تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخوانة التعليم تشريع للتحريم والتطرف
نشر في النهار يوم 09 - 04 - 2013

وتشمل قائمة المدارس الاخوانية مدارس «جني دان» الدولية المملوكة للقيادي الإخواني خيرت الشاطر ومدرسة «أمجاد» المملوكة لكاميليا العربي شقيقة الإخواني وجدي العربي الذي قال عن مرسي إنه خطف من عهد الفاروق عمر بن الخطاب.
ومدرسة «المقطم» الدولية المملوكة للمهندس عدلي القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم، ومدرسة طيبة للغات ومدرسة الدعوة الإسلامية ببني سويف، ومدارس فضل الحديثة بالجيزة والمملوكة لزوجة عصام العريان ومدرسة «تاجان» بمدينة نصر، ومدرسة «المدينة المنورة» بالإسكندرية ومدارس «الجيل المسلم» بطنطا والمملوكة للإخواني محمد السروجي المستشار الإعلامي لوزير التعليم، ومدرسة «الفتح» الخاصة ببنها، ومدرسة «الدعاة» بالسويس.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل تم تغيير النشيد الوطني في مدرسة «جني دان الإسلامية الدولية» - المملوكة لخديجة خيرت الشاطر - إلي نشيد جهادي، حيث جاء النشيد بلادي بلادي أسلمي وأنعمي.. سأرويك حين الظمأ من دمي.. ورب العقيدة لن تهزمي.. ومن أكمل الدين للمسلمين.. سنحمي الجبال وتلك التلال.. ويحيا الجهاد به يكتب النصر للمسلمين.. بلادي إذا ما دهتك الخطوب.. فإنا بأرواحنا والقلوب.. سنحمي ثراك ونحمي الدروب.. هتافاتنا النصر للمسلمين.. سنلقي الحمام أسودا كرام.. نذيق اللئام جحيما يسعر من مسلم.. سأمضي إلي الله في- كل حين.. وإني لمجدك صرح مبين.. ولن أخشي ظلما ولا ظالمين.. فإني لربي نذرت دمي.. تلونا اليمين لرب ودين.. بألا نلين وأن نصنع النصر للمسلمين.
سوف يؤدي لتخريج طالب طائفي ، سيتعامل مع المواطنين المختلفين معه علي انهم "أعداء" ، ما سيساعد علي اشتعال الحروب الأهلية في الشارع المصري وسيؤدي لانهيار البلد تماما . مدارس إخوانية
حذر عبدالناصر إسماعيل ممثل اتحاد المعلمين المصريين من خطورة مثل هذه المدارس الإخوانية لأنها تهدد وحدة الوطن وتماسكه وتدفعه للتقسيم، مؤكدا أنه يرفض استغلال أي فصيل سياسي سواء كان يساريا أو يمينيا لأغلبيته في الحكم ويقوم ببناء مدارس لتوجيه النشء إلي أفكار وأيديولوجيات خاصة به فقط، لأن انتهاج جماعة الإخوان لمثل هذا الأسلوب من المدارس لا يحدث فقط إلا في الأنظمة الفاشية، وأي تعامل مع التعليم من وجهة نظر أيديولوجية وسياسية سيؤدي إلي إفساد التعليم نفسه، الذي يجب أن يعبر عن إرادة وطن بأكمله وليس منحازا لفصيل سياسي بعينه.
وأضاف عبدالناصر أن هذا المشهد من تلك المدارس الإخوانية يذكرنا بالسبعينيات عندما كانت الجماعات الإسلامية ترفض ذهاب أبنائها لمدارس الدولة لاعتبارها مدارس كافرة وغير إسلامية وأن ما يحدث الآن في هذه المدارس استكمال لنفس المشهد، وإن كان بأسلوب جديد تحت شعارات مدارس دولية إسلامية مثلا، إلا أن الأمر برمته يمثل تعليما فاشيا رافضا للآخر في حالة تكفير وتحريض ضده،
مشيرًا إلي ضرورة مراجعة الوزارة لهذه المناهج الخفية التي تلقن في عقول التلاميذ بالمدارس الإخوانية، لأن الخطورة ليست في المناهج المكتوبة، مؤكدًا مظاهرها التي بدأت بتغيير النشيد الوطني علي سبيل المثال لأنها تكرس في عقول النشء أفكارا تحريضية تكفيرية تهدد الدولة المصرية وتحولها علي المدي البعيد إلي دويلات صغيرة مفككة كنتيجة طبيعية للنظام التعليمي الفاشي.
