قال الله تعالي: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}[النساء: 110] وقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}[النساء: 64] وقال سبحانه: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المائدة: 74]، * - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) أخرجه أحمد والترمذي . * - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له). *- وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنةصلى الله عليه وسلم قيل له: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: (جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات) أخرجه الترمذي في الدعوات ، والنسائي في عمل اليوم والليلة . * - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيك بقرابها مغفرة ) سنن الترمذي ، وحسنه الألباني. ما هو الاستغفار : الاستغفار لغة: الاستغفار مصدر قولهم: استَغفَر يستغفر، وهو مأخوذ من مادة (غَ فَ رَ) التي تدل على الستر في الغالب . الاستغفار شرعاً: الاستغفار من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه وهو أيضاً طلب ذلك بالقول والفعل . فوائد الاستغفار: 1 - سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق والخروج من الأزمات، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) سنن أبي داود وابن ماجه . 2 - سببٌ في سعادة صاحبه في الآخرة فقد رويعن الزبيرابن العوامرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار) رواه الطبراني في الأوسط . 3 - سبب في جلاء صدأالقلوب، فقد روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار) رواه البيهقي في الشعب وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب . 4 - الاستغفار فيه رضا لله عز وجل فقد روي عن سلمانالفارسيأن النبي قال (فاستكثروا فيه من خصلتين ترضون يهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما التي لا غنى لكم عنهما فتسألونه الجنة وتعوذون به من النار)صحيح ابن خزيمة . 5 - سبب في هلاك الشيطان فقد قال ابن الجوزي رحمه الله إن إبليس قال: "أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار، وب" لا إله إلا الله" فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاء ) كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم . قال احد السلف: (من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره) وفي ذلك قول بعضهم:أستغفرُ الله مِن أستغفرُ الله * من لفظة بدرت خالفتُ معناها وكيف أرجو إجاباتِ الدعاء وقد * سددتُ بالذنب عند الله مجراها * - جاء رجلُ إلى الحسن البصري يشكو إليه الجذب والقحط فأجابه قائلاً : " استغفر الله " ، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له : " استغفر الله " ، ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد فقال له : " استغفر الله" ، فعجب القوم من إجابته فأرشدهم إلى الفهم القرآني وتلا قول الحق تبارك وتعالي) : فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموالِ وبنين يجعل لكم جناتِ ويجعل لكم أنهاراً(صدق الله العظيم . ويروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه" يا بني! عود لسانك: (اللهم اغفر لي) فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا". وقالت عائشة رضي الله عنها:"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا". وقال أبو المنهال:"ما جاور عبدا في قبره من جار, أحب من الاستغفار". وقال قتادة:" إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم . فأما داؤكم: فالذنوب وأما دوائكم: فالاستغفار". وقال الحسن:" أكثروا من الاستغفار في بيوتكم, وعلى موائدكم, وفي طرقاتكم, وفي أسواقكم, وفي مجالسكم, فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة". من صيغ الاستغفار : هناك صيغ كثيرة وأدعية كثيرة للاستغفار منها : - * عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه ، غفرت ذنوبه وان كان فر من الزحف " رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح -* عن ابن عمررضى الله عنه قال : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ( مائة مرة):"رب اغفر لي ، وتب علىّ اِنك أنت التواب الرحيم " رواه أبو داود والترمذي . * - عن ثوبان رضى الله عنه : قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انصرف من صلاته ، استغفر الله ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ، ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام. - * عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أن يقول قبل موته: سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه "متفق علية .