يبدو أن الهجوم على مصر وشبابها وفتياتها سيكون السمة المميزة للأعمال الفنية التي ستعرض خلال الفترة القادمة، فلم تكن الفنانة الأردنية ميس حمدان أول نجمة تتعرض لتهمة الإساءة إلى مصر من خلال برنامجها "100 مسا" والذي يعرض على شاشة التليفزيون المصري وقناة "نايل كوميدي" حيث سبقها نجوم آخرون كمنة شلبي وزينة وإسعاد يونس وخالد يوسف والذين تعرضوا للاتهام نفسه، بما يفتح الباب واسعا لعرض هذه النماذج والاطلاع على رأي المتخصصين في هذه الظاهرة. وكان المحامي نبيه الوحش قد قام مؤخرًا برفع دعوى قضائية على ميس حمدان مطالبًا بترحيلها من مصر، وذلك بعد أن وصفت المصريين بالمتحرشين اللاهثين وراء النساء، كما قامت خلال حلقة من برنامج 100 مسا بسب جماهير محافظة المنوفية واصفة إياهم بالبخلاء حتى على أنفسهم والعديد من الألفاظ الأخرى والتي رآها المحامي إهانه للشعب المصري. وتعاطفا من التليفزيون المصري قرر المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون تغيير مواعيد عرض البرنامج الذي تسبب في إثارة الرأي العام. وفي تصريح خاص ل "عيون ع الفن" علّقت ميس على ذلك بأن كل المصريين يعتبرونها ابنة بلدهم، وهى لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تخذل نظرة المصريين لها بالإساءة إليهم، وأنها ترفض تفسير أي كلام جاء ببرنامجها على سبيل الكوميديا بأنه إساءة للشعب المصري، خاصة أن البرنامج يعرض في التليفزيون المصري، ولو وددت فيه إساءة إلى مصر لحذفتها الرقابة التلفزيونية. زينة وإسعاد يونس وقد سبقت أن اتهمت كل من الفنانتين زينة والأردنية صبا مبارك بالإساءة إلى سمعة بنات مصر، من خلال فيلمهما "بنتين من مصر" للمخرج أحمد أمين، حيث أقام المحامي المصري نبيه الوحش دعوى قضائية على أسرة الفيلم ومنتجته إسعاد يونس مطالبًا إياهم بوقف عرضه، لأنه رصد أحوال الفتيات المصريات وعلاقتهن بالجنس الآخر وصوّر استخدامهن ألفاظاً جنسية في حياتهن اليومية. ومن جانبه رفض مخرج الفيلم محمد أمين في تصريح خاص ل "عيون ع الفن" هذا الاتهام، مؤكدا أن موافقة الرقابة على السيناريو خير دفاع عن الفيلم، لأنه لو كان يسيء إلى بنات مصر ما صرحت الرقابة بعرضه على الإطلاق، ولما وافقت الفنانة إسعاد يونس منتجة الفيلم والمشهود لها بالوطنية وحب مصر على إنتاج الفيلم. منة شلبي التهمة نفسها سبق وأن ألصقت بالفنانة الشابة منة شلبي، بعدما ظهرت في قناة "فرانس 24" أثناء حضورها فعاليات مهرجان "كان" بفرنسا، حيث وصفت المجتمع المصري بأنه يعاني أمراضًا مكبوتة، وعليها كممثلة مواجهة هذا الكبت، وقد دافعت منة عن نفسها في ذلك التوقيت، وأوضحت أن الكلام تم تفسيره بشكل خاطئ، وتساءلت: كيف لها وهي فتاة مصرية أن تصف المصريين بالمكبوتين جنسيًا؟ وأشارت إلى أنها قالت فقط أن المجتمع به كبت ولم تقل أن كل المصريين مكبوتون. أحمد حلمي وواجه الفنان أحمد حلمي أيضًا نفس الاتهام حيث كان له نصيب من الاتهام بالإساءة إلى سمعة مصر، وذلك بعد تقديمه لفيلمه السينمائي الأخير "عسل اسود" للمخرج خالد مرعي، حين اتهمه البعض بإظهار المصريين وكأنهم استغلاليون وجهلاء خلال أحداث الفيلم الذي يحكي عن مواطن مصري عاش حياته في أمريكا وعندما يعود إلى بلاده يجد الجميع يحاول استغلاله! فيما دافع حلمي عن اتهامه بذلك موضحًا أنه لم يقصد على الإطلاق الإساءة إلى بلده، بل قدم واقعًا نعرفه ونعيشه جميعًا، وليس المطلوب منا دفن رؤوسنا في الرمال وتجاهل سلبيات مجتمعنا ومشاكله. خالد يوسف وبسبب أفلامه أيضا اتهم المخرج خالد يوسف بالإساءة إلى مصر، بعد اعتماده إظهار الجوانب السيئة والحياة العشوائية في أفلامه، وهو ما ظهر جليا في فيلم "حين ميسرة" عندما أظهر نصف الكوب الفارغ واعتمد على إظهار السلبيات والمشاكل الموجودة في المجتمع فقط دون النظر لأي عوامل ايجابية موجودة به. وبسؤاله أكد المخرج خالد يوسف في تصريح خاص ل "عيون ع الفن" أن سياسته في جميع أعماله الفنية تعتمد على فضح الواقع وكشف أمراض السلطة والحكومة، مضيفا أنه في حال الرغبة في علاج المجتمع مما وصل إليه فعلينا أولا أن نكشف المرض بتفاصيله حتى نستطيع أن نضع أيدينا وبقوة على مناطق الضعف والألم، لنبدأ مرحلة العلاج. من جهتها أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن معظم الأعمال الفنية التي عرضت خلال الفترة الماضية لم تكن لتقصد جميعها الإساءة لسمعة مصر ففيلم "بنتين من مصر" مثلا رصد واقعا نعيشه بالفعل وناقش أزمة العنوسة والتي تدفع بعض الفتيات لفعل أشياء غريبة من واقع كبتهن وهذا مقبول ويحدث في أي مكان في العالم، وعلى النقيض تماما يأتي فيلم "حين ميسرة" مثلا والذي عبنا عليه تركيزه على بؤر السواد في المجتمع وابتعاده عن أي جماليات أو أي مناطق مضيئة، ورغم اختلافنا معه تبقى هذه وجهة نظره ولابد من احترامها لأنه مصري ويخاف على مصلحة وطنه. وأضافت موريس: أما غير المقبول فهو برنامج "100 مسا" للأردنية ميس حمدان والذي يقدم على شاشة التليفزيون المصري والذي يعتبر ملكا لكل المصريين ورغم هذا يتم سبهم عليه، والغريب أن هذا البرنامج تحديدا لا محل له من الأعراب فلا يصنف على أنه برنامج كوميدي ولا مقالب ولا توك شو. واستغربت الناقدة موريس من موقف التليفزيون المصري ورقابته التي سمحت بعرض تلك المهاترات على شاشاته، وقالت "كيف يتم سبنا على تليفزيون بلدنا؟" ومن جهته أكد نبيه الوحش المحامي أنه لن يتهاون في حقه كمصري أو حقوق أي مصري آخر قامت تلك الفنانة الأردنية بسبه على شاشة التليفزيون، مشيرا إلى أنه لن يتنازل عن دعواه التي رفعها والتي يطالب من خلالها بترحيلها من مصر التي احتضنتها هي وشقيقتها وجعلتهما نجوما رغم أنهما غير معروفتين في بلدهما.