أكد دكتور عبد الله سرور أستاذ أصول التربية أن انتشار المدارس الدينية في مصر يمثل خطورة علي طريقة بناء الأجيال ، حيث إن الباب أصبح مفتوحا أمام أي جماعة أو حزب أو كنيسة لفتح مدرسة تتحدث باسمها ، وهو أمر خطير جدا. و زيادة المدارس الدينية في مصر سيخرج أجيالا ذات أفكار شاذة و متشددة وغريبة عن مجتمعنا ، ستؤدي لمزيد من التفكك في المجتمع.
أوضح سرور لا يجوز اصلا أن يكون لدينا تعليم مدني و ديني و كنسي و إخواني ، فهذا غير موجود في اي دولة في العالم، لما يسببه من تشويه شديد لعقلية الأبناء ، حيث سيخرج أجيالا ممزقة وغير متفقة المفاهيم والأفكار والأسس ، ما سيزيد الصراعات داخل الشارع المصري .
تحريم الرسم والموسيقي
وأشار الي أن العديد من المدارس الإسلامية الموجودة بالقاهرة ، يمنعون فيها الطلاب من ممارسة هوايات الرسم و الموسيقي بحجة أنهما " حرام " ، كما يمنعون تحية العلم بحجة ان "تحية العلم هي شرك بالله " وتم تحريف بعض المناهج وإضافة عبارات مثل «الإخوان بناة الإنسانية.. الإخوان السبيل للتقدم» عبارة تمت إضافتها إلي كتاب «اللغة العربية» المقرر علي الصف الأول الابتدائي، أو حذف صور الرؤساء ودور المرأة في منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الإعدادي، وهذا كله سوف يؤدي لتخريج طالب طائفي ، سيتعامل مع المواطنين المختلفين معه علي انهم "أعداء" ، ما سيساعد علي اشتعال الحروب الأهلية في الشارع المصري وسيؤدي لانهيار البلد تماما .
و أضاف سرور قائلا "إن المدارس التابعة للكنائس أو للجاليات الأجنبية او للسفارات أو لأي من الجماعات الإسلامية ، مشكلتها انها غير خاضعة لرقابة أجهزة التعليم المصرية ، فلا يستطيع وكيل وزارة أن يقترب من إداراتها أو يعاتبهم علي اي خطأ يفعلوه .
أخونة التعليم
عبدالحفيظ طايل« مدير المركز المصري للحق في التعليم يؤكد أنه بالفعل يتم الآن أخونة بيئة التعليم بشكل عام وليس أخونة المناهج، بأن تتحول المدرسة إلي مكان لتدريب الطلبة ليصبحوا إخوان من خلال عدة مظاهر أهمها، زرع قيادات الإخوان في مفاصل وزارة التربية والتعليم في مراكز وظيفية مهمة كمديري الإدارات التعليمية ومديري المديريات ومسئولي المتابعة ومسئولي الأمن، ولا يهم كما صرح المتحدث الرسمي للوزارة أن يكون عددهم 22 أو أكثر، بل الخطورة تكمن في طبيعة هذه المواقع الخاصة بالسيطرة علي إصدار القرارات.
وأيضًا من هذه المظاهر إتاحة الفرصة أمام المعلمين الذين كانوا ينتهجون ممارسات تمييزية ضد الطلبة غير المسلمين، ولم يعد هناك عقاب في المقابل، رصدنا أيضا استخدام العبارات الإسلامية في الأناشيد الصباحية كالتكبير ثلاث مرات بدلاً من «تحيا مصر»، بالإضافة إلي استخدام أناشيد خاصة بالجهاد، فضلاً عن الكلمات التي يلقيها الأساتذة في طوابير الصباح وتحتوي علي مضمون تحريضي تكفيري لغير المنتمي لجماعة الإخوان.
أما عن محتوي الكتاب المدرسي أي مناهج التعليم، فعملية الأخونة لها سهلة جدا ولم يبذل فيها الإخوان المسلمين جهدًا كبيرًا، فالمزايدات علي الحفاظ علي الثقافة الإسلامية والدين الإسلامي موجودة من أيام أمانة السياسات بالحزب الوطني، فنجد إغفالا كاملا لحقبة تاريخية أكثر من 700 عام من الحضارة القبطية ونجد مناهج التاريخ تبدأ بالحضارة الفرعونية وقفزة هائلة بعدها للفتح الإسلامي.
وأكد طايل أننا بصدد توظيف سياسي للتعليم في الدعاية لصالح مشروع الحزب الحاكم، وهي أخطر من فكرة الأخونة التي يمكن التخلص منها بأغلبية برلمانية.
