«خديجة الشاطر» تستبدل النشيد الوطنى بآخر يحض على الجهاد مدارس المقطم تحيل 5 تلاميذ للتحقيق لانتقاد الرئيس لافتات «الفكر الإخوانى» تغزو مدارس «جنى دان» إلغاء حصص الأنشطة واستبدالها بأناشيد دينية.. وإجبار الطالبات على ارتداء الحجاب تدريب الطلاب على الألعاب «القتالية» فى ساحات المدارس اتهام طالب بمعاداة الإخوان لارتدائه تى شيرت يحمل العلم الأمريكى مدارس «الفضل» تجرى مسابقة لأعضاء الحرية والعدالة وتستبعد معارضيها
«الإخوان قادمون».. عبارة رددها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فور سقوط نظام مبارك، لتبدأ بعدها الجماعة فى خطتها للسيطرة على جميع مفاصل الدولة، ويومًا بعد الآخر تؤكد الجماعة سيطرتها على مفصل من مفاصل الدولة، غير أن الخطير فى الأمر لم يكن سيطرة الجماعة على الأجهزة الإدارية والحكومية، بقدر السيطرة على عقول الأطفال، لخلق جيل من الأطفال، مؤيد لسياسات الجماعة، وحافظ لفكر الشيخ حسن البنا الذى يقوم على مبدأ «السمع والطاعة». «الجماعة» التى حققت صعودًا كبيرًا خلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت قبل أيام عن تخريج دفعة جديدة من طلبة مدراس الإخوانية، التى وصل عددها إلى ستين مدرسة تنتشر فى جميع محافظات الجمهورية. مدارس الإخوان أهم المدارس الإخوانية، التى تمتلكها الجماعة كانت مدارس «جنى دان الدولية» التى تمتلكها خديجة الشاطر ابنة القيادى الإخوانى خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. «أمجاد» هى إحدى مدارس الإخوان التى تمتلكها السيدة الإخوانية كاميليا العربى، شقيقة الإخوانى وجدى العربى، الذى وصف الرئيس محمد مرسى، بأنه جاء من عصر الفاروق عمر بن الخطاب، وتحرص المدرسة على تدريس تاريخ حسن البنا أو الإمام كما يطلقون عليه، حيث تقوم المدرسة بتوزيع مذكرات على الطلاب فى المرحلة الثانوية، بعيدا عن المنهج الدراسى تحت مسمى النشاط التدريبى للطلاب.
ويمتلك المهندس الإخوانى عدلى القزاز، مستشار الوزير لتطوير التعليم، مدارس المقطم الدولية، ومدرسة طيبة للغات، التى أحالت 5 تلاميذ مؤخرا للتحقيق، لانتقادهم لجماعة الإخوان المسلمين، وتجبر المدارس الطالبات على ارتداء الحجاب. وفى بنى سويف منعت مدرسة الدعوة الإسلامية الأقباط من الالتحاق بها، ويشرف على المناهج بها عدد من المدرسين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وينظم أصحابها دروس توعية حول الفكر الإخوانى، عقب انتهاء اليوم الدراسى للطلاب وأولياء الأمور. وتمتلك زوجة القيادى فى الجماعة عصام العريان مدارس «فضل الحديثة» بمحافظة الجيزة، وهى المدرسة التى منعت الطالبات غير المحجبات فى المرحلة الثانوية من دخول امتحان نصف العام، بدعوى تكرار الغياب، رغم أن السبب الرئيسى هو عدم ارتدائهن الحجاب- بحسب أولياء الأمور. وتنتشر مدارس الإخوان فى جميع محافظات الجمهورية، والتى من بينها مدرسة «تاجان» بمنطقة التجمع بمدينة نصر، والإسكندرية، ومدارس المدينةالمنورة والمملوكة للإخوانى محمد السروجى المستشار الإعلامى لوزير التعليم، ومدرسة الفتح الخاصة ببنها، ومدرسة «الدعاة» بالسويس. سيطرة إخوانية على التعليم يبلغ عدد المدارس التى يمتلكها رجال أعمال إخوان 60 مدرسة، أنشأ بعضها قبل 50عامًا، وكانت تكتفى بتدريس مناهج التربية والتعليم المعتمدة، غير أن الصعود الإخوانى خلال الفترة الماضية جعل أصحابها يتوسعون فى نشر الفكر الإخوانى، وتعاليم حسن البنا، بين طلاب المدارس بهدف