أقامت مكتبة القاهرة الكبري برئاسة الكاتب الكبير جمال الغيطاني حفلا ثقافيا أداره ياسر مصطفي مدير المكتبة لتوقيع كتاب(النسور الذهبية من النكسة الي النصر) للمجموعة73 مؤرخين. شارك في إعداده أحمد زايد ود. عبد الله عمران وأحمد عادل وبحضور نخبة من طياري القوات الجوية في حرب السادس من أكتوبر.1973 في بداية الحفل أشار الغيطاني الي ضرورة التوثيق الصحيح لحرب أكتوبر1973, ثم تحدث عن فترة عمله كمراسل حربي علي الجبهة. الأحداث التي عاصرها وقدم عنها شهادة تاريخية ورؤيته لاستعداد القوات المصرية في ذلك الوقت لدخول حرب العزة والكرامة, وما قام به الطيارون المصريون من تدريبات واستعدادات لخوض المعركة الفاصلة بداية من يونيو1967 وحرب الاستنزاف وحتي العبور وانتصار القوات المسلحة المصرية في1973, وأوضح أن ظهور الطيار المصري كان له دور مهم في رفع الروح المعنوية لدي المصريين, وخاصة في حالة عبوره ناحية الشرق أثناء حرب الاستنزاف. كما تناول البطولات المصرية التي فاقت الخيال والتصور خلال هذه الحرب المجيدة, ودعا الغيطاني الي التواصل بين الأجيال والحفاظ علي ذاكرة مصر التاريخية فهذا واجب وطني, ثم قدم التحية لأبطال نصر أكتوبر ونسورها الذهبية, ثم تحدث بعض أبطال حرب أكتوبر من نسور مصر عن ذكرياتهم موضحين أن إسرائيل لم تخض أي حرب إلا بوجود طرف ثالث أجنبي يحميها بداية من حرب48 حتي العدوان الثلاثي1956 ثم حرب1967, مؤكدين ضرورة استلهام روح البطولة للشباب والأجيال الجديدة بداية من أبطال حرب الاستنزاف التي كانت وقود حرب أكتوبر حتي تحقيق النصر. وأن حرب أكتوبر تعتبر درسا للأجيال القادمة في قهر الصعاب وتخطي العقبات من أجل الوصول الي النصر, وأن الحرب مع العدو لاتزال مستمرة حيث إن إنشاء مواقع الكترونية تقوم علي حفظ ذاكرة مصر التاريخية واستخدام التكنولوجيا في تصحيح المعلومات عن أبطال حرب أكتوبر هو امتداد لروح الحرب. وعلي جانب آخر احتفلت المكتبة بذكري مرور39 عاما علي نصر أكتوبر العاشر من رمضان1973 بإقامة ندوة ثقافية بعنوان من ذكريات العاشر من رمضان شارك فيها مجموعة من أبطال نصر أكتوبر منهم اللواء صاعقة أحمد رجائي عطية واللواء طيار محمد عكاشة وحضرها أحمد زايد أحد مؤلفي كتاب التمور الذهبية. وأشار المقاتل رجائي عطية إلي أن جيل نصر أكتوبر لم ينته عند نهاية حرب اكتوبر وتحرير أرض سيناء ولكن امتدت البطولات للأجيال اللاحقة وكانت البداية متمثلة في المجموعة73 مؤرخين, وامتدت حتي جيل ثورة25 يناير فلهم التحية والشكر. ثم تحدث عن الدور البطولي لقوات الصاعقة المصرية والتي كانت تصدر لها الأوامر بالقيام بعمليات فدائية خلف خطوط العدو أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر للمجموعة39 مقاتلين والتي كانت تمثل عمليات شبه مستحيلة من الناحية الفعلية البشرية بوجود موانع صعبة يستحيل اختراقها, ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالي ثم باصرار وعزيمة الجيش المصري وقوات الصاعقة, تمت تلك العمليات بنجاح باهر يفوق مثيلاتها من العمليات الأخري في حروب ليس فيها تلك الموانع التي يستحيل اختراقها وذلك للتدريب الجيد والاعداد الجيد في تلك الظروف الصعبة, وأيضا نتيجة لخطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها القيادة السياسية قبل وأثناء الحرب. ويري المقاتل محمد عكاشة أن الحديث عن ذكريات أكتوبر العاشر من رمضان تعتبر من أفضل الأيام في حياة الأبطال الذين خاضوا الحرب وعاشوا أيامها والتي عمل علي تدشينها المجموعة73 مؤرخين التي عملت علي إحياء التاريخ الوطني المصري والعسكري بعد اختزاله فقط في النظام الفاسد السابق الذي تم اسقاطه في ثورة25 يناير. وأوضح المقاتل عكاشة أن الحرب كانت بالغة الصعوبة لوجود قناة السويس وهي من أصعب الموانع المائية وبعد عبور هذا المانع المائي الصعب يوجد خط بارليف المنيع وما به من دشم وموانع ونقاط عسكرية منيعة تحتاج إلي امكانيات تكاد تكون مستحيلة الاختراق ولكن بتوفيق الله تم استلهام روح شهر رمضان الذي تم فيه النصر للمسلمين في حروبهم, ثم بشجاعة وعناد المقاتل المصري علي اجتياز الصعاب والمستحيلات, تم عبور القناة وتدمير خط بارليف علي طول المواجهة ودخول أرض سيناء, والذي انتهي إلي تحقيق النصر, وقال موضحا أن قوات الصاعقة والمدفعية كان لهما دور مهم وكبير في حرب الاستنزاف التي نعتبرها وقود حرب أكتوبر حيث إنها أدت إلي اكتمال الاستعداد عند القوات المصرية, فعند دخولها الحرب كانت مؤمنة تماما بالنصر. وقد خرج اللقاء بعدة توصيات مهمة منها.. أن الحرب لاتزال مستمرة بين الأجيال اللاحقة وذلك بالتفوق التكنولوجي, ومحاولة حفظ التاريخ وما يحويه من انجازات, مع ضرورة الحفاظ علي الذاكرة التاريخية للبطولات المصرية والقيام بالتصدي والرد علي كل محاولات التزييف والتحريف في التاريخ البطولي المصري والايمان بالله سبحانه وتعالي أولا, ثم محاولة التكيف مع الامكانيات المتاحة ثانيا مما يؤدي الي نتائج عظيمة غير متوقعة, والاعتراف بكل من له فضل في حرب أكتوبر وعدم طمس البطولات المضيئة في حياته, وتقديم شهادة الحق له. ومن الأهمية بمكان ضرورة الفخر بجيش مصر الذي هو من خير أجناد الأرض وعدم السير وراء دعوات هدم قواتنا المسلحة والوقوف صفا واحدا خلف جيشنا المصري ذي التاريخ المشرف في الماضي والحاضر والمستقبل.