غياب الوسطية
أبدي الدكتور مختار الكسباني أستاذ العمارة والآثار جامعة القاهرة الذي يبدي تخوفه الشديد من تأثير فكر تيار الإسلام السياسي علي التعليم والمناهج الدراسية واصفا فكرهم بالعقيم والشاذ والمتطرف البعيد عن وسطية الإسلام، وما قد يفرضه هذا الفكر علي طلبة المدارس بارتداء الحجاب مثلا متسائلاً أي نوع من الحجاب المصري أم الخليجي أم الإيراني، وقد يجعلون النقاب قاعدة إذا أفتوا بذلك في مراحل حكمهم المتقدمة.
بينما يقلل الكسباني من تطرف الفكر الإخواني الذي يعتمد بالأساس علي الفكر السياسي بالمقارنة بالفكر السلفي، ففكر الإخوان قد يجعلهم يسمحون بتولي امرأة أو قبطي منصب نائب رئيس الجمهورية مثلا علي عكس الفكر السلفي.
ويري الكسباني أن التعليم لا يصح فيه اختلاف الآراء والاتجاهات بين تيارات مختلفة وإنما يصح فيه الرأي الواحد فالتعليم يخص الوطن كله ولا يخضع لفكر تيار بعينه، ويؤكد أنه إذا ما سيطرت التيارات الإسلامية علي وزارة التعليم فإن التعليم الحكومي سيكون هو الضحية بما يمثله من الطبقة العريضة من التلاميذ، بينما لن يستطيع أصحاب هذا الفكر فرضه علي المدارس الأجنبية والأمريكية الموجودة في مصر، موضحا أن اهتمام هذه التيارات بوزارة التعليم والاستحواذ عليها إنما يأتي.
أما الدكتور عبد السلام محفوظ الخبير التربوي واستاذ نظم المناهج فيري أن الخوف ليس في ترخيص مدارس ذات صبغة إسلامية وإنما الخوف من فرض تلك الصبغة علي جميع المدارس بجميع مستوياتها، الامر الذي سوف يحدث نوعًا من الرفض لدي الاقباط فمصر في الاساس بها قطبان من المواطنين وليس قطب واحد ومن هنا سوف تحدث الكارثة التي يجب أن توضع في الحسبان بعيدا عن أي اعتبارات أخري.
ويضيف د. محفوظ: لذا فإنه من الضروري أن يضع المسئولون أمامهم تلك الامور قبل الشروع في ترخيص مدارس من هذا النوع. علي الجانب الاخر، و استنكر تصريحات وزير التربية والتعليم بهذا الخصوص، مشيرا إلي أن المسئول الاول عن التعليم في مصر يقول إنه لا يملك الرفض أو القبول في مسألة مثل تلك.
وأوضح أن قرار مثل هذا يجب أن يكون نابعًا من داخل وزارة التربية والتعليم وفي حال رفض المسئولون فيها إقراره فيجب أن يرضخ الجميع بمن فيهم مجلس الوزراء مضيفا اتوقع ان تنتشر تلك المدارس وتدرس فيها المناهج التي تحددها الحكومة الاسلامية التي بدأت في تولي أمور مصر وربما يمتد الامر ليصل إلي إلغاء الترخيص للمدارس الدولية والخاصة .
حتمية السيطرة
كما يؤكد د.محمد الطيب الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة، موضحا أن سيطرة نظام الحكم علي نظام التعليم في أي بلد في العالم مسألة حتمية، وخاصة في التعليم قبل الجامعي الذي يهدف إلي تكوين وإعداد المواطن، وبالطبع يأتي هذا الإعداد تبعا للإطار الفلسفي لنظام الحكم، الذي قد يؤمن بالحرية مثلا، كما في المجتمع الأمريكي ونظامه التعليمي الذي يمنع تدريس مادة الدين في المدارس مثلا ويقصرها علي الجامع أو الكنيسة أو المعبد لمن يريد أن يتعلم كل حسب دينه، علي عكس المجتمعات العربية التي تفرض دراسة مادة الدين داخل المدارس.
ويلفت الطيب إلي أنه في ظل المفاهيم والمعتقدات الخاطئة لبعض التيارات المتشددة، وفي ظل الأمية التي تعاني منها مصر، قد تلجأ هذه التيارات إذا ما سيطرت علي نظام التعليم إلي أن تفرض قيودا علي بعض الأنشطة مثلا كالموسيقي أو التربية الرياضية، موضحا أيضا أن كل المناهج الدراسية من الممكن أن توظف لمصلحة المعتقدات الدينية، كما كان الحال في السنوات الماضية في مناهج الحساب مثلا بحيث استبعدت المرأة والآخر المسيحي من المنهج وتعرض المسائل الحسابية، وكأنها تقام بين رجل أو رجل آخر، وهذا ما قمنا بتغييره في الآونة الأخيرة لنعمل التوازن، وأشار الطيب إلي أن بعض أعضاء جماعة الإخوان قد تقدم باقتراح شفوي لوزارة التعليم، حتي تضع تاريخ الجماعة ضمن منهج التاريخ وغير ذلك.
