«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم حجازي يكتب: جيش مصر أقسم ألا يخذل شعبه يوما‏!‏
نشر في أهرام سبورت يوم 07 - 10 - 2011


حتي لا ننسي أننا شعب عظيم لم يعرف يوما مستحيلا...
علينا أن نبقي حرب أكتوبر1973 في ذاكرتنا لتبقي في عقولنا وقلوبنا نهارا دائما يضيء الطريق أمام الأجيال...
في مثل هذا اليوم سنة1973 جاءت أحلي طلعة نهار علي مصر وكيف لا تكون وجيش مصر العظيم حقق ما شكك العالم كله فيه.. اقتحام القناة.. أصعب مانع مائي عرفته حرب في التاريخ واخترق الساتر الترابي أعتي مانع صناعي أقيم في حرب ودمر نقاط بارليف أقوي خط دفاعي أقامه جيش في العالم...
جيش مصر العظيم اقتحم واخترق ودمر ما اعتبره العالم كله مستحيلا ومع أول ضوء في نهار7 أكتوبر.. علي أرض سيناء80 ألف مقاتل لم يسمعوا يوما عن الخوف ولا يعرفون إلا النصر أو الاستشهاد...
... وتحقق أعظم انتصار في تاريخ الأمة بفضل من الله وبعدالة قضيتنا وإيمان مطلق في عقيدتنا وعبقرية شعب في وقفته وراء جيشه وشجاعة وفداء وتضحية جيش أقسم ألا يخذل يوما شعبه...
تلك هي ملحمة حرب أكتوبر1973 التي أبدأ كلامي عنها بكلمات ليست لي ولا لأحد من المصريين وبعدها نبدأ الحكاية.. حكاية من وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بأنهم خير أجناد الأرض...
نعتذر لأننا غير قادرين علي رد المصريين...
المصريون لديهم معدات ضخمة وهم مختلفون تماما عن أي حرب سابقة...
ما نملكه من دبابات وسلاح طيران قوي غير قادر علي رد المصريين...
سأذهب إلي رياسة الوزراء اليوم وأطلب الانسحاب إلي خطوط خلفية...
قتلانا كثيرون وصواريخ دفاعهم الجوي قتلت الكثير من طائراتنا...
معذرة أنا غير قادر علي مواجهة المصريين علي الجبهة الجنوبية...
الكلمات.. هي مقتطفات بالنص من المؤتمر الصحفي الذي عقده موسي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي صباح يوم9 أكتوبر تعقيبا علي معارك يوم8 أكتوبر ولمن لا يعرف فإن8 أكتوبر أطلقوا عليه في إسرائيل يوم الاثنين الحزين وأظنه أحزن يوم علي الصهاينة باعتباره يوم سقوط جيش إسرائيل من علي عرشه وإدراك العالم كله نهاية أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وأي جيش في العالم يضيع منه في نصف نهار400 دبابة و25 طائرة و200 قتيل وأكثر من300 جريح...
وبالمناسبة هذا المؤتمر الصحفي حظرت جولدا مائير إذاعته في التليفزيون حفاظا علي الروح المعنوية لجيش وشعب إسرائيل بل إنها عينت مدير المخابرات السابق مسئولا عن الإعلام العسكري ورقيبا علي كل ما يقال من تصريحات للقادة...
وهناك كلمات أخري صاحبها أحد أهم خبراء الاستراتيجية في العالم هو ديبويه الأمريكي والرجل يقول:
لا يحق لأي جيش في العالم مهما كانت درجة تقدمه أن يدعي أنه كان بإمكانه أن يخطط أو ينفذ حربا علي نفس الدرجة التي أدار بها الجيش المصري حرب1973.
ديبويه نفسه في كتابه النصر المراوغ قال:
ما قامت به إسرائيل في عملية الثغرة هي هزيمة وعملية تليفزيونية أدت إلي تحقيق الهدف المصري في إطالة زمن الحرب ووضعت إسرائيل نفسها في وضع حصار لم تنقذه منها إلا الولايات المتحدة الأمريكية في صفقة فض الاشتباك الأول التي وقعت في17 يناير1974..
