التعليم: واقعة التعدى على طالبة بمدرسة للتربية السمعية تعود لعام 2022    ترامب: الولايات المتحدة لن تعترف باستقلال "أرض الصومال" في الوقت الحالي    دوي انفجارات قوية في العاصمة الأوكرانية بعد قصف روسي    وضع حدا لسلسلة انتصاراتنا، أول تعليق من الركراكي على تعادل المغرب مع مالي    السحب الممطرة تزحف إليها بقوة، الأرصاد توجه تحذيرا عاجلا لهذه المناطق    بسبب الميراث| صراع دموي بين الأشقاء.. وتبادل فيديوهات العنف على مواقع التواصل    الجدة والعمة والأم يروين جريمة الأب.. قاتل طفلته    الصحة العالمية تحذر: 800 ألف حالة وفاة سنويا في أوروبا بسبب تعاطي هذا المشروب    البروفيسور عباس الجمل: أبحاثي حوّلت «الموبايل» من أداة اتصال صوتي لكاميرا احترافية    ترامب: احتمالات إبرام اتفاق تسوية للأزمة الأوكرانية خلال زيارة زيلينسكي إلى فلوريدا    منع جلوس السيدات بجوار السائق في سيارات الأجرة والسرفيس بالبحيرة    السيطرة على حريق أكشاك بمحيط محطة قطارات رمسيس.. صور    أعمال درامية خارج السباق الرمضاني 2026    سمية الألفي.. وداع هادئ لفنانة كبيرة    الرئيس والنائب ب"التذكية"، النتائج النهائي لانتخابات نادي الاتحاد السكندري    مصطفى بكري: "إسرائيل عاوزة تحاصر مصر من مضيق باب المندب"    أمم إفريقيا - فلافيو: أتمنى أن نتعادل مع مصر.. وبانزا يحتاج للحصول على ثقة أكبر    شيكابالا: الشناوي لا يحتاج إثبات نفسه لأحد    فين الرجولة والشهامة؟ محمد موسى ينفعل على الهواء بسبب واقعة فتاة الميراث بالشرقية    سقوط أمطار خفيفة على مدينة الشيخ زويد ورفح    بعد تداول فيديو على السوشيال ميديا.. ضبط سارق بطارية سيارة بالإسكندرية    مانشستر يونايتد يحسم مواجهة نيوكاسل في «البوكسينج داي» بهدف قاتل بالدوري الإنجليزي    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    عمرو أديب عن واقعة ريهام عبدالغفور: "تعبنا من المصورين الكسر"    مها الصغير أمام المحكمة في واقعة سرقة اللوحات    أستاذة اقتصاد بجامعة عين شمس: ارتفاع الأسعار سببه الإنتاج ليس بالقوة بالكافية    في هذا الموعد.. قوافل طبية مجانية في الجيزة لخدمة القرى والمناطق النائية    السكك الحديدية تدفع بفرق الطوارئ لموقع حادث دهس قطار منوف لميكروباص    البنك المركزى يخفض أسعار الفائدة 1% |خبراء: يعيد السياسة النقدية لمسار التيسير ودعم النمو.. وتوقعات بتخفيضات جديدة العام المقبل    ريابكوف: لا مواعيد نهائية لحل الأزمة الأوكرانية والحسم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية    منتخب مالي يكسر سلسلة انتصارات المغرب التاريخية    يايسله: إهدار الفرص وقلة التركيز كلفتنا خسارة مباراة الفتح    الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص بحاجة للمساعدات في سريلانكا بعد إعصار "ديتواه"    لم يحدث الطوفان واشترى بأموال التبرعات سيارة مرسيدس.. مدعى النبوة الغانى يستغل أتباعه    في احتفالية جامعة القاهرة.. التحالف الوطني يُطلق مسابقة «إنسان لأفضل متطوع»    خبيرة تكشف أبرز الأبراج المحظوظة عاطفيًا في 2026    بعد حركة تنقلات موسعة.. رئيس "كهرباء الأقصر" الجديد يعقد اجتماعًا مع قيادات القطاع    الفضة ترتفع 9 % لتسجل مستوى قياسيا جديدا    لماذا تحتاج النساء بعد الخمسين أوميجا 3؟    صلاح حليمة يدين خطوة إسرائيل بالاعتراف بإقليم أرض الصومال    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لإعادة انتخابات مجلس النواب بدائرة الرمل    الأمم المتحدة: الحرب تضع النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار    د. خالد قنديل: انتخابات رئاسة الوفد لحظة مراجعة.. وليس صراع على مقعد| حوار    غدا.. محاكمة أحد التكفيرين بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية    بدون حرمان، نظام غذائي مثالي لفقدان دائم للوزن    أخبار مصر اليوم: رسالة عاجلة من الأزهر بعد اقتحام 2500 مستوطن للأقصى.. قرار وزاري بتحديد أعمال يجوز فيها تشغيل العامل 10ساعات يوميا..التعليم تكشف حقيقة الاعتداء على طالب بمدرسة للتربية السمعية    الشدة تكشف الرجال    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    أوقاف الفيوم تفتتح مسجد الرحمة ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من بطولات جيش الشعب
أسطورة الصاعقة إبراهيم الرفاعي.. الرجل الذي أفقد إسرائيل صوابها

قدمت القوات المسلحة العديد من البطولات والتضحيات والرجال من أجل وطن يستحق.. فجيش الشعب كان دائماً صاحب الكلمة الفارقة في سجل الكفاح الوطني.
