االمرحوم الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي اسم غني عن التعريف، فقد كان من أبرز رجال الدولة في المملكة العربية السعودية، حيث شغل على مدار حياته العديد من المناصب الرفيعة من بينها منصب وزير لأكثر من مرة في أكثر من حكومة منها وزير الصناعة والكهرباء ووزير الصحة ووزير المياه والكهرباء، ووزير العمل، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2005 وحتى وفاته في أغسطس 2010. كما عمل الدكتور غازي القصيبي سابقا كمدير لهيئة السكك الحديدية وكسفير للمملكة العربية السعودية في البحرين وبريطانيا. يضاف إلى كل ذلك كون غازي عبد الرحمن القصيبي شاعرا شهيرا صدرت له العديد من الدواوين في الشعر التقليدي منها (معركة بلا راية) و(أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(للشهداء) و(حديقة الغروب). كما كانت له أيضا محاولات أدبية في مجال القصة القصيرة والرواية. ومن خلفيته السياسية الواسعة وخبرته الكبيرة في هذا المجال، استلهم الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي فكرة كتابه الأخير الذي يصدر قريبا بعنوان "الوزير المرافق". في هذا الكتاب يتناول المؤلف انطباعاته الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين أتيح له التعامل معهم عن قرب من خلال عمله كسفير أو وزير لبلاده أثناء زياراته الرسمية لمختلف البلاد، أو من خلال زياراتهم للمملكة العربية السعودية. ومن أهم الشخصيات التي يتناولها المؤلف في كتابه الجديد الرئيسان الأمريكيان جيمي كارتر وريتشارد نيكسون، ورئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي، والمستشاران الألمانيان هلموت كول، وهلموت شميدت، والرئيس الليبي معمر القذافي، والملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. ويقول الدكتور غازي القصيبي: "كانت هناك بين الحين والآخر مهام تأخذ الوزير من دوامة العمل الروتيني اليومي. أبرز هذه المهام مرافقة الملك وولي العهد في الزيارات الرسمية، ومرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة والمساهمة في المؤتمرات المختلفة... وخلال عملي في وزارة الصناعة والكهرباء والصحة تكلفت بعدد كبير من هذه المهام. وفي هذا الكتاب فصول تحمل انطباعاتي الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات، وقد حرصت على أن تبقى الانطباعات كما دونتها أول مرة منذ سنين طويلة دون أن أحاول تصحيح أو تعديل ما كتبته في ضوء التطورات اللاحقة".