انتهت الكلمات التي هي ثلاث شهادات دامغة منهم لا منا وعليهم لا علينا.. ومثل هذه الشهادات كثير والوثائق التي يتم الإفراج عنها لمرور30 سنة كلها تشهد لنا وشاهد علي انتصارنا ومع ذلك لا أحد يعرف لأننا إعلاميا في غيبوبة ولا نعرف ما لنا وما علينا وهم صوتهم العالي وآلة إعلامهم الصهيوني الجبارة تغطي وتبتلغ أي حقائق.. ما علينا وتعالوا لنري ما حدث في هذه العبقرية المصرية العسكرية وأرجو أن تسعفني المساحة في إلقاء الضوء علي كل الأحداث من خلال هذه النقاط...
1 يوم6 أكتوبر1973 هو نتاج كل الدروس المستفادة من هزيمة يونيو1967.. هو محصلة ست سنوات فكرا وتخطيطا وجهدا وعرقا وفداء وشجاعة وتضحيات بلا حدود.. هو يوم قطف ثمار معارك عسكرية كثيرة جدا حققنا فيها انتصارات رائعة جدا وأول عملية برية كانت معركة رأس العش يوم1 يوليو1967 أي بعد ثلاثة أسابيع من هزيمة5 يونيو.. وفي رأس العش تأكدنا أننا لم نمت وأننا أحياء وأننا أقوياء وأنه عندما لاحت فرصة القتال للجندي المصري ظهر معدنه وتأكدت شجاعته... وفي رأس العش عرف العدو يقينا أن المصريين لحمهم مر فابتعدوا وانسحبوا وهم الطابور المدرع الذي له أول يمكن أن تراه والعين لا تري آخره من حجمه وطوله وضخامته وتنوع أسلحته ومع ذلك فشل في أن يزحزح فصيلة صاعقة مترا واحدا من الأرض التي تدافع عنها لأنها أرضها وعرضها وشرفها والعقيدة التي نقدم في سبيلها أرواحنا.
6 أكتوبر هو يوم نستعد له من يوم من تدمير المدمرة إيلات أمام بورسعيد في واحدة من أعظم العمليات الفدائية الشجاعة لقاربي طوربيد أغرقا مدمرة عملاقة.
6 أكتوبر هي نتاج طبيعي لحرب الاستنزاف العظيمة التي استمرت500 يوم وعرف خلالها الصهاينة أن الله حق حيث كانت العمليات الفدائية تلاحقهم من البر ومن البحر ومن الجو.. من عملية لسان التمساح التي انتقمنا فيها للشهيد عبدالمنعم رياض والانتقام الذي قامت به المجموعة39 قتال كان كعادتها رهيبا ومذهلا وأخذت فيه أرواح40 صهيونيا...
6 أكتوبر محصلة خبرات قتالية عظيمة وملاحم شجاعة فذة للمقاتلين المصريين ولعشرات الأكمنة التي تم نصبها علي طول سيناء وعرضها وكلها خبرات وكلها فوائد وكلها ثقة بلا حدود تكبر عندنا ومعنويات تنهار عندهم.. وطبيعي أن ينهاروا عندما يصبح أي متر أرض في سيناء غير آمن.. عندما يفاجأون بأن الإغارات والأكمنة التي يتعرضون لها يوميا أصبحت من كل وحدات جيش مصر العسكرية ولم تعد قاصرة علي39 قتال التي صعدت وراءهم إلي جبل مريم ونفذت عملية جريئة رجعوا منها بأول أسير صهيوني وهو ضابط اصطادوه خلال دورية اعتيادية يومية للصهاينة...
