بعد غلق التسجيل اليوم.. متى تعلن نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025؟    «التعليم العالي»: اليوم الفرصة الأخيرة لتنسيق المرحلة الثانية    قروض السلع المعمرة بفائدة 26%.. البنوك تتدخل لتخفيف أعباء الصيف    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال يوليو    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 10 أغسطس 2025    «بيت التمويل الكويتى- مصر» يطلق المدفوعات اللحظية عبر الإنترنت والموبايل البنكي    تعرف على أعلى شهادة ادخار في البنوك المصرية    الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد لانتهاء التسهيلات الضريبية    حقائق جديدة حول اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل يكشفها وزير البترول الأسبق    إعلام فلسطيني: قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس وشرق غزة ومخيم النصيرات    صواريخ مصرية- إيرانية متبادلة في جامعة القاهرة! (الحلقة الأخيرة)    إن بي سي نيوز: البيت الأبيض يبحث دعوة زيلينسكي لزيارة "ألاسكا"    مصادر مطلعة: مصر تبحث «صفقة شاملة» لوقف النار في غزة    البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أمريكية    موعد مباراة الأهلي المقبلة في الدوري بعد التعادل أمام مودرن سبورت    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    " مركز معايا ".. تفاصيل مشاهدة زيزو وحكم مباراة الأهلي ومودرن سبورت (فيديو)    أمير هشام: الأهلي ظهر بشكل عشوائي أمام مودرن.. وأخطاء ريبيرو وراء التعادل    20 صفقة تدعم كهرباء الإسماعيلية قبل بداية مشواره في الدوري الممتاز    موعد مباراة الهلال ضد آراو الودية.. القنوات الناقلة والمعلق    ننشر أسماء المصابين في حريق محلات شبرا الخيمة    طقس مصر اليوم.. ارتفاع جديد في درجات الحرارة اليوم الأحد.. والقاهرة تسجل 38 درجة    بحضور جماهيري كامل العدد.. حفلا غنائيًا ل "حمزة نمرة" بمكتبة الإسكندرية    لهذا السبب.... هشام جمال يتصدر تريند جوجل    التفاصيل الكاملة ل لقاء اشرف زكي مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية    لا تبخل على صحتك.. حظك اليوم برج الدلو 10 أغسطس    محمود العزازي يرد على تامر عبدالمنعم: «وعهد الله ما حصل» (تفاصيل)    شيخ الأزهر يلتقي الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة «الإمام الطيب»    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    من غير جراحة.. 5 خطوات فعالة للعلاج من سلس البول    يعاني ولا يستطيع التعبير.. كيف يمكن لك حماية حيوانك الأليف خلال ارتفاع درجات الحرارة؟    الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 470 مناصرا لحركة "فلسطين أكشن" (صور)    دعاء الفجر يجلب التوفيق والبركة في الرزق والعمر والعمل    مصدر طبي بالمنيا ينفي الشائعات حول إصابة سيدة دلجا بفيروس غامض    مصرع وإصابة طفلين سقطت عليهما بلكونة منزل بكفر الدوار بالبحيرة    مراد مكرم: تربيت على أن مناداة المرأة باسمها في مكان عام عيب.. والهجوم عليَ كان مقصودا    وزير العمل: غرامة تصل إلى 200 ألف جنيه للأجنبي الذي يعمل بدون تصريح بدءا من سبتمبر    خالد الجندي: أعدت شقة إيجار قديم ب3 جنيهات ونصف لصاحبها تطبيقا للقرآن الكريم    مصادر طبية بغزة: استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا 40 منهم من منتظري المساعدات    طلاب مدرسة الإمام الطيب: لقاء شيخ الأزهر خير دافع لنا لمواصلة التفوق.. ونصائحه ستظل نبراسا يضيء لنا الطريق    حكيمي: أستحق حصد الكرة