خلق جيل من التلاميذ قادر على نشر الفكر الإخوانى بين أقرانه، فى مشروع طويل الأمد قد يتطلب تنفيذه أكثر من 5 سنوات. جماعة الإخوان المسلمين توسعت خلال الفترة الماضية فى نشر فكرها وأفكار مؤسسها فى العلن، وابتعدت عن أسلوبها الذى دأبت عليه إبان حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، ما جعل خديجة الشاطر، مالكة مدارس «جنى دان» تستبدل النشيد الوطنى بآخر يحض على الجهاد، تقول كلماته "بلادى بلادى.. سأرويك حين الظما بالدم.. ورب العقيدة لن تهزمى.. ومَن أكمل الدينَ للمسلمين.. سنحمى الجبال وتلك التلال.. ويحيا الجهاد، به يكتب النصر للمسلمين". لم تتوقف السيطرة الإخوانية واستغلال النفوذ على تغيير النشيد الوطنى الذى تربى عليه ملايين من المصريين، لكن «نجلة الشاطر» رفضت إلحاق أى طالب قبطى بالمدرسة، وجعلت من حصة التربية الإسلامية، حصة للهجوم على الأقباط، الأمر الذى دفعها لأن تقول للطلاب إن «الطبيعية تصرخ فى أعياد المسيحيين، وتزدهر فى أعياد المسلمين»، وذلك فى استغلال لحالة الطبيعة، حيث ترتبط الأعياد القبطية بفصل الشتاء، مثل عيد الغطاس، وهو ما دفع عدد من أولياء أمور الطلاب لتقديم شكوى لمجلس أمناء المدرسة، الذى رفض التحقيق فيها وحفظها لسيطرة الإخوان على المجلس. لافتات «الإمام» فى المدارس ما إن تطأ قدمك مدارس «جنى دان» الموجودة بطريق القطامية، حتى تفاجأ بعدد كبير من اللافتات الإخوانية تنتشر فى جنبات المدرسة وعلى جدرانها، حيث وضعت إدارة المدرسة لافتات كتبت عليها «الشريعة الطريق الوحيد للحقيقة».. و«حسن البنا مؤسس الحق وداعى الخير»، و«حتى تكون إنسانا يجب أن تسير على نهج حسن البنا». الغريب أن تلك اللافتات تم وضعها فى فناء المدرسة وداخل الفصول تحت نظر المسئولين، الذى من المفترض أن يقوموا بالمتابعة المستمرة لتلك المدارس، إلا أن هناك ما يمنع إشراف وزارة التربية والتعليم على مدارس الإخوان، لتحتل جماعة الإخوان مكان الحزب الوطنى المنحل فى الاعتماد على الوساطة والمحسوبية لتمرير كل ما هو خاطئ. ميليشيات طلابية قال أولياء أمور إن أصحاب المدارس الإخوانية استغلوا قربهم من صناع القرار، وعدم الرقابة على مدارسهم، لخلق جيل من الميليشيات المدربة، حيث يتم استخدام ساحات المدارس لتدريب الطلاب على أعمال العنف والقتال، تحت مسمى دورات الدفاع عن النفس. وانتقد أولياء الأمور إجبار جميع الموظفات فى المدارس «الإخوانية» من معلمات وإداريات وعاملات على ارتداء الحجاب، والطالبات، مؤكدين أنه فى حالة رفض ولى أمر الطالبة ارتداء نجلته للحجاب يتم حرمانها من دخول المدرسة بدعوى عدم وجود أماكن شاغرة. مدرسة «المقطم» التى يمتلكها القيادى الإخوانى عدلى القزاز، ألغت حصص التربية الموسيقية، واستبدلتها بأناشيد تتحدث عن إنجازات «الجماعة»، وأجبرت الطلاب على حفظها، وترديدها أثناء حصة اللغة العربية، حيث يتم إضافة درجات التقويم الشامل للطلاب وتقييمهم بناء على حفظ تلك الأناشيد. مخطط الجماعة قالت سهير منير، طبيبة وولية أمر طالبة بالصف الثانى الثانوى بمدرسة المقطم: «طلبت إدارة المدرسة من ابنتى ارتداء الحجاب فى بداية العام الدراسى، وكان الطلب بطريقة تحفيزية، عن طريق مدرسة التربية الإسلامية، إلا أن ابنتى رفضت ارتداء الحجاب، وأكدت أنها سوف ترتدى الحجاب حينما تستعد له، غير أن مدرستها لم تتوقف عن الإلحاح عليها وعلى زميلاتها غير المحجبات، ما أثار استياء أولياء الأمور، بسبب الحالة النفسية للطالبات، وجعل