ويري في اهتمام حزب النور السلفي والحرية والعدالة في الاستحواذ علي حقيبة وزارة التربية والتعليم، أنه يأتي ضمن محاولته صباغة التلاميذ بالصبغة العقائدية، فالتعليم يضمن لهم تخريج نشء يؤمن بالعقيدة ويربي عليها التلميذ من مرحلة رياض الأطفال.
مخاوف مشروعة
أبدي الدكتور محمود عودة أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس تخوفه من سيطرة التيار الديني السياسي علي وزارتي التربية والتعليم و التعليم العالي، بالإضافة إلي وزارة الثقافة أيضا، لأنه يري أن، احتكار أي تيار أو فصيل سياسي للعملية التعليمية من شأنه أن يصبغ التعليم برؤية معينة علي التلاميذ والطلاب في مختلف المراحل التعليمية بما يؤثر سلبا علي تكوينهم العلمي والثقافي و إصباغه بانتماءات سياسية.
ويشير عودة إلي أن الخوف الذي نعيشه الآن يعود إلي إهمالنا الفترة الماضية منذ اندلاع ثورة يناير وحتي الآن، والتي كان ينبغي أن يضع فيها المجتمع سياسة تعليمية واضحة لتعليم ما بعد الثورة، تبدأ بوضع دستور للبلاد يركز علي أسس الدولة المدنية الحديثة، لكن للأسف مضت هذه الفترة في الفوضي.
ويؤكد عودة علي أهمية أن يتمسك المجتمع بأن يضع معايير الكفاءة والمهنية والاستقلالية، كشروط لا عودة عنها فيمكن يكون مسئولا عن وزارات ما بعد الثورة، لاسيما التعليم والثقافة.
وفي رده علي هذه التجاوزات قال المهندس عدلي القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم وصاحب مدارس المقطم الدولية للغات لنتعرف علي رأيه في هذه القائمة التي رصدت المدارس الإخوانية " أرفض تكفير بعضنا لبعض والخوض في تقييم عقيدة كل شخص أو جماعة وتوصيفها بالخاطئة أو السليمة، ومن كشف هذه القائمة واتهم من فيها بانحراف العقيدة فهو يدين نفسه، ولن أعلق علي هذا الموضوع وسأتركه إلي رب العالمين».
وأضاف القزاز: يوجد عشرات المدارس التابعة لجمعيات إسلامية ومسيحية، ولم يقل عنها ما يقال علي المدارس الإخوانية، ولم تذكر بهذا السوء الذي يصف به البعض مدارس تتبع ملكيتها للإخوان المسلمين، كما استخدم القزاز مصطلح جمعية علي جماعة الإخوان المسلمين ونفي القزاز أن مدرسة المقطم التي يمتلكها تتبع لجماعة الإخوان ولا أي جمعية أخري، مؤكدا أن الإخوان جمعية ليست مخالفة للقانون ولا يشوبها أي شائبة، وأن الوزارة تشجع المدارس التابعة لها، وإذا كانت مخالفة فعلي وزارة التربية والتعليم اتخاذ الإجراءات اللازمة معها.
بروتوكول إخواني
قال د.محمد زهران نقيب المعلمين المستقلة، إن إضافة مثل هذه العبارات وتحريف المناهج ليس جديدا علي الإخوان، وخططها في السيطرة علي الوزارة وقد نبهت بخطورة ما يحدث منذ تم تعيين المهندس عدلي القزاز مستشار الوزير لتطوير مناهج التعليم، الأمر الذي جعلني أقدم بلاغا للنائب العام ضد الوزير إبراهيم غنيم، مشيرًا إلي أن التعيين في وزارة التربية والتعليم يتم بناء علي أهل الثقة وليس أهل الخبرة، فهذا «القزاز» هو أحد أبرز قيادات الجماعة وغير متخصص في التعليم، فمن يحاسبه عندما يخطئ بمستقبل أولادنا.
وأشار زهران إلي خطورة البروتوكول الذي عقدته وزارة التربية والتعليم مع حزب الحرية والعدالة في أكتوبر الماضي بحجة مشاركة المجتمع المدني في تطوير أساسيات التعليم من المدارس والمعلم والطالب والمناهج، واختراق حقيقي من جماعة الإخوان للمدارس والسعي السريع لأخونتها، والدليل علي صحة هذه الخطة عدم عقد الوزارة لأي بروتوكولات أخري مع الأحزاب المدنية الموجودة علي الساحة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.