الذهبية.. وتحقيق الإحصائيات كمدافع أصعب كثيرا    القبض على بلوجر في دمياط بتهمة التعدي على قيم المجتمع    جنايات مستأنف إرهاب تنظر مرافعة «الخلية الإعلامية».. اليوم    هل هناك مد لتسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية؟.. مكتب التنسيق يجيب    أندريه زكي يفتتح مبنى الكنيسة الإنجيلية بنزلة أسمنت في المنيا    سهام فودة تكتب: أسواق النميمة الرقمية.. فراغ يحرق الأرواح    ترامب يعين «تامي بروس» نائبة لممثل أمريكا في الأمم المتحدة    أمين الجامعات الخاصة: عملية القبول في الجامعات الأهلية والخاصة تتم بتنسيق مركزي    "حب من طرف واحد ".. زوجة النني الثانية توجه له رسالة لهذا السبب    منها محل كشري شهير.. تفاصيل حريق بمحيط المؤسسة فى شبرا الخيمة -صور    يسري جبر: "الباء" ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    نرمين الفقي بفستان أنيق وكارولين عزمي على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    توقف مترو الأنفاق وإصابة 4 أشخاص.. تفاصيل حريق محلات شبرا الخيمة -آخر تحديث    ما تأثير ممارسة النشاط البدني على مرضى باركنسون؟    أفضل وصفات لعلاج حرقان المعدة بعد الأكل    أفضل طرق لتخزين البطاطس وضمان بقائها طازجة لفترة أطول    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم حجازي يكتب: جيش مصر أقسم ألا يخذل شعبه يوما‏!‏
نشر في أهرام سبورت يوم 07 - 10 - 2011


حتي لا ننسي أننا شعب عظيم لم يعرف يوما مستحيلا...
علينا أن نبقي حرب أكتوبر1973 في ذاكرتنا لتبقي في عقولنا وقلوبنا نهارا دائما يضيء الطريق أمام الأجيال...
في مثل هذا اليوم سنة1973 جاءت أحلي طلعة نهار علي مصر وكيف لا تكون وجيش مصر العظيم حقق ما شكك العالم كله فيه.. اقتحام القناة.. أصعب مانع مائي عرفته حرب في التاريخ واخترق الساتر الترابي أعتي مانع صناعي أقيم في حرب ودمر نقاط بارليف أقوي خط دفاعي أقامه جيش في العالم...
جيش مصر العظيم اقتحم واخترق ودمر ما اعتبره العالم كله مستحيلا ومع أول ضوء في نهار7 أكتوبر.. علي أرض سيناء80 ألف مقاتل لم يسمعوا يوما عن الخوف ولا يعرفون إلا النصر أو الاستشهاد...
... وتحقق أعظم انتصار في تاريخ الأمة بفضل من الله وبعدالة قضيتنا وإيمان مطلق في عقيدتنا وعبقرية شعب في وقفته وراء جيشه وشجاعة وفداء وتضحية جيش أقسم ألا يخذل يوما شعبه...
تلك هي ملحمة حرب أكتوبر1973 التي أبدأ كلامي عنها بكلمات ليست لي ولا لأحد من المصريين وبعدها نبدأ الحكاية.. حكاية من وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بأنهم خير أجناد الأرض...
نعتذر لأننا غير قادرين علي رد المصريين...
المصريون لديهم معدات ضخمة وهم مختلفون تماما عن أي حرب سابقة...
ما نملكه من دبابات وسلاح طيران قوي غير قادر علي رد المصريين...
سأذهب إلي رياسة الوزراء اليوم وأطلب الانسحاب إلي خطوط خلفية...
قتلانا كثيرون وصواريخ دفاعهم الجوي قتلت الكثير من طائراتنا...
معذرة أنا غير قادر علي مواجهة المصريين علي الجبهة الجنوبية...
الكلمات.. هي مقتطفات بالنص من المؤتمر الصحفي الذي عقده موسي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي صباح يوم9 أكتوبر تعقيبا علي معارك يوم8 أكتوبر ولمن لا يعرف فإن8 أكتوبر أطلقوا عليه في إسرائيل يوم الاثنين الحزين وأظنه أحزن يوم علي الصهاينة باعتباره يوم سقوط جيش إسرائيل من علي عرشه وإدراك العالم كله نهاية أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وأي جيش في العالم يضيع منه في نصف نهار400 دبابة و25 طائرة و200 قتيل وأكثر من300 جريح...