وفي حرب الاستنزاف عزف المقاتل المصري سيمفونية الشجاعة والبسالة وضرب أروع الأمثلة في البطولة والتضحية ومن ابرز الرجال والابطال الذي شهد لهم العدو قبل الصديق.. وكان الشعب ينتظر اخبار عملياته الناجحة يومياً.
العميد إبراهيم الرفاعي.. الشهيد الذي تحدث عنه الرئيس مرسي بكل فخر وإعجاب خلال حضوره بيانا عملياً لاقتحام وعبور قناة السويس في الجيش الثالث الميداني هو رمز للإنسان المصري المحب لوطنه.. وصوره مضيئة للمقاتل المصري الذي ينتمي لقوات مسلحة عريقة وشامخة.
أمير الشهداء العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة المصرية ومؤسس المجموعة "39 قتال" في ذكري استشهاده روي أحد أبطال مجموعته ل "الجمهورية" بطولاته حيث قرر أن إبراهيم الرفاعي ولد بشارع البوستة بحي العباسية بالقاهرة ووالده من الدقهلية في السادس والعشرين من يونيو 1931 وقد ورث عن جده "الأمير الاي" عبدالوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداء للوطن كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الاثر علي ثقافته واخلاقه.. ألتحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954 وانتظم عقب تخرجه إلي سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة "أبو عجيلة" ولفت الانظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير وتم تعينيه مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي علي مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد ويمكن القول ان معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل إبراهيم الرفاعي إذ عرف مكانه تماماً في القتال خلف خطوط العدو وقد كان لدي البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع ان يتقدم ما لم يتعلم فواصل السير علي وحدات الصاعقة للعمل كرئيس للعمليات.
الشهيد البطل شارك في حرب اليمن ليتولي خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك حتي ان التقارير التي اعقبت الحرب ذكرت أنه ضابط مقاتل من الطراز الأول وجريء وشجاع ويعتمد عليه يميل إلي التشبث برأيه محارب ينتظره مستقبل باهر
خلال عام 1965 صدر قرار بترقية استثنائية تقديراً للاعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمني. وبعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء علي احساس العدو الإسرائيلي بالأمن وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار علي البطل إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة فبدأ علي الفور في اختيار العناصر الصالحة.
وكانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مليون صندوق من الذخيرة التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967وتدمير 3 لوري محمل وبعد هاتين العمليتين الناجحتين وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية علي المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة.
مع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها البطل وصار الانضمام إليها شرفاً يسعي إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء فسار اختيار اسم لهذه المجموعة أمر ضروري وبالفعل أطلق علي المجموعة اسم "المجموعة 39 قتال" في 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة وهو نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبدالعزيز خلال معارك .1948
كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 وأصبحت عملياتها مصدراً للرعب والهول والدمار علي العدو الإسرائيلي أفراداً ومعدات ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيداً كالعصفور تواقاً لعملية جديدة يبث بها الرعب في نفوس العدو.
وفيِ مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية وعلي الرغم من ان إسرائيل كانت متشددة في اخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها علي طول خط المواجهة.
ولم يكن الفريق أول عبدالمنعم رياض في هذه الأثناء يعرف طعماً للنوم أو الراحة أو التأجيل أو الاسترخاء في معركته التي بدأها من أجل إعادة بناء القوات المسلحة المصرية.. فأرسل علي الفور المقاتل الثائر إبراهيم الرفاعي.. وكان الطلب "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدي تأثيرها علي الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا".
انتهت كلمات رئيس الأركان.. وتحول الرفاعي إلي جمرة من اللهب.. فقد كان يعشق المخاطر ولم تمض سوي أيام قلائل لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعي ورجاله.. فبالقدر الذي احكموا به التخطيط احكموا به التنفيذ.. فلم يكن الرفاعي يترك شيئاً للصدفة أو يسمح بمساحة للفشل.
فكان النجاح المذهل في العملية المدهشة فعبر برجاله اسلام وغلوش وعالي نصر قناة السويس وبأسلوب الرفاعي السريع الصاعق استطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بثلاثة صواريخ.. وأحدثت هذه العملية دويا هائلا في الأوساط المصرية والإسرائيلية علي حد سواء حتي تم علي اثرها عزل القائد الإسرائيلي المسئول عن قواعد الصواريخ.
ووصف الجنرال الذهبي عبدالمنعم رياض هذه العملية بقوله "كانت من المهام الخطيرة في الحروب.. ومن العمليات البارزة ايضاً التي ارتبطت باسم الرفاعي وتتوالي عمليات الرفاعي الناجحة حتي أحدثت رأياً عاماً مصرياً مفاده "أن في قدرة القوات المصرية العبور وإحداث أضرار في الجيش الإسرائيلي".. بل إنها دبت الرعب في نفوس الإسرائيليين حتي أطلقوا علي الرفاعي ورجاله مجموعة الأشباح.
