قبل ايام قليلة من وفاة وزير العمل السعودي غازي القصيبي _الذي وافته المية صباح اليوم الأحد- كان وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة قال نهاية الشهر الماضي، إنه أصدر توجيها بإتاحة جميع مؤلفات وزير العمل السعودي الأديب الدكتور غازي القصيبي، موضحا أن القصيبي صاحب إسهامات كبيرة في خدمة الوطن وليس من اللائق أن لا يتوفر نتاجه الفكري في المكتبات السعودية. يشار إلى أن الكثير من كتب القصيبي لم تتم إجازتها من قبل رقابة المطبوعات لدخول السعودية، فيما عرف عنه تندره بذلك وترديده الدائم بأن المنع يخدم العمل الأدبي ويزيد شهرته. ولغازي نحو 20 كتابا ورواية، فضلا عن كم كبير من المشاركات الكتابية والمحاضرات وغيرها، ومن مؤلفات الدكتور غازي القصيبي في الشعر: "صوت من الخليج"، "الأشج"، "اللون عن الأوراد"، "أشعار من جزائر اللؤلؤ"، "سحيم"، و"للشهداء" ، وفي الرواية: "شقة الحرية"، "العصفورية"، "سبعة"، "هما"، "سعادة السفير"، "دنسكو"، "سلمى"، "أبو شلاخ البرمائي"، "الجنية"، وفي الفكر: "التنمية"، "الأسئلة الكبرى"، "الغزو الثقافي"، "أمريكا والسعودية"، "ثورة في السنة النبوية"، "حياة في