دعا فضيلة الشيخ عابد ابراهيم علي إمام وخطيب مسجد محمد علي بالقلعة بدرس العصر الذي ألقاه بمسجد السيدة نفيسة إلي مكارم الاخلاق في كل وقت وخاصة في شهر رمضان والعودة إلي الله تعالي بالاستغفار والتوبة حيث ان رمضان موسم الطاعات وشهر التطهير والتغيير. وقال ان من الواجب علي كل مسلم أن يتوب إلي الله قبل حلول الشهر الكريم وعلي العبد أن يمر بثلاثة أمور هي التخلية والتحلية والتجلي وأوضح ان التخلية يعني أن نقبل علي رمضان بعد أن نتخلي ونبتعد عن المعاصي والغل والحقد والحسد والأنانية ونطهر النفس من الضغائن حتي نكون من أهل رمضان وقلوبنا وأنفسنا نقية من الضغينة والشحناء وإذا تخلينا عن الذنوب والمعاصي فسوف نتحلي بالأخلاق الكريمة وبذلك يكون التحلي بعد التخلي وبهذا يتحلي الإنسان بالأخلاق الطيبة وهي ان يكون المرء صافي القلب نقي السريرة حتي يصل إلي معالي الأمور ومكارم الأخلاق. واضاف الشيخ عابد اننا لو تخلينا وتحلينا لوصلنا إلي التجلي وسمينا بأرواحنا وأعمالنا إلي درجة الملائكية ودلل علي ذلك ان أحد العارفين الفقهاء وجد رجلا حمالا يحمل حملا ثقيلا ويمشي مسافة طويلة وهو يردد الحمد لله ويستغفر الله وفي نهاية الرحلة سأله الفقيه العارف الذي تابعت عن سر ترديده للحمد والاستغفار فقال الحمال ان الإنسان يدور بين نعم الله وبين المعاصي فالحمد علي نعم الله والاستغفار علي المعاصي. قال الشيخ عابد ان داء المسلم الذنوب ودواءه الاستغفار وكان المعصوم صلي الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وأحيانا أكثر من مائة مرة. وذكر الشيخ الناس بأن هذا الشهر الكريم به عدة فرص بحاجة إلي اغتنامها منها مغفرة الذنوب وبالتوبة تجد ان عملك ميسر ويبارك الله لك فيه وحث الناس علي التوبة في بداية أي عمل بدليل ان الرسول صلي الله عليه وسلم بدأ رحلة الاسراء والمعراج بالتوبة حيث جاءه جبريل وشق صدره وطهره من الذنوب والآثام وأخذ منه حظ الشيطان واشار إلي أن الله عز وجل اعطانا فرصا أخري لمغفرة الذنوب وهي "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". وقال ان الله تعالي يباهي بك الملائكة لأنك تسبح وأنت صائم وأنت تصلي حتي تصبح ملكا تسير علي الأرض لكن المهم نقاء القلوب وصفاؤها لأن الصائم له أجنحة من الصيام والصلاة بها يصعد الإنسان ويعرج إلي الله تعالي ويحلق إلي الملأ الأعلي.