6 أكتوبر نتاج طبيعي للشهامة والشجاعة وحب الوطن.. وعندما كان الصهاينة يعربدون في سماء مصر ويضربون مدن القناة ويقتلون أطفالا ونساء ردت مصر بدرس استوعبوه جيدا وبطل واحد بمفرده هو الذي لقنهم الدرس والكلام هنا عن الأسطورة عصام الدالي الذي كلفه اللواء صادق مدير المخابرات بعملية يقوم بها من الأردن لضرب ميناء إيلات العسكري بثلاثة صواريخ..
التعليمات له التوجه لمكتب المخابرات المصرية في الأردن وقائده المقدم إبراهيم الدخاخني.. والذي سوف يوفر له الصواريخ ويسلمها في موقع الضرب بالجبال المطلة علي ميناء العقبة!. عصام الدالي اتصل بفدائيين من فتح يتم تدريبهم في عمان بإشراف ضباط صاعقة مصريين.. المهم أنهم وفروا له ثلاثين صاروخا لأجل أن يقطع الذراع الطويلة للصهيونية التي ضربت أهدافا مدنية في مصر وقتلت أطفالا أبرياء وإن لم تردع سوف تستمر...
الفدائي عصام الدالي تسلم ال33 صاروخا في الموقع المحدد له مسبقا لضرب إيلات الميناء العسكري.. ومن الموقع نفذ ما عقد الأمر عليه أطلق ال33 صاروخا علي إيلات المدينة ووفقا لاعترافاتهم في البيان الذي صدر عنهم اعترفوا بسقوط94 قتيلا و400 جريح والرقم الصحيح ضعف ذلك.. ونحن لم نبدأ بضرب المدنيين إنما هم الذين بدأوا.. وأبناؤنا ليسوا أقل من أبنائهم والعين بالعين والبادي أظلم!.
6 أكتوبر نتاج طبيعي لحدوتة مصرية بحرية بالغة الشجاعة وأيضا رد وتأديبي علي عمليات الإبرار البحري التي كانت تقوم بها قطعتان من بحرية العدو ضدنا...
الصاعقة البحرية رجال الضفادع البشرية نفذوا عمليتين ضد ميناء إيلات التجاري ثم ميناء إيلات الحربي وكل عملية منهما أسطورة شجاعة وبعدهما أغلقنا ملف العربدة البحرية للعدو بإغراق ناقلة جنوده وناقلة دباباته في ميناء إيلات...
6 أكتوبر تكونت ملامحه وتحددت شخصيته بتدريب غاية في القسوة وبعمليات قتالية غاية في الجرأة وانتصارات علي العدو غاية في الروعة وكلها مجتمعة نحتت مقاتلين ليس لهم حل.. خلفهم خبرات هائلة اكتسبوها وأمامهم هدف هو النصر أو الاستشهاد...
الأعمال القتالية التي ذكرتها مثال لا حصر.. لأن حرب الاستنزاف وحدها شهدت معارك كثيرة لكل أفرع القوات المسلحة.. كلها شاركت وكلها نجحت وانتصرت وكلها باتت تنتظر القرار.. قرار حرب أكتوبر وهو بكل المقاييس أحد أهم القرارات في تاريخ مصر...
2 حرب أكتوبر بدأ الإعداد لها عقب هزيمة يونيو1967 وبدأ العد التنازلي لها من منتصف شهر سبتمبر1973.. باتخاذ الخطوات التنفيذية لحشد القوات علي خط المواجهة بطول قناة السويس.. مع استطلاع لا ترمش له عين للعدو وتحركاته خشية رصده لتحركات الحشد ويقوم بضربة عسكرية لقواتنا الرئيسية وهي تتحرك إلي خط النار.
3 مصر فكرت ونفذت أكبر عملية خداع عرفتها الحروب والذي ساعدنا علي ابتلاع العدو للخداع المصري.. أنه تعود علي قيام القوات المصرية بتحركات كثيرة وكثيفة خاصة في المشروعات الاستراتيجية دون أن يحدث شيء وهذا الأمر جعل العدو يطمئن وهو لا يدري أن كل ما سبق من تحركات كان للخداع وأن العدو انضحك عليه عندما واجه أحد هذه التحركات بتعبئة جزئية لقوات الاحتياط ظنا منهم أنه استعداد لهجوم مصري وبعد أن نفذوا التعبئة التي كلفتهم أكثر من20 مليون دولار اكتشفوا أنه لا هجوم ولا حتي نية هجوم...
