حرب اكتوبر تعنى بالنسبة للتاريخ المصرى الملحمة الكبرى التى ظلت و ستظل عالقه بأذهان المصريين و العرب بل و اليهود ايضا على مر العصور و الازمنه و يجب ان تخلد مثلها مثل الكثير من الملاحم التى تحكى بطولة و كفاح شعب استرد كرامته و عزته بعد هزيمة منكره و مهينه بسبب فساد بعض قياداته و تخبطهم عام 67 و نحن هنا نتعرض لبعضا من بطولات و ابطال هذه الملحمه لهذا الشعب الكريم . عبد العاطى ( صائد الدبابات) لا احد يستطيع أن يحصي هذه البطولات او هؤلاء الابطال عددا .. فمنهم من إستشهد فى الميدان بعد عمل بطولى رائع ولكن لم يره احد او استشهد هو ومن كان معه ولم يُكتب لقصة بطولته ان يعرفها الناس و دفنت قصص بطولات عديده بهذه الكيفيه و منهم من لم يمت و عُرفت قصة مجده طريقها الى قلوب الناس ومن أشهر هؤلاء الأبطال عبد العاطى عطية او "صائد الدبابات" وهو من مواليد منيا القمح بمحافظة الشرقية .. وقد قام وحده باصطياده اكثر من 30 دبابة و مدرعة إسرائيلية فى أكتوبر 1973 وكان و يظل رمزا تفتخر به مصر كواحد من ابطالها العظام الذى كتبت عنه و عن بطولته كل صحف العالم عن حتى بعد وفاته رحمة الله عليه عام 2001. وجاء على لسان عبد العاطى فى مذكراته .. انه إلتحق بالجيش عام 72 و إنتدب لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كان يتحرق شوقا إلى اليوم الذى ترد فيه لمصر و لجيشها العزة و الكرامه المفقوده من 67 و يستطرد فيقول : فى اكتوبر 73 كنت رقيبا أول للسرية و كانت المهمه الموكولة لنا هى تأمين قوات المشاه المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات. أضاف أنه كان قلقا حدا فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم الى ان جاء اليوم المشهود 8 أكتوبر و كانت البداية الحقيقية لبطولته الغير مسبوقه فى تاريخ الحروب البشريه وعندما أطلق صاروخه الاول على أول دبابة و تمكن من إصابتها الى ان توالت صواريخه التى دمرت 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير فى يوم واحد. ويقول عبد العاطى فى مذكراته : عندما سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر قائدنا الدفع بأربع وحدات من القناصة و كنت أول صفوف هذه الوحدات و لكن فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى وادى منخفض تحيط به المرتفعات من جميع الجوانب و لم يكن لدينا الا النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فى مقتل و بعد ذلك تمكن زملائى من تدمير الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا معظم مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة حاولوا الهرب فلم تنجح و أصاب الإسرائيليون الذهول لما يحدث من وحدات تحت الحصار و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا و لكننى تمكنت منها و دمرتها بمن فيها جميعا بعون الله و فى بلغت حصيلة ما دمرته فى هذا اليوم 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية. ولم يكن عبد العاطى وحده صائد للدبابات بل كان هناك غيره كثيرون و منهم البطل محمد المصرى و الذى تمكن من إصطياد 27 دبابة هو الاخر ب 30 صاروخ فقط و من هذه الدبابات كانت دبابة عساف ياجورى قائد اللواء 190 الذى طلب أن بعد أن تم أسره مشاهدة الشاب الذى ضرب دبابته و أخذ عساف ينظر إليه بإعجاب. و انا شخصيا كاتب هذه السطور كان فى عهدتى الشخصيه اثناء خدمتى فى الجيش بعد الحرب ( بسبع سنوات) مسدس صغير جدا 6 ملى الذى كان سلاح عساف ياجورى الشخصى و كثيرا ما كنت اتفحصه كثيرا و اتمنى لو كنت قد قاتلت الى جانب هؤلاء الابطال فى معارك الكرامه فى اكتوبر 73 , وكنت كثيرا ما انتهز بعضا من ليالى المسامره لاجلس الى زملائى من القوات الاساسيه او صف الضباط القدامى الذين كان لهم شرف المشاركه فى الحرب ليقصوا على بعضا من هذه البطولات . وهناك بطل ثالث من صائدى الدبابات و الذى إرتبط إسمه ايضا بتدمير دبابة ياجورى و المشاركة فى أسره وقد تمكن من تدمير 13 دبابة إسرائيلية بمفرده .. وفى نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصرى و أخلى عددا كبيرا من جرحانا وهو الرائد عادل القرش الذى كان يندفع بدبابته فى إتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية رغم انه كان هدفا سهل المنال لطيران العدو.. رحمة الله على الشهيد البطل . البطل ابراهيم الرفاعى كان اسم البطل ابراهيم الرفاعى معروفا لاسرائيل تمام المعرفه و يعملون له الف حساب لبطولاته المتعدده و بطولات مجموعته و خاصة بعد أول عمليات هذه المجموعة وهى نسف قطار للعدو عند 'الشيخ زويد' ثم نسف 'مخازن الذخيرة' التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من سيناء عام 76 و تحت قيادة ابراهيم الرفاعى هاجمت هذه المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء، واختير اسما لها و هو المجموعه 39 قتال وأختار الشهيد البطل / إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كشعار للمجموعة. وكانت نيران المجموعة هى أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد تكسة 67، وأصبحت مصدرًا للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم الرفاعى يطير فرحا كالعصفور تواقا لعملية جديدة، يبث بها الرعب في نفوس العدو حتى يعرفوا ان المصريين لم يحاربوا فى 67 و لكنهم اخذوا على حين غره و انهم قادمون قادمون للثأر لا شك فى ذلك . ذاع صيته و انتشرت أخباره ومجموعته الرهيبة بين وحدات القوات المسلحة، ولم تكن اخبار عبوره الى الضفه الشرقيه هو الخبر ولكن كان خبر عودته و ابطاله هى المفاجأة بعد كل عمليه من العمليات المستحيله فى سيناء ، وبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو وأستغاثات جنوده، وكانت اغلى هدية قدمها له ضابط مخابرات عبارة عن شريط تسجيل ملئ بإستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء بعد اغارته عليهم . [ ظل ابراهيم الرفاعى يستعد برجاله للحرب التى كان يترقبها و يؤمن بوجوبها و كان يؤكد أنها الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة ، كان على يقين بإن المعركة قادمة و ان عليه أعداد رجاله في إنتظار هذه المعركة المرتقبة. وصدق ما كان يتوقعه و ينتظره البطل وبدأت معركة أكتوبر المجيدة، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر، أنطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة. وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار (الطور) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل. في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة إختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ثغرة (الدفرسوار) لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ('الإسماعيلية / القاهرة'). وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته، فيصل إلى منطقة (نفيشه) في صباح اليوم التالى، ثم جسر (المحسمة) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات، أحتلت مجموعتين إحدى التبات وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر (المحسمة) إلى قرية (نفيشه) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة. وما ان وصلت مدرعات العدو حتى أنهالت عليها قذائف ال (آر بي جي) لتثنيه عن التقدم، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والمعدات. يحكي احد افراد مجموعته قصة الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي فيقول : كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخرى إلي الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخرى فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شيء ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدؤوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن يأتى أي سائق ولكن سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر هو وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك.. رحمة الله. الشهيد سيد زكريا (اسد سيناء) وسيد زكريا الفلاح المصرى البسيط المعجون بطين هذه الأرض هو نفسه الشهيد الذى واجه فصيلة كاملة من القوات الإسرائيلية فوق تبه بجنوب سيناء لم يرتجف ولم يختبئ ولم يؤثر السلامة فى الآسر وأنما أعلن عن نفسه ،وأنتصر لها ولبلاده وقتل كل أفراد الفصيلة الاسرائيليه وحده إلا واحداً وهو الذى تمكن من قتل سيد زكريا فى اخر المعركه بافراغ خزينة رشاش كامله . سيد زكريا استشهد فى صمت بعيدا عن كاميرات المصورين ولم يسمع ببطولته احد و لكن لشجاعته و بطولنه لم ينساه اعدائه طيله هذه السنين ففتحوا كتابه وأذاعوا صفحاته على الملأ بعد أكثر من خمسة وعشرون عاماً من انقضاء الحرب . ومن برلين عاصمة ألمانيا خرجت قصة البطل الذى احترمه عدوه والتى ظلت مجهواة طيلة هذه السنين و ذلك حين ذهب مسئول إسرائيلي كبير إلى رئيسة المكتب الدبلوماسي المصري هناك ، وروى حكاية المعركة البطولية التى أدارها البطل المصرى وسلم متعلقاته التى احتفظ بها الجندي لإسرائيلي قام بقتله كل هذه السنوات لتعود إلى أهله . منذ 1973حتى عام 1996 كان سيد زكريا قد اعتبر من المفقودين فى الحرب، ولكن 1996 أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل, مؤكدا أنه مقاتل فذ وانه قاتل حتي الموت وتمكن من قتل22 إسرائيليا بمفرده. وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري الى السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به اضافة الى خطاب كتبه الى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الاسرائيلي انه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل، وانه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه واطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء. تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في أكتوبر73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلي (جبل الجلالة) بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول الى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام, ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدي التبات واقامة دفاع دائري حولها علي اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم, وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتي تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها. وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة, ظهر البدويان ثانية وأخبرا النقيب غازي أن الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق, ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلي منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت باحدي التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبدالعاطي ومحمد بيكار إلي بئر قريبة للحصول علي الماء, حيث فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لابلاغ قائد المهمة باعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس, وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم سيد زكريا وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر. وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها, فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها, وفي هذه المعركة تم قتل12 إسرائيليا, ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتي هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أي مصري للانتقام منه, ثم انضمت اليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدي الطائرات يطلب من القائد غازي تسليم نفسه مع رجاله. وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي باطلاق قذيفة (آر.بي.جي) علي احدي الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها في محاولة للنجاة حيث تلقفهم سيد زكريا أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل22 جنديا. واستدعي الإسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندي أشتبك معهم أسد سيناء وفى هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع افراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائه, حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي إسرائيلي من المجموعه الاولى خلف البطل وافرغ فى جسده الطاهر خزانه كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور ويسيل دمه الذكي علي رمال سيناء الطاهرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين. واذا كان سيد زكريا قد استحق عن جدارة التكريم, فالواقع أن المجموعة كلها برئاسة قائدها لم تكن أقل بطولة وفدائية, فهم جميعهم أسود سيناء ومصر لاتنسي أبدا أبناءها. وقد كرمت مصر ابنها البار، فبمجرد أن علم الرئيس مبارك بقصة هذا البطل حتي منح اسمه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي، كما أطلق اسمه على احد شوارع حى الشيراتون بمصر الجديده . عزيزى القارئ الى لقاء مع بطولات و ابطال اخرين