وبالمناسبة هذا المؤتمر الصحفي حظرت جولدا مائير إذاعته في التليفزيون حفاظا علي الروح المعنوية لجيش وشعب إسرائيل بل إنها عينت مدير المخابرات السابق مسئولا عن الإعلام العسكري ورقيبا علي كل ما يقال من تصريحات للقادة...
وهناك كلمات أخري صاحبها أحد أهم خبراء الاستراتيجية في العالم هو ديبويه الأمريكي والرجل يقول:
لا يحق لأي جيش في العالم مهما كانت درجة تقدمه أن يدعي أنه كان بإمكانه أن يخطط أو ينفذ حربا علي نفس الدرجة التي أدار بها الجيش المصري حرب1973.
ديبويه نفسه في كتابه النصر المراوغ قال:
ما قامت به إسرائيل في عملية الثغرة هي هزيمة وعملية تليفزيونية أدت إلي تحقيق الهدف المصري في إطالة زمن الحرب ووضعت إسرائيل نفسها في وضع حصار لم تنقذه منها إلا الولايات المتحدة الأمريكية في صفقة فض الاشتباك الأول التي وقعت في17 يناير1974..
انتهت الكلمات التي هي ثلاث شهادات دامغة منهم لا منا وعليهم لا علينا.. ومثل هذه الشهادات كثير والوثائق التي يتم الإفراج عنها لمرور30 سنة كلها تشهد لنا وشاهد علي انتصارنا ومع ذلك لا أحد يعرف لأننا إعلاميا في غيبوبة ولا نعرف ما لنا وما علينا وهم صوتهم العالي وآلة إعلامهم الصهيوني الجبارة تغطي وتبتلغ أي حقائق.. ما علينا وتعالوا لنري ما حدث في هذه العبقرية المصرية العسكرية وأرجو أن تسعفني المساحة في إلقاء الضوء علي كل الأحداث من خلال هذه النقاط...
1 يوم6 أكتوبر1973 هو نتاج كل الدروس المستفادة من هزيمة يونيو1967.. هو محصلة ست سنوات فكرا وتخطيطا وجهدا وعرقا وفداء وشجاعة وتضحيات بلا حدود.. هو يوم قطف ثمار معارك عسكرية كثيرة جدا حققنا فيها انتصارات رائعة جدا وأول عملية برية كانت معركة رأس العش يوم1 يوليو1967 أي بعد ثلاثة أسابيع من هزيمة5 يونيو.. وفي رأس العش تأكدنا أننا لم نمت وأننا أحياء وأننا أقوياء وأنه عندما لاحت فرصة القتال للجندي المصري ظهر معدنه وتأكدت شجاعته... وفي رأس العش عرف العدو يقينا أن المصريين لحمهم مر فابتعدوا وانسحبوا وهم الطابور المدرع الذي له أول يمكن أن تراه والعين لا تري آخره من حجمه وطوله وضخامته وتنوع أسلحته ومع ذلك فشل في أن يزحزح فصيلة صاعقة مترا واحدا من الأرض التي تدافع عنها لأنها أرضها وعرضها وشرفها والعقيدة التي نقدم في سبيلها أرواحنا.
6 أكتوبر هو يوم نستعد له من يوم من تدمير المدمرة إيلات أمام بورسعيد في واحدة من أعظم العمليات الفدائية الشجاعة لقاربي طوربيد أغرقا مدمرة عملاقة.
6 أكتوبر هي نتاج طبيعي لحرب الاستنزاف العظيمة التي استمرت500 يوم وعرف خلالها الصهاينة أن الله حق حيث كانت العمليات الفدائية تلاحقهم من البر ومن البحر ومن الجو.. من عملية لسان التمساح التي انتقمنا فيها للشهيد عبدالمنعم رياض والانتقام الذي قامت به المجموعة39 قتال كان كعادتها رهيبا ومذهلا وأخذت فيه أرواح40 صهيونيا...