وفي ليلة الأربعين من استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض طلب عبدالناصر القيام برد فعل سريع وقوي ومدوي حتي لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده.. فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع لسان التمساح يوم التاسع عشر من ابريل 1969 امام المعدية رقم 6 الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض.. وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصراً إسرائيلياً.
حتي ان إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلي مجلس الأمن عقب اتفاقية روجرز لوقف إطلاق النار.. تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائماً فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التنصت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده وفي إحدي المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتليء باستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء ومع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططاً للهجوم كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب كان يؤكد أن الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة هو القتال كان علي يقين بأن المعركة قادمة وعليه أعداد رجاله في انتظار المعركة المرتقبة وبعدها صدق حس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ومع الضربة الجوية الأولي وصيحات الله أكبر انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة وبدأت تتوالي عمليات المجموعة الناجحة ففي السابع من اكتوبر تنجح المجموعة في الاغارة علي مطار "الطور" وتدمير بعض الطائرات الرابطة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل.
في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلي منطقة "الدفرسوار" لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلي تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق "الإسماعيلية/القاهرة".
وعلي ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته فيصل إلي منطقة "نفيشه" في صباح اليوم التالي ثم جسر "المحسمة" حيث قسم قواته إلي ثلاث مجموعات احتلت مجموعتان إحدي التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن علي طول الطريق من جسر "المحسمة" إلي قرية "نفيشه" لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة.
وعندما وصلت مدرعات العدو انهالت عليها قذائف ال "آر بي جي" لتثنيه عن التقدم ويرفض بطلنا إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو وتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات.
وعن الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي قال البطل كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في إجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي إجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفجئنا أن هناك سلاحياً تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر ان نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخري إلي الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليون بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات. وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة "الذخيرة" وكان ذلك خطراً لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق "مدق" وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتي لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا ايقنا أننا داخلين علي الموت ودخلت السيارة تحت الشجر وترجلنا ومعنا اسلحتنا وقررنا أن نفعل شيئاً ذا قيمة قبل ان نموت وفوجيء اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و"هجنا هياج الموت" وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثون عن قائدنا حتي لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن اسحب يده ليقفز ولكنه "زغدني" ورفض ان يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتي اصابته شظية فأنزلناه وطلبنا ان تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم اتوقف حتي يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذائه أبلغوا باللاسلكي ان الرفاعي اصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتي انهم اطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالا بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا "أدخلوا أبوكم" فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل ان نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع ان نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض ان يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميتاً يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك.. رحمه الله.
حصل البطل علي أوسمة وشهادات نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولي 1960 1968 وميدالية الترقية الاستثنائية 1965 والنجمة العسكرية 1968 1969ونوط الواجب العسكري 1971ونجمة سيناء 1974 ووسام الشجاعة الليبي 1974 "سلم لأسرته" وسيف الشرف يوليو 1979 "سلم لأسرته".
المجموعة 39 قتال
المجموعة 39 قتال هي مجموعة قوات خاصة أنشأت عقب نكسة يونيو 67 تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي وتألفت من مزيج من قوات الصاعقة البحرية هم النواة الأولي في عمليات المجموعة 39 قتال من اكفأ رجال الصاعقة البحرية ثم من قوات الصاعقة البرية من ك 93 صاعقة بقيادة الملازم أول محسن طه و103 صاعقة بقيادة النقيب محيي نوح وأختار الرفاعي رجاله من المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة.
وبدأ تكوين المجموعة بجماعة صغيرة من ضباط الصاعقة المعروفين بقدراتهم القتالية العالية. ثم تطورت من فصيلة الصاعقة البحرية إلي انضمام 2 فصيلة صاعقة برية 93 و103 وبتعدد العمليات تطورت إلي سرية "نحو 90 فرداً ما بين ضابط وصفاً وجندي" إلي ان أصبح عدد العمليات التي قامت بها هذه السرية 39 عملية فتطورت السرية إلي تشكيل اطلق عليه "المجموعة 39 قتال" نسبة إلي عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلها الرسمي كما بدأت المجموعة في البداية بالاستعانة ببعض العناصر لمعونة الرفاعي في القيام بالعمليات المكلف بها وخاصة من الصاعقة البحرية حتي تم تشكيل المجموعة كوحدة مقاتلة مستقلة تابعة لقيادة المخابرات ورئيس الجمهورية عام 1968 كان العقيد أركان حرب إبراهيم الرفاعي والعميد مصطفي كمال والعقيد أركان حرب محمد عالي نصر وعين إبراهيم الرفاعي قائداً لها وكان هو المدرب والمخطط كما كان الأخ والصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها. عرف عن الرفاعي بالصرامة الشديدة أثناء التدريب لأن الخطأ في المعركة ثمنه حياة الفرد ومن معه بالرغم من عطفه الشديد وحبه لرجاله. لم يكن الرفاعي يكلف أحداً من رجاله بعمل إلا إذا كان هو شخصياً قادراً علي فعله ويكون أول من يقوم به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.