لم يكن نصر أكتوبر 73 حدثاً عابراً في حياة المصريين.. بل كان نصراً أعاد الحياة لأمة بأكملها كادت تلفظ أنفاسها بعد أن تعرضت لنكسة في 5 يونيه 1967 أبسط ما يقال عنها انها كارثة.. ولكن بإرادة الرجال وبعزيمة المصريين وبسواعد خير جنود الأرض استطاعت مصر وجيشها العظيم ان تتجاوز المحنة وقررت أن تخوض جولة حاسمة ترد فيها اعتبار العسكرية المصرية التي ظلمت في حرب لم تخضها في .1967 نجحت القوات المسلحة في بناء قدراتها من جديد وقررت أن تدخل حرب الاستنزاف لتكون مدرسة قتالية تعيد الثقة للمقاتل المصري وتكشف زيف أسطورة الجندي الإسرائيلي.. ويقدم فيها رجال قواتنا بطولات نادرة سبقت سيمفونية أكتوبر التي عزفها المصريون في 1973 اعداداً وتخطيطاً وتنفيذاً.. الأمر الذي أبهر العالم وأعتي أكاديمياته العسكرية ووقف الجميع اجلالاً واحتراماً للمقاتل المصري الذي تغلب علي المستحيل بعينه ولم ترهبه اسلحة العدو الحديثة.. أو حصونه المنيعة.. أو طائراته العصرية ولكنه مضي يأخذ ثأره ويرد اعتباره ليؤكد للجميع انه بالفعل خير أجناد الأرض.. لقد أعاد نصر أكتوبر 1973 الحياة للأمة العربية وأخرجها من براثن اليأس والاحباط إلي الفخر والمجد. أكتوبر 73 ملحمة بكل المقاييس العسكرية والعلمية اخترقت حاجز التقليدية لما فيها من ابداع وتخطيط عبقري وتنفيذ رائع ومقاتل كان هو بحق العلامة الفارقة والمفاجأة التي اذهلت العدو واسقطت نظرياته الوهمية وقطعت يده الطويلة وانهت مسلسل غروره وداست اقدام الجندي المصري موانعه ونقاطه الحصينة وعبر بثبات وثقة في الله ليسترد الكرامة ويحرر الأرض ويرد اعتبار العسكرية المصرية العريقة. إنه الإنسان المصري صانع المستحيل.. والمارد الذي يستيقظ في الشدائد والمحن.. والذي كان مفاجأة بكل المقاييس ابهرت العالم وجعلت سيمفونية الاداء والبطولة والشجاعة منهجاً وعلماً يدرس في اعتي وأقدم واعرق الاكاديميات العسكرية ناهيك عن قلب موازين القوي في منطقة الشرق الأوسط وإعادة صياغة المعادلة التي توهم العدو انه ملك مفاتيح القوة.. وان المصريين لن يتمكنوا من العبور واسترداد الأرض فجاء الرد بليغاً عبقرياً.. درساً قاسياً لن تنساه إسرائيل جيشاً وشعباً. في الذكري ال 40 علي نصر أكتوبر العظيم.. نعرض للأجيال التي لم تعاصر ملحمة البطولة والشرف تفاصيل واسرار ودروس وبطولات الاباء والاجداد حتي يصبح الابناء والاحفاد علي قدر المسئولية الوطنية لتجاوز المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر لأن بعد نجاح ثورة 30 يونيه التي فجرها الشعب وحماها الجيش والتي عبرت بمصر إلي الأمان.. وأعادتها إلي ابنائها ليسجل التاريخ انجازاً جديدا لقواتنا المسلحة يضاف لسجلها الحافل بالمواقف الوطنية المضيئة.