4 شهد شهر سبتمبر حشدا من المشروعات التدريبية لاختبار كفاءة الوحدات علي تنفيذ خطة الحرب وفي إطار ذلك دخلت الحشود إلي مناطقها علي الجبهة دون أن يكتشف العدو الحقيقة...
في نفس الوقت نشطت أعمال الاستطلاع للساتر الترابي للتأكيد بصفة نهائية علي الأماكن المحددة لإحداث الفتحات فيها.. وأيضا تحديد أماكن أجهزة إشعال النابالم أسفل النقاط القوية مباشرة...
وفي هذه الفترة صدرت الأوامر لقادة التشكيلات بالإسراع في إنهاء تجهيزات مسرح العمليات كل في مواجهته علي أن تتم الإجراءات بمعرفة القادة شخصيا منعا لأي إثارة يفهم منها نية القيام بعمليات عسكرية...
5 يوم30 سبتمبر اجتمع مجلس الأمن القومي المصري برئاسة السادات في حضور الوزراء وطلب السادات من الأعضاء إبداء رأيهم في الوضع الذي نعيشه ودارت مناقشات كثيرة.. وطالب البعض بالمعركة وكان للبعض رأي آخر.. ويذكر هنا أن وزير التموين قال إن المخزون الغذائي لا يكفي معركة طويلة.. وبعد أن تكلم الجميع تحدث وزير الدفاع مؤكدا أن مصر وسوريا تخططان إلي حرب مصر واثقة من نتيجتها وأنها ليست حرب استنزاف إنما عملية هجومية قوية يطول أمدها بما يكبد إسرائيل خسائر فادحة.. وأوضح الوزير أن إمدادات الاتحاد السوفيتي تتم بحساب وأن الوقت ليس في مصلحتنا لا ماديا ولا معنويا ولا يجب أن نؤخر توقيت المواجهة.. وأن المفاجأة عامل مهم حتي لا تأخذ إسرائيل المبادأة وتبدأ هي الهجوم...
6 الاثنين أول أكتوبر.. في هذا اليوم رفعت درجة الاستعداد إلي الحالة القصوي تحت ستار بداية المشروع التدريبي الاستراتيجي المعلن عنه.. وتمت إجراءات التعبئة.. وفتحت مراكز القيادة علي جميع المستويات وبدأ العمل فيها.. وبدأت مرحلة جديدة في حشد القوات.. ومع تعليمات حازمة مشددة للقوات الموجودة علي شاطئ القناة بمزاولة الحياة العادية.. وأن تستمر الشركات المدنية التي كانت تعمل في إنشاء المصاطب وتعلية السواتر في تنفيذ عملها اليومي المعتاد المرصود بالطبع من الصهاينة...
وتعليمات أخري صارمة بإخفاء وتمويه معدات الوحدات المقاتلة المختلفة التي دخلت إلي الجبهة وأن يكون احتلالها للمواقع الهيكلية الموجودة من قبل والتي يتم تصويرها بأقمار التجسس الأمريكية.
آخر النقاط تركيز الاستطلاع المصري الهائل علي العدو لأجل رصد أي تحركات غير اعتيادية له نتيجة اكتشافه نياتنا ومتابعة دقيقة لكل ما يحدث علي الجبهة مباشرة أو علي تصريحات القادة داخل إسرائيل.