6 أكتوبر محصلة خبرات قتالية عظيمة وملاحم شجاعة فذة للمقاتلين المصريين ولعشرات الأكمنة التي تم نصبها علي طول سيناء وعرضها وكلها خبرات وكلها فوائد وكلها ثقة بلا حدود تكبر عندنا ومعنويات تنهار عندهم.. وطبيعي أن ينهاروا عندما يصبح أي متر أرض في سيناء غير آمن.. عندما يفاجأون بأن الإغارات والأكمنة التي يتعرضون لها يوميا أصبحت من كل وحدات جيش مصر العسكرية ولم تعد قاصرة علي39 قتال التي صعدت وراءهم إلي جبل مريم ونفذت عملية جريئة رجعوا منها بأول أسير صهيوني وهو ضابط اصطادوه خلال دورية اعتيادية يومية للصهاينة...
6 أكتوبر نتاج طبيعي للشهامة والشجاعة وحب الوطن.. وعندما كان الصهاينة يعربدون في سماء مصر ويضربون مدن القناة ويقتلون أطفالا ونساء ردت مصر بدرس استوعبوه جيدا وبطل واحد بمفرده هو الذي لقنهم الدرس والكلام هنا عن الأسطورة عصام الدالي الذي كلفه اللواء صادق مدير المخابرات بعملية يقوم بها من الأردن لضرب ميناء إيلات العسكري بثلاثة صواريخ..
التعليمات له التوجه لمكتب المخابرات المصرية في الأردن وقائده المقدم إبراهيم الدخاخني.. والذي سوف يوفر له الصواريخ ويسلمها في موقع الضرب بالجبال المطلة علي ميناء العقبة!. عصام الدالي اتصل بفدائيين من فتح يتم تدريبهم في عمان بإشراف ضباط صاعقة مصريين.. المهم أنهم وفروا له ثلاثين صاروخا لأجل أن يقطع الذراع الطويلة للصهيونية التي ضربت أهدافا مدنية في مصر وقتلت أطفالا أبرياء وإن لم تردع سوف تستمر...
الفدائي عصام الدالي تسلم ال33 صاروخا في الموقع المحدد له مسبقا لضرب إيلات الميناء العسكري.. ومن الموقع نفذ ما عقد الأمر عليه أطلق ال33 صاروخا علي إيلات المدينة ووفقا لاعترافاتهم في البيان الذي صدر عنهم اعترفوا بسقوط94 قتيلا و400 جريح والرقم الصحيح ضعف ذلك.. ونحن لم نبدأ بضرب المدنيين إنما هم الذين بدأوا.. وأبناؤنا ليسوا أقل من أبنائهم والعين بالعين والبادي أظلم!.
6 أكتوبر نتاج طبيعي لحدوتة مصرية بحرية بالغة الشجاعة وأيضا رد وتأديبي علي عمليات الإبرار البحري التي كانت تقوم بها قطعتان من بحرية العدو ضدنا...
الصاعقة البحرية رجال الضفادع البشرية نفذوا عمليتين ضد ميناء إيلات التجاري ثم ميناء إيلات الحربي وكل عملية منهما أسطورة شجاعة وبعدهما أغلقنا ملف العربدة البحرية للعدو بإغراق ناقلة جنوده وناقلة دباباته في ميناء إيلات...
6 أكتوبر تكونت ملامحه وتحددت شخصيته بتدريب غاية في القسوة وبعمليات قتالية غاية في الجرأة وانتصارات علي العدو غاية في الروعة وكلها مجتمعة نحتت مقاتلين ليس لهم حل.. خلفهم خبرات هائلة اكتسبوها وأمامهم هدف هو النصر أو الاستشهاد...
الأعمال القتالية التي ذكرتها مثال لا حصر.. لأن حرب الاستنزاف وحدها شهدت معارك كثيرة لكل أفرع القوات المسلحة.. كلها شاركت وكلها نجحت وانتصرت وكلها باتت تنتظر القرار.. قرار حرب أكتوبر وهو بكل المقاييس أحد أهم القرارات في تاريخ مصر...
2 حرب أكتوبر بدأ الإعداد لها عقب هزيمة يونيو1967 وبدأ العد التنازلي لها من منتصف شهر سبتمبر1973.. باتخاذ الخطوات التنفيذية لحشد القوات علي خط المواجهة بطول قناة السويس.. مع استطلاع لا ترمش له عين للعدو وتحركاته خشية رصده لتحركات الحشد ويقوم بضربة عسكرية لقواتنا الرئيسية وهي تتحرك إلي خط النار.