عددا منهم يتقدم بشكوى ضد المدرسة للإدارة، التى قامت بتمزيق الشكوى، ثم أجبرت الطالبات غير المحجبات على ارتداء الحجاب». وأضافت: «إدارة المدرسة تتعنت مع الطالبات، وتجبرهن على ارتداء (يونيفورم) على الطريقة الإسلامية، واستبدلت الزى الموحد بزى آخر إسلامى، وحرمت من رفضت ارتداءه من دخول المدرسة». وقالت نهال مصطفى، المدير السابق لمدارس النيل، إن أخونة التعليم تسير بخطا ثابتة داخل تلك المدارس، مؤكدة وجود مشروع كبير لأخونة التعليم، مضيفة «على جميع أولياء الأمور أن يصحوا ويشاهدوا ماذا يفعل الإخوان فى التعليم». وأوضحت أن «صندوق تطوير التعليم أنشئ للطبقة المتوسطة، لتقديم خدمات للمجتمع والنهوض بمصر، إلا أن جماعة الإخوان كسرت هذه القواعد المعمول بها فى البلاد، لتكوين نظام تعليمى جديد يخدم مصالحها». وأكدت أن مشروع «أخونة التعليم» يعتمد على أشخاص كل ما يمتلكونه هو «الطاعة» للجماعة وحفظ أفكارها التى تعتمد على مبدأ «السمع والطاعة»، الأمر الذى دفع الجماعة لتعيين مدير عام جديد وعدد كبير من الأشخاص المجهولين فى مدارس النيل، الذين يحضرون اجتماعات مجلس الأمناء دون أى اعتراضات، بخلاف إلغاء حصص الأنشطة واستبدالها بتدريبات عسكرية لخلق جيل من «الميليشيات الإخوانية». مسابقة للإخوان فقط وأكد مصدر مطلع أن مدارس «الفضل» المملوكة لزوجة القيادى الإخوانى عصام العريان، أعلنت عن مسابقة لاختيار معلمين جدد مع بداية العام الدراسى الحالى، وفوجئ المتقدمون لخوض الامتحان بأن الأسئلة التى يتم اختبارهم فيها تدور حول تاريخ جماعة الإخوان، ومدى معرفة المتقدم بمنهجهم وفكرهم وسياستهم، وتم توجيه سؤال أساسى للمتقدمين، حول ما هو شكل الحياة السياسية فى ظل حكم الإخوان؟ وتم استبعاد عدد كبير من المتقدمين، بدعوى عدم قدرة المتقدم على التعامل مع الحاسب الآلى». وبحسب المصدر فقد تم استبعاد كل من لا يحمل كارنيه حزب الحرية والعدالة، أو توصية من أمين الحزب، تؤكد ولاء المتقدم التام للحزب، الأمر الذى يؤكد أن هناك مخططا يجرى تنفيذه الآن لأخونة المدارس. وشهدت مدرسة طيبة الدولية، واقعة «غريبة» حيث اتهم مدرس أحد تلاميذ الصف السادس الابتدائى بكراهية الإسلام بسبب ارتدائه تى شيرت مرسوما عليه علم أمريكا. وأكد والد الطالب عمر عثمان أن «مدرس اللغة العربية عندما شاهد نجله يرتدى تى شيرت مرسوما عليه علم أمريكا، قال له بصوت عال (إيه ده انت إزاى تعمل كده.. بلاك بلوك فى الفصل).. إنتوا هتخربوا البلد وهتبوظوا الثورة»، فكان رد نجله «البلاك بلوك هتحمى الثورة» فسأله المدرس: «انتوا ضد مرسى والإخوان» فكان الرد «نعم ضد الإخوان ومرسى». وأضاف والد الطالب: «فى صباح اليوم التالى فاجأ المدرس الجميع خلال طابور الصباح بالمدرسة، قائلاً: (الطالب عمر عثمان، يكره الإسلام والمسلمين، وأنا بقولكم ده علشان ممكن تلاقوه جايب بنزين وبيولع فى المدرسة)، الأمر الذى جعلنى أتوجه للمدرسة، وألتقى مديرة المدرسة، والمدرس، لإبلاغهما أن هذا التصرف يستعدى التلاميذ على نجله، ومن الممكن أن يتطور الأمر للاشتباكات معه والاعتداء عليه، وأكدت على المدرس أنه رجل تربوى، وكان عليه أن يعالج الأمر بحكمة، حتى لو أخطأ نجله، خصوصًا أن التى شيرت الذى ارتداه لم يكن للبلاك بلوك كما ادعى، إلا أنه رد قائلاً: كويس إنى معملتش محضر بالواقعة». وأوضح والد الطالب أنه تقدم بشكوى للمجلس القومى للطفل، حملت رقم (98560) بشأن الموقف، واتفق المجلس مع مديرة المدرسة، والمدرس، على