بتجربتها النووية الأخيرة أثارت كوريا الشمالية طموحات جارتها الجنوبية لامتلاك سلاح نووي فيما اتجهت الصين إلي تغيير سياستها نحو بيونجيانج شريكتها الاستراتيجية وحليفتها الكبري.. في نفس الوقت وضعت بيونجيانج الولاياتالمتحدةالأمريكية في مأزق محرج. ففي الآونة الأخيرة أجرت بيونجيانج تجربة نووية ثالثة بعد تجربتيها في عامي 2006 و2009 هدفت خلالها إلي تعزيز مدي الصواريخ "كيه ان 08" إلي أكثر من 5 آلاف كيلو متر.. وهي صواريخ قادرة علي حمل رءوس نووية. ذلك بالرغم من التحذيرات والإدانات الدولية لها حيث بدأ مجلس الأمن الدولي في وضع عقوبات مشددة ضد هذا الاستفزاز من كوريا الشمالية. كما أثرت هذه التجربة علي علاقة كوريا الشمالية بحليفتها الكبري وهي الصين التي اعترضت بقوة علي التجربة وحثت حليفتها علي الالتزام بتعهدها بألا تكون دولة نووية وألا تقوم بأي عمل يسفر عن تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية. في هذا السياق أشارت صحيفة الاندبندت البريطانية إلي أن الورقة الوحيدة التي لم يتم توظيفها حتي الآن للضغط علي بيونجيانج هي في يد الصين مشيرة إلي أن هناك حالة استياء إزاء كوريا الشمالية من جانب الصين. ورأت الصحيفة أنه يجب علي بكين التحرك لتنفيذ تهديدها بخفض مساعداتها لبيونجيانج من بينها تقليص شحنات النفط وهو ما سيؤدي إلي تقويض محاولات الزعيم الكوري الشمالي للتفاخر والغطرسة علي الساحة الدولية. في نفس الوقت أثارت تجربة كوريا الشمالية طموح كوريا الجنوبية في امتلاك سلاح نووي بعد أن وجدت نفسها بين قوتين نوويتين عالميتين هما كوريا الشمالية واليابان. وهنا يأتي مأزق الولاياتالمتحدة حيث ترغب سول في إعادة التفاوض مع واشنطن حول اتفاق خاص بالطاقة الذرية يسمح لسول بإعادة معالجة الوقود الذي تم استخدامه في المفاعلات النووية.. وهو ما يثير قلق الولاياتالمتحدة حول إمكانية استخدامه لتصنيع سلاح نووي. وقد أبدت الولاياتالمتحدة استياءها الشديد من تجرية بيونجيانج ووصفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها تهديد للأمن الأمريكي والدولي. ومرر مجلس النواب الأمريكي قراراً يدين كوريا الشمالية يحث علي تطبيق كافة العقوبات الممكنة ضدها والتعاون مع حلفائها لفرض عقوبات إضافية لعرقلة الصين لإعادة شحن البضائع التي تستخدمها بيونجيانج في برامجها النووية والصاروخية. وبالرغم من مواقف كل من كوريا الجنوبية واليابان السابقة التي تنادي بنزع السلاح النووي من العالم إلا أن بعض المحللين السياسيين يرون أنه قد يكون الوقت مناسباً لتعزيز القدرات النووية للدولتين بعد تجربة بيونجيانج وتقليص الولاياتالمتحدة للرءوس الحربية التي تمتلكها إعمالاً باتفاقياتها مع روسيا.. بالاضافة إلي عدم إعلان الصين عن حجم ترسانتها النووية التي تتفوق بها علي الولاياتالمتحدةوروسيا.