أعمال العنف والإرهاب التي صاحبت عزل الرئيس محمد مرسي من جانب جماعة الاخوان المسلمين وحلفائها في مصر تسببت في خوف شعبي كبير من تحول المدارس الإسلامية التي يسيطر عليها اعضاء جماعة الاخوان إلي قنابل موقوتة تهدد المجتمع من خلال المنظومة التعليمية.. "الجمهورية" طرحت القضية للنقاش بعد ارتفاع قلق المصريين. يقول هشام محمد - موظف: اخشي الحاق ابنائي في المدارس الاسلامية بسبب ما اشاهده من فكر متطرف في المساجد سواء في اثناء خطب صلاة الجمعة أو الدروس الدينية حتي لا يتحولون إلي اعتناق الفكر الجهادي والتكفيري. ويقول محمد ابراهيم - موظف: هناك مدارس الاخوان كارثة لأنها تبث في اطفالنا افكارهم المغلوطة وهو ما يمثل خطرا كبيرا علي المجتمع فالتعليم أهم محور لتقدم أي وطن أوهدمه فأحد ابناء شقيقتي سمعناه ينقل عن مدرسة الفصل ان "المسيحي" لا يجب أن نصاحبه وفور سمعنا بذلك قمنا بتصحيح المفهوم للطفل فالدين الاسلامي سمح وان النصاري هم من نصروا الرسول في الهجرة. وتقول لمياء عبدالجليل - موظفة: المدارس الدينية ترفض شكلا وموضوعا فهم يزرعون في الاطفال افكارهم الدينية المتشددة والمتطرفة علاوة علي ان هناك مدارس كثيرة تستغل الستار الديني وتقوم بأعمال لا اخلاقية معروفة في التجمع الخامس والمعادي باسم الدين. وتقول سهام فتحي - مدرسة: أعمل باحدي مدارس اللغات الاسلامية ونحن كمدرسين نعاني من تدخلهم في ملابسنا حيث يحددون لنا ألوان الملابس التي لا تخرج عن نطاق الأسود والبني والأزرق الغامق ويرفضون المكياج أو المرأة غير المحجبة تماما وهناك حصص اضافية لتعليم الاطفال الالتزام الديني. أسماء توفيق - موظفة: تقول أنا من مشجعي ان يلتحق الاطفال في سن صغيرة بمدارس ذات طابع ديني حيث تعلم تلك المدارس السلوكيات الرئيسية علاوة علي تحفيظهم اجزاء من القرآن وهو استكمال للنشاط الصيفي في تحفيظ القرآن في المسجد. علي الجانب الآخر تؤكد انها لا تقلق من زرع افكار دينية متطرفة لأن الطفل مراية لما يتعلمه بالمدرسة والبيت وأي فكر مخالف سوف يظهر في حديثه وعلي الفور سوف يكون لي اجراء مع المدرسة التي تخالف الدين الوسطي السمح. طه حسين مدير ادارة التربية والتعليم بالمعادي: أوضح ان صاحب المدرسة يحصل علي رخصة بسهولة طالما يمتلك أرض قانونية ومباني يستخرج لها ترخيص يخضع لاشراف وزارة التربية والتعليم ولا يكون في ترخيصه ما يسمي بالمدرسة الاسلامية فهو عند التقديم للمدرسة لا يعلن عن اتجاهه الا انه حينما يحصل علي الترخيص يبدأ تطبيق فكره فبعض المدارس يشترطون ان تكون المدرسة منتقبة ويضيفون حصص لتحفيظ القرآن ودراسة الفقه وذلك من خلال زيادة اليوم الدراسي لبعد الساعة الثانية ظهرا أو انتقاص وقت من كل حصة حتي يبقي وقت اضافي للدين والقرآن. ايضا تقوم بعض المدارس بتغيير النشيد من وطني إلي ديني وتتبدل تحية العلم إلي تحية الله بدل الوطن وفصل البنين عن البنات في سن مبكرة كل هذه الاجراءات مخالفة تماما لتعليم وزارة التربية والتعليم. ويناشد وكيل الوزارة أولياء الأمور عند تعرضهم لتلك المخالفات من المدارس إلي التوجه بشكوي إلي خدمة المواطنين بوزارة التربية والتعليم بناء عليه تزور المدرسة لجنة تفتيشية توقع عليها جزاء يصل إلي وضع المدرسة تحت اشراف وزارة التربية والتعليم اشراف كلي اداري ومالي. أشار دكتور محمد سكران استاذ بكلية التربية جامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الدينية إلي أهمية التعامل مع المدارس ذات الصبغة الدينية بالمثل كما هو التعامل بالعزل للأحزاب السياسية التي تقام علي أساس ديني مؤكدا ان خطورة المنظومة التعليمية هي أشد في التأثير علي جيل صغير في مرحلة استيعاب للأفكار وتكوين الشخصية بينما عملت الاتجاهات الاخوانية في الفترة الماضية علي طمس الهوية المصرية واحلالها "بالأممية الاسلامية" وأوضح فكرة إنشاء المدارس ذات الصبغة الاسلامية بدأت في عهد السادات عندما بدأ يغازل التيارات الدينية في مواجهة التيارات السياسية الاخري خاصة اليسارية.