أن يعتذر الأخير عما بدر منه، إلا أنه لم يفعل، مضيفًا أنه سيتقدم بشكوى أخرى لمديرية التربية والتعليم لمتابعة الأمر. الصحف حرام واللحية شرط قبول الصلاة مخطط أخونة التعليم والمدارس لم يتوقف عند هذا الحد حيث تم إجبار الصغيرات على ارتداء الحجاب بالإكراه، وتحريم الجرائد المعارضة بالإذاعة المدرسية وقام أحد مدرسى الألعاب الرياضية بإطلاق لحيته، وأكد للطلاب أن من لم يقم بإطلاق لحيته فإن صلاته «غير مقبولة». الأمر الذى خلق حالة من الصراع والمناوشات فى المدرسة بين الطلاب حيث أكد الطالب حازم محمود المندراوى بالصف الثالث الثانوى أن مدرس التربية الرياضية طالبهم بإطلاق لحاهم وإجبار آبائهم على ذلك. وأكد عمر إسماعيل منصور، والد التلميذ «عمرو» أن نجله طالبه بإطلاق لحيته، وسخر من صلاته قائلا له «ربنا مش هيقبل صلاتك علشان إنت من غير دقن»، مضيفًا أن نجله قال له: «أنا لما أكبر هربى دقنى زى الأستاذ أسامة». وقالت «رحمة» إحدى تلميذات المرحلة الإعدادية بمدارس «الفضل» إنها تعرضت لتوبيخ علنى أمام زميلاتها من مدرسة اللغة العربية لأنها وصلت لسن 12 سنة دون ارتداء الحجاب، وأن والدتها دخلت فى مشادة مع المدرسة لأنها مازالت صغيرة إلا أن المدرسة قالت لها إن هذا هو النظام فى المدرسة، واتهمتها بالتقصير فى تربية نجلتها. وأكد حسام عبد الراضى، طبيب وولى أمر أحد الطلاب بالمدرسة، أن بعض المدرسين من المنتمين للتيارات الدينية لا يكفون عن وصف الليبراليين بأنهم «أعداء الله، ولا يريدون تطبيق الشريعة»، الأمر الذى أدخل نجله الذى ينتمى لحزب يسارى فى جدال شديد مع مدرسه، الذى وصفه بأنه «يريد إحراق البلاد، لأن الإخوان طيبون ويكفى أن مدرسه إخوانى وهو يحبه». منهج التكفير «س. م» طالبة بمدرسة «أمجاد» قالت إن المأساة الحقيقية تتجلى فى مدرستها التى يتولى التدريس فيها عدد من المدرسين الإخوان والسلفيين، وجميعهم يطلقون اللحية على اختلاف أطوالها، حسب قولها، مضيفة أنها تسمع طوال اليوم سبًا ولعنًا لمعارضى الرئيس مرسى، ومناهضى سياسة الإخوان، قائلة: «أعمل إيه، بابا وماما معارضين، وكل يوم أسمع شتيمة المدرسين ليهم بودنى، فى أى مناسبة». وأضافت التلميذة التى لم تتم أعوامها العشرة: يتم وصف معارضى الرئيس بأنهم كاذبون، و مدرسة الموسيقى ارتدت النقاب، وأقنعتنى بارتداء الحجاب على الأقل حاليا، رغم معارضة والدتى، إلا أن إصرار المدرسة جعلنى أرتدى الحجاب. حالة أخرى أكدها طالب ثانوى بمدرسة «أمجاد» الذى قال إن «المشرفة على الإذاعة المدرسية منعته من استقاء الأخبار من الجرائد المعارضة والمستقلة وقالت له: من امتى وإحنا بنقرا من الجرايد المعارضة، خلينا فى الجرايد القومية». الاختلاط حرام منعت مدارس إخوانية الاختلاط فى فصولها، حيث قامت بفصل البنات عن البنين بداية من المرحلة الإعدادية، وتم ترقية جميع المدرسين المنتمين للجماعة لمناصب المدراء، ما أثار حفيظة أولياء الأمور. وقالت ولية أمر أحد الطلاب: اعتراضى ليس على الإجراء فأنا شخصيا أحبذه، لكن المشكلة أن مدير المدرسة فعل ذلك من منطلق فكرى وليس من منطلق أخلاقى، للأسف هذا ما يتم فى كل الأمور الآن وكل مدرس أعطى لنفسه الحق فى تحديد الحلال والحرام والواجب، والمدهش فى الموضوع أن المدرسين الذين يفرضون هذه الأفكار هم أصلا من أباطرة الدروس الخصوصية ويستحلون أموال الطلاب، ولا يراعون ضمائرهم داخل الفصول وكان أولى بهم أن يمتنعوا عن الدروس الخصوصية، بدلا من التحرير والتحليل.