أنعم الله علينا بنعم كثيرة ولاشك أن أجل وأعظم نعمة هي نعمة الإسلام. والله سبحانه وتعالي رحيم بعباده. ومن ثم شرع لهم التوبة ليغفر لهم. وأرشدهم إلي ما يغفر به الذنوب ومن ذلك الاستغفار. ومن رحمته سبحانه وتعالي أنه أمرنا بذلك فقال "واستغفروا الله إن الله غفور رحيم" والاستغفار هو طلب المغفرة. ومن رحمة الله وفضله وكرمه أنه يغفر لمن يستغفره قال تعالي: "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً". وأفضل الاستغفار هو المقترن بالتوبة. وأفضل طريقة للاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء علي الله عزوجل ثم يعترف الإنسان بذنبه ثم يسأل ربه المغفرة. كما في حديث شداد بن أوس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت. وأبوء لك بنعمتك عليَّ أبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". وواضح من الحديث ان المغفرة تكون للموحدين. تأمل قول النبي في الحديث. السابق "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت". وقد قال سبحانه وتعالي "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء". وقال سبحانه في حديثه القدسي "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة". اسأل الله ان يرزقني وإياكم التوحيد الخالص الذي يرضيه عنا ويتوفانا عليه. وهناك صيغ كثيرة للاستغفار غير التي ذكرناها منها ان تقول: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. أو تقول: رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الغفور. وقد كان الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وفي رواية مائة مرة. ففي الحديث الذي راه ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "رب اغفر لي وتب علي انك أنت التواب الغفور". ومن هنا وجب علينا ان نتبع هدي الحبيب صلي الله عليه وسلم لننجو من مكائد الشيطان والله الموفق والمستعان.