7 أول أكتوبر مساء.. اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة السادات الذي استمع إلي تقارير القادة ومدي الاستعداد وقال لهم بالحرف الواحد:
علي كل واحد أن يؤدي واجبه. أنا أتحمل وراءكم المسئولية كاملة تاريخيا وماديا ومعنويا وأقولها صراحة.. أنا أثق فيكم ثقة كاملة.. وعلي هذا الأساس تصرفوا بكل ثقة وإيمان وحرية
8 الثلاثاء2 أكتوبر.. يوم جديد من الاستعداد المكثف. أبحرت قطع البحرية من قواعدها في البحر المتوسط( أساسا الغواصات) لتنفيذ مهمة قطع خطوط المواصلات إلي إسرائيل وحصار الموانئ الرئيسية.. وكذلك تحركت من قواعدها في البحر الأحمر( مدمرات وغواصات) تحت ستار إجراء عمرات إصلاح في دول صديقة بجنوب شرق آسيا...
كل قائد قطعة بحرية تسلم ظرفا مغلقا بالمهمة مكتوب عليه من الخارج يفتح الساعة كذا يوم كذا وينفذ كل ما فيه بمنتهي الدقة.. ومعروف أن خطة إبلاغ ساعة الصفر لها جدول زمني في الإبلاغ وفقا للمستويات من قائد الجيش وحتي الجندي.
9 الأربعاء3 أكتوبر.. اليوم الحاسم في تحديد تاريخ الحرب..
في هذا اليوم بدأت أهم مرحلة في حشد القوات علي الجبهة وهي دخول الكباري ومعدات العبور والأسلحة الثقيلة والتي كان دخولها يحمل تخوفا هائلا من رصد العدو لها.
في هذا اليوم عقد مجلس حرب في إسرائيل.. وتكلم نائب رئيس المخابرات وأوضح أن الجبهة السورية عليها حشود وفي مصر مناورة ومعلومات مثيرة للقلق تفيد استعداد مصر للهجوم.
وأفاد نائب رئيس مخابرات العدو.. أنهم يبحثون الآن هل هناك علاقة بين ما يحدث في سوريا ويتم في مصر أم أن كلا منهما بمفرده...
واختتم رجل المخابرات الإسرائيلي كلامه بقوله إنه حسب ما لديه من معلومات أن مصر مازالت لا تستطيع أن تخوض حربا وبالتالي فإن اشتراكها شيء مستبعد وافترض أن ما يحدث في مصر لا يزيد علي كونه أعمالا للمناورة التي يقومون بها.
10 الخميس الرابع من أكتوبر.. في هذا اليوم تم إبلاغ قادة الجيوش بتوقيت الحرب ومرفق به جدول إبلاغ المستويات القتالية بالتوقيت.. وأيضا تم إبلاغ قادة الجيوش بتجهيز أعلام مصر التي ستوزع علي الوحدات لأجل رفعها علي الضفة الشرقية للقناة.
أعمال رصد الاستطلاع والمخابرات للعدو وتحركاته وردود فعله.. هذه الأعمال كان لها بالغ الأهمية خوفا من اكتشاف العدو تحركاتنا ومعرفته بنية الحرب!. في هذا الظرف الدقيق وقعت حادثتان كادتا تنسف كل ما قمنا به من خداع.
الاتحاد السوفيتي أرسل طائرات إلي سوريا لإجلاء الرعايا وهذا الأمر خضع لتفسيرات وتخمينات كثيرة وزرع بذرة شك حقيقية في نفوس الإسرائيليين.
الموقف الثاني كان مع إصدار وزير الطيران المدني المصري تعليماته بنشر طائرات مصر للطيران في المطارات الخارجية لتأمينها من أخطار الحرب.. وتم تلافي هذا الأمر فورا بقرار عودتها واستئناف نشاطها المعتاد من يوم5 أكتوبر.
الجمعة الخامس من أكتوبر.. في هذا اليوم حدث ما لم يكن في الحسبان.
مصدر موثوق به بالنسبة للصهاينة طلب لقاء رئيس المخابرات الإسرائيلي في لندن..
وسافر تسيفي زاميرا وقابل العميل أو الجاسوس الموثوق به وكانت المفاجأة..
الجاسوس أبلغه أن مصر سوف تقوم بالحرب غدا السبت...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.