*قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور. * قال حمادة مختار عبدالحافظ "42 سنة" في نبرة مخنوقة.. وقعت فريسة بين أنياب ظالم باع ضميره لشيطان الكيد والانتقام دون ذنب اقترفته.. دفع بي إلي جدران السجون فقد نزحت من قريتي بالفيوم سعياً وراء لقمة العيش الحلال واستقر بي المطاف للعمل كحارس لجراج سيارات أسفل عمارة بالجيزة.. اعتدت تنظيف سيارات بعض السكان بأحد الشوارع الجانبية بجوار العمارة.. اعتاد صاحب ورشة ميكانيكي سيارات بالمنطقة استغلالي في تنظيف سيارات زبائنه دون مقابل.. تحاملت علي مدي شهور وأحمد الله علي ما أرزق به من تنظيف سيارات الآخرين.. وبعدما ضاق صدري من جبروته وتحجر مشاعره وأفعاله اللاإنسانية وتناسيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام "أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه".. طالبته بإعطائي أجراً رمزياً.. نهرني بغلظة.. وطرحني أرضا وانهال وصبيانه علي جسدي النحيل بالضرب بقسوة وركلاً بالأقدام.. التف بعض المارة بالطريق من حولي والدماء تنزف وتتناثر من جسدي وحاولوا إسعافي ورضخت لنصيحة صاحب العمارة الذي أعمل لديه لحراسة جراج السيارات ولم أحرر محضراً بالشرطة ضد الميكانيكي المعتدي وصبيانه.. ووقع ما لم يكن في الحسبان.. هرول الظالم المعتدي للشرطة وحرر ضدي محضراً في غفلة مني واتهمني ظلماً وعدواناً بأنني اقتحمت ورشته وتعديت عليه بالضرب وحطمت زجاج وصاج سيارته بآلة حادة المتوقفة أمام الورشة.. أحالتني النيابة لمحاكمة عاجلة وقضت محكمة الجنح بمعاقبتي بالحبس لمدة ثلاثة أشهر فأصبحت من مظلوم إلي ظالم وأمضيت العقوبة خلف القضبان وسط حياة الآلام والانكسار.. وبعدما أفرج عني من حياة الظلام إلي حياة النور اكتشفت بأن الظالم تمادي في ظلمه وغياب ضميره.. أقام ضدي دعوي تعويض بزعم زجاج وصاج سيارته التي افتعلها.. ومازالت القضية أمام منصة العدالة. * صرت حائرا.. مقهوراً.. مظلوماً.. أستصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين إنصافي ممن ظلمني.