها فجأة. ربيع زكي يقول: نضطر لشراء البطاطس الرخيصة رغم انها غير قابلة للتخزين ولو ليوم واحد فهي تتحول من بطاطس متحجرة إلي طرية فجأة وإذا وضعت داخل أكياس يغمق لونها وهي أيضا غير صالحة للقلي لذلك نفضل أكلها مسلوقة ونغير طعمها المر ببعض التوابل. مادة سامة د. زيدان شهاب استاذ الأبحاث الزراعية جامعة المنصورة يؤكد انه لا يجب مطلقا تناول البطاطس ذات اللون الأخضر سواء للانسان أو الحيوان أو الطيور لأن هذا اللون هو عبارة عن مادة سامة تؤثر علي جميع أجزاء الجسم خاصة الكبد مخزن السموم وتنتج هذه المادة لأن الدرنة تم حصادها وهي غير ناضجة في مدة تقل عن 105 أيام أو نتيجة اهمال الفلاح لعملية العزق للمحصول أو استخدامه لهرمونات ضارة لرش المحصول لنضجه سريعا وهذه المادة السامة لا تتأثر مطلقا بدرجات الحرارة المرتفعة أثناء عمليات الطهو وتحتفظ بسميتها كاملة. وهنا يقول د. هشام مطاوع استاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومي للبحوث ان السولانين الموجود في البطاطس المعروضة في الأسواق حاليا مادة سامة وهي توجد في البطاطس بشكل طبيعي أثناء عملية الزراعة خصوصا في الأوراق والجذع لمقاومة الفطريات والحشرات التي قد تتطفل عليها والتي تختفي تدريجيا مع اكتمال النضج ومن المفترض أن نختار الأصناف التجارية التي تباع في الأسواق علي أساس محتواها من مادة السولانين حيث يبلغ في البطاطس التجارية أقل من "2. 0 ملليجرام" ولكن إذا تعرضت للضوء فإنها تبدأ بالاخضرار تدريجيا ويكون محتوي السولانين ساما ويصل تركيزه إلي "1 ملليجرام" كما يمكن أن يؤدي التسمم بالسولانين إلي الموت عند وصوله إلي جرعات كبيرة تعادل "2 6" ملليجرام لكل واحد كيلو جرام من الجسم وتظهر أعراض التسمم الحادة بالسولانين بعد ساعة من تناول الوجبات وتكون علي شكل أعراض عصبية وهضمية حادة ولذلك علينا تجنب شراء واستهلاك حبات البطاطس التي تظهر علي قشرتها اللون الأخضر مهما كانت درجة هذا اللون بسيطة حيث ان تقشير البطاطس لا يخلصنا سوي من 30% فقط من المادة السامة. حصاد مبكر وبمواجهة يحيي السيد رئيس غرفة الخضراوات أكد ان الخضراوات أيضا تخضع لقانون العرض والطلب وعندما قل المعروض من البطاطس ارتفع سعرها وعندما وجد الفلاحون ان هناك اقبالا كبيرا علي الشراء تم الحصاد المبكر للعروة الجديدة في المنيا والبحيرة ومدن الطريق الصحراوي وذلك قبل ميعادها بحوالي شهر لذلك تظهر في الأسواق بعض الدرنات غير المكتملة النضج وتحتفظ بجزء كبير من المياه وبعض آثار الرش ومع زيادة نسبة المعروض انخفضت الأسعار وهو الأهم للمواطن الفقير. كما ان أي لون يظهر علي الدرنات لا يمثل أي مشكلة مطلقا كما يدعي البعض فكل ذلك نتيجة طبيعية للحصاد المبكر.