«النسور الذهبية» : أول إصدارات المجموعة 73 مؤرخين

وقّع عدد من الشباب المهتمين بالتاريخ لبطولات الجيش المصرى والذين أطلقوا على أنفسهم اسم «أفراد المجموعة 73 مؤرخين» كتابا بعنوان «من النكسة إلى النصر.. النسور الذهبية» ويؤرخ الكتاب لما دار فى الحروب المصرية من النكسة مروراً بحرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر المجيد ودور أبطال القوات الجوية المصرية فى القتال، وتناول الكتاب سيرة وبطولات أحد عشر طيارا من أبطال القوات الجوية معظهم مازلوا على قيد الحياة. ويعرض الكتاب صورا وأسراراً تنتشر لأول مرة كما رواها أبطال القوات الجوية المصرية، وقدم للكتاب الكاتب البريطانى د. ديفيد نيكول والباحث النمساوى توم كوبر وهما من أشهر المؤرخين العسكريين العاملين فى مجال التاريخ للصراع العربى الإسرائيلى فى أوروبا والغرب وهما معروفان بالحيادية وعدم الأخذ بالأقوال الإسرائيلية كحقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش، ووصف الكاتبان مهمة الفرقة 73 مؤرخين بأنها معقدة وحيوية، كما وصفوا القصص الواقعية التى تم طرحها بأنها تمثل جسورا تنقل القراء من حياتهم الخاصة إلى مسرح العمليات قيد القراءة والدراسة والتحليل.
وقد قام على البحث فى مواد الكتاب وكتابتها أحمد زايد، ود. عبد الله عمران، وأحمد عادل، الذين قاموا فى البداية بإنشاء موقع باسم «مجموعة 73 مؤرخين» والذى كان هدفه حفظ ذاكرة الكفاح المصرى وبطولات جيشها العظيم من التدليس والتزوير، وقد زار هذا الموقع الذى أنشئ سنة 2008م حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون زائر، وقد أكد شباب مجموعة 73 مؤرخين من خلال كلماتهم أثناء حفل التوقيع أنهم لاقوا صعوبة بالغة عند الحديث مع النسور المقاتلة فى استخلاص الأحداث بدقة وهو نوع من التواضع والتفانى فى خدمة الوطن ونكران الذات.
كما أكدوا على أنه من الخطأ اختزال الضربة الجوية فى شخص واحد فالضربة الجوية قام بها 30 مليون مصرى عملوا على إنشاء المغارات وصيانة الطائرات بالإضافة إلى فرق الصاعقة والمدرعات والمشاة التى تحدد الأهداف وأماكنها.
وأضاف الشباب أن اتجاههم إلى توثيق تاريخ مصر الحربى وبطولات جنوده يرجع إلى ما وجدوه من تشويه لبطولات الجيش المصرى التى يقوم بها العدو الصهيونى الذى يعمل على التقليل من انتصارات الأمة المصرية.
وفى كلمته أكد جمال الغيطانى مدير مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك أن الحفاظ على الذاكرة الوطنية والحرية هو واجب وطنى، وأن هناك فى الحروب المصرية وخاصة حرب أكتوبر تضحيات لا يمكن وصفها ويعجز اللسان عن ذكرها مؤكدا أن ما قام به أفراد المجموعة 73 مؤرخين مجهود محمود يحسب لشباب هذا الجيل إلا أنه كان من المفروض أن تقوم به مؤسسات كبرى، ويضيف الغيطانى أن ما توصلت له مصر بعد معارك سياسية أعقبت الحرب لايتناسب مع ما قدم رجال مصر وأبطالها من تضحيات فى المعارك الحربية، وأكد أن توقيع هذا الكتاب يعد طوراً ثقافيا جديدا للمكتبة التى طالما قدمت دوراً فاعلاً فى المجال الثقافى والوطنى.
صدر الكتاب عن دار نشر كتابات ووقع فى مكتبة القاهرة بالزمالك على ضفاف النيل فى حضور عدد كبير من أبطال ونسور القوات الجوية المقاتلين الذين تحدث عنهم الكتاب وأسرهم وعدد كبير من الجمهور، وقد لاقى الأبطال ترحيباً كبيراً من الجمهور خاصة الشباب الذين ظلوا يصفقون بشكل مستمر كلما هم أحد الأبطال بالحديث وحرص الشباب على التقاط صور تذكارية مع الأبطال الذين كان لديهم سعة صدر وترحيب مؤكدين للشباب وللحضور أنهم فى استراحة محارب ومازالت لديهم القدرة على القتال دفاعاً عن أرض الوطن مشددين على الشباب بضرورة الحفاظ على مصر والتكاتف أمام المؤامرات الخارجية فى ذلك الوقت العصيب الذى تمر به مصر.
وقد حضر حفل توقيع الكتاب السيدة شهداء سعد الشاذلى واللواء معتز الشرقاوى ولواء طيار ممدوح طليبة، والمقدم صلاح دانس، واللواء محيى نوح واللواء أحمد رجائى عطية، والعميد مصطفى أبو صديرة، واللواء أيمن حب الله، اللواء طيار أبو بكر حامد والطيار علوان العبودى عراقى الجنسية وشارك فى حرب أكتوبر.