3 مصر فكرت ونفذت أكبر عملية خداع عرفتها الحروب والذي ساعدنا علي ابتلاع العدو للخداع المصري.. أنه تعود علي قيام القوات المصرية بتحركات كثيرة وكثيفة خاصة في المشروعات الاستراتيجية دون أن يحدث شيء وهذا الأمر جعل العدو يطمئن وهو لا يدري أن كل ما سبق من تحركات كان للخداع وأن العدو انضحك عليه عندما واجه أحد هذه التحركات بتعبئة جزئية لقوات الاحتياط ظنا منهم أنه استعداد لهجوم مصري وبعد أن نفذوا التعبئة التي كلفتهم أكثر من20 مليون دولار اكتشفوا أنه لا هجوم ولا حتي نية هجوم...
4 شهد شهر سبتمبر حشدا من المشروعات التدريبية لاختبار كفاءة الوحدات علي تنفيذ خطة الحرب وفي إطار ذلك دخلت الحشود إلي مناطقها علي الجبهة دون أن يكتشف العدو الحقيقة...
في نفس الوقت نشطت أعمال الاستطلاع للساتر الترابي للتأكيد بصفة نهائية علي الأماكن المحددة لإحداث الفتحات فيها.. وأيضا تحديد أماكن أجهزة إشعال النابالم أسفل النقاط القوية مباشرة...
وفي هذه الفترة صدرت الأوامر لقادة التشكيلات بالإسراع في إنهاء تجهيزات مسرح العمليات كل في مواجهته علي أن تتم الإجراءات بمعرفة القادة شخصيا منعا لأي إثارة يفهم منها نية القيام بعمليات عسكرية...
5 يوم30 سبتمبر اجتمع مجلس الأمن القومي المصري برئاسة السادات في حضور الوزراء وطلب السادات من الأعضاء إبداء رأيهم في الوضع الذي نعيشه ودارت مناقشات كثيرة.. وطالب البعض بالمعركة وكان للبعض رأي آخر.. ويذكر هنا أن وزير التموين قال إن المخزون الغذائي لا يكفي معركة طويلة.. وبعد أن تكلم الجميع تحدث وزير الدفاع مؤكدا أن مصر وسوريا تخططان إلي حرب مصر واثقة من نتيجتها وأنها ليست حرب استنزاف إنما عملية هجومية قوية يطول أمدها بما يكبد إسرائيل خسائر فادحة.. وأوضح الوزير أن إمدادات الاتحاد السوفيتي تتم بحساب وأن الوقت ليس في مصلحتنا لا ماديا ولا معنويا ولا يجب أن نؤخر توقيت المواجهة.. وأن المفاجأة عامل مهم حتي لا تأخذ إسرائيل المبادأة وتبدأ هي الهجوم...
6 الاثنين أول أكتوبر.. في هذا اليوم رفعت درجة الاستعداد إلي الحالة القصوي تحت ستار بداية المشروع التدريبي الاستراتيجي المعلن عنه.. وتمت إجراءات التعبئة.. وفتحت مراكز القيادة علي جميع المستويات وبدأ العمل فيها.. وبدأت مرحلة جديدة في حشد القوات.. ومع تعليمات حازمة مشددة للقوات الموجودة علي شاطئ القناة بمزاولة الحياة العادية.. وأن تستمر الشركات المدنية التي كانت تعمل في إنشاء المصاطب وتعلية السواتر في تنفيذ عملها اليومي المعتاد المرصود بالطبع من الصهاينة...
وتعليمات أخري صارمة بإخفاء وتمويه معدات الوحدات المقاتلة المختلفة التي دخلت إلي الجبهة وأن يكون احتلالها للمواقع الهيكلية الموجودة من قبل والتي يتم تصويرها بأقمار التجسس الأمريكية.
آخر النقاط تركيز الاستطلاع المصري الهائل علي العدو لأجل رصد أي تحركات غير اعتيادية له نتيجة اكتشافه نياتنا ومتابعة دقيقة لكل ما يحدث علي الجبهة مباشرة أو علي تصريحات القادة داخل إسرائيل.
7 أول أكتوبر مساء.. اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة السادات الذي استمع إلي تقارير القادة ومدي الاستعداد وقال لهم بالحرف الواحد:
علي كل واحد أن يؤدي واجبه. أنا أتحمل وراءكم المسئولية كاملة تاريخيا وماديا ومعنويا وأقولها صراحة.. أنا أثق فيكم ثقة كاملة.. وعلي هذا الأساس تصرفوا بكل ثقة وإيمان وحرية
8 الثلاثاء2 أكتوبر.. يوم جديد من الاستعداد المكثف. أبحرت قطع البحرية من قواعدها في البحر المتوسط( أساسا الغواصات) لتنفيذ مهمة قطع خطوط المواصلات إلي إسرائيل وحصار الموانئ الرئيسية.. وكذلك تحركت من قواعدها في البحر الأحمر( مدمرات وغواصات) تحت ستار إجراء عمرات إصلاح في دول صديقة بجنوب شرق آسيا...
كل قائد قطعة بحرية تسلم ظرفا مغلقا بالمهمة مكتوب عليه من الخارج يفتح الساعة كذا يوم كذا وينفذ كل ما فيه بمنتهي الدقة.. ومعروف أن خطة إبلاغ ساعة الصفر لها جدول زمني في الإبلاغ وفقا للمستويات من قائد الجيش وحتي الجندي.
9 الأربعاء3 أكتوبر.. اليوم الحاسم في تحديد تاريخ الحرب..
في هذا اليوم بدأت أهم مرحلة في حشد القوات علي الجبهة وهي دخول الكباري ومعدات العبور والأسلحة الثقيلة والتي كان دخولها يحمل تخوفا هائلا من رصد العدو لها.
في هذا اليوم عقد مجلس حرب في إسرائيل.. وتكلم نائب رئيس المخابرات وأوضح أن الجبهة السورية عليها حشود وفي مصر مناورة ومعلومات مثيرة للقلق تفيد استعداد مصر للهجوم.
وأفاد نائب رئيس مخابرات العدو.. أنهم يبحثون الآن هل هناك علاقة بين ما يحدث في سوريا ويتم في مصر أم أن كلا منهما بمفرده...
واختتم رجل المخابرات الإسرائيلي كلامه بقوله إنه حسب ما لديه من معلومات أن مصر مازالت لا تستطيع أن تخوض حربا وبالتالي فإن اشتراكها شيء مستبعد وافترض أن ما يحدث في مصر لا يزيد علي كونه أعمالا للمناورة التي يقومون بها.
10 الخميس الرابع من أكتوبر.. في هذا اليوم تم إبلاغ قادة الجيوش بتوقيت الحرب ومرفق به جدول إبلاغ المستويات القتالية بالتوقيت.. وأيضا تم إبلاغ قادة الجيوش بتجهيز أعلام مصر التي ستوزع علي الوحدات لأجل رفعها علي الضفة الشرقية للقناة.
أعمال رصد الاستطلاع والمخابرات للعدو وتحركاته وردود فعله.. هذه الأعمال كان لها بالغ الأهمية خوفا من اكتشاف العدو تحركاتنا ومعرفته بنية الحرب!. في هذا الظرف الدقيق وقعت حادثتان كادتا تنسف كل ما قمنا به من خداع.
الاتحاد السوفيتي أرسل طائرات إلي سوريا لإجلاء الرعايا وهذا الأمر خضع لتفسيرات وتخمينات كثيرة وزرع بذرة شك حقيقية في نفوس الإسرائيليين.
الموقف الثاني كان مع إصدار وزير الطيران المدني المصري تعليماته بنشر طائرات مصر للطيران في المطارات الخارجية لتأمينها من أخطار الحرب.. وتم تلافي هذا الأمر فورا بقرار عودتها واستئناف نشاطها المعتاد من يوم5 أكتوبر.
الجمعة الخامس من أكتوبر.. في هذا اليوم حدث ما لم يكن في الحسبان.
مصدر موثوق به بالنسبة للصهاينة طلب لقاء رئيس المخابرات الإسرائيلي في لندن..
وسافر تسيفي زاميرا وقابل العميل أو الجاسوس الموثوق به وكانت المفاجأة..
الجاسوس أبلغه أن مصر سوف تقوم بالحرب غدا السبت...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.