القاهرة:- دعت "الجمعية الوطنية للتغيير"، جموع المصريين للتظاهر الجمعة المقبل فيما سمته "جمعة فى حب مصر"، لتأكيد ضرورة استعادة روح التوحد التي جمعت كل القوى السياسية والتيارات الفكرية أيام الموجة الأولى للثورة العظيمة والتي انطلقت شرارتها الأولى ظهر 25 يناير وانتهت بإجبار الرئيس المخلوع على الرحيل. وشددت على أن جمعة 12 أغسطس ليست تحديا لأحد، ولا ردا على أحد، إنما هى نافذة جديدة أمام كل القوى الوطنية كي تدخل منها إلى ميدان التحرير، الذي عادت إليه جحافل الأمن بغزارة أكبر مما كانت عليه أيام الرئيس المخلوع، في محاولة لطمس معالم مكان جعل منه المصريون العظام رمزا لكل أحرار العالم. ورأت أن الانقسام السياسي خلال الموجة الثانية، خنجر مسموم يطعن الثورة في مقتل، ويفيد أعداءها الذين يتوهمون أن بوسعهم إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، والسيطرة من جديد على مقدرات الوطن وخياراته المستقبلية، أو أولئك الذين يعملون ليل نهار على تفريغ الثورة من مضمونها وبناء جدار سميك عازل بين الطليعة الثورية وبين الشعب المصري العظيم، الذي احتضن الثوار، وانضم إليهم بعشرات الملايين وبارك مسلكهم وناضل معهم لبناء وطن حر عادل عزيز مكتف مرفوع الرأس بين الأمم. وأشارت الجمعية الوطنية للتغيير إلى أن "جمعة في حب مصر" مفتوحة أمام الجميع، "فمصر لكل المصريين، وميدان التحرير لكل الوطنيين الشرفاء، الذين يؤمنون بأن الثورة تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد كي تكتمل فصولها، ويعرفون أن أنصاف الثورات مقابر للشعوب، ويدركون أن مصر لن يستطيع فصيل وحده أو تيار بمفرده أن ينهض بها، ويتحمل الأعباء الجسيمة، الناجمة عن سياسات نظام المخلوع الذي ترك وراءه تركة ثقيلة تحتاج إلى التكاتف والتآلف بين الجميع، في سبيل التغلب عليها، والخروج منها". وذكرت "أن الشعب المصرى العظيم يتطلع إلى نخبته السياسية والفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية كي تكون على مستوى المسئولية وتنتصر لقضايا الناس، وتعمل على تحقيق شعار الثورة الأثير "عيش .. حرية .. كرامة إنسانية" الذى نسيناه في زحام التكالب على المكاسب الصغيرة، والتناحر على الخلافات الأيديولوجية البائسة. وخاطبت المصريين الشرفاء، من أهل الصعيد والدلتا وسكان الصحارى العتيدة، والريف والحضر والبدو، والطلاب والفلاحين والعمال والموظفين والتجار، والرجال والنساء، والشباب المناضل والأطفال الواعدين، بقولها: "ننتظركم جميعا يوم الجمعة فسارعوا إلى نصرة ثورتنا، والله يبارك خطانا، ويسددها إلى ما فيه خير مصرنا الأبية العظيمة". من جانبه أكد حزب المصريين الأحرار اليوم السبت أنه سيشارك في مليونية يوم "الجمعة" 12 أغسطس، التي ستقام في ميدان التحرير تحت عنوان "في حب مصر"، والتي دعت إليها "جبهة الإصلاح الصوفي" واستجاب لها حتى الآن ما يزيد على عشر قوى وأحزاب سياسية. من جانبه، قال سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع إنه لم توجه أي دعوة للحزب للمشاركة حتى الآن، إلا أن الحزب يدعم تماما هذه الدعوة بهدف تأكيد مدنية الدولة في مصر، واعتبر عبد العال أن مليونية 29 يوليو الماضي كانت "شقا للصف"، بالإضافة إلى قيام بعض المشاركين فيها برفع علم دولة أخرى، معتبرا أن المليونية القادمة، تعد بمثابة رد اعتبار للمطالبين بمدنية الدولة. كما أعلن ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل أن حزبه لن يشارك في هذه المظاهرة قائلا، إن الحق في التظاهر هو حق لكل المصريين، أكدته ثورة 25 يناير، لكنه لا يجب أن يتحول إلى أداة لتعطيل المصالح وإلى سباق ينتج عنه إحداث انشقاقات وفتن بين الطوائف المختلفة من المسلمين، وبين أبناء الشعب المصري، وبما يؤثر سلبيا في اقتصاد البلاد. ورأى الشهابي أنه لم يعد هناك داع للمليونيات، لأنه بعد محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك فإن الثورة حققت أهم أهدافها، وهي على طريق استكمال بقية هذه الأهداف. وقال حسام مؤنس المنسق العام لحملة "حمدين صباحي رئيسا" إن الحملة لم تقرر بعد موقفها من المشاركة في المليونية، إلا أنها ليست ضد الدعوة لأنها تأكيد على وحدة الصف، مشيرا إلى أن أطرافا سياسية عديدة قررت المشاركة في هذه المليونية التي تعد تأكيدا على وحدة الصف لذلك سميت "في حب مصر"، وأن حملة حمدين صباحى تؤيد هذه المليونية، لأن ميدان التحرير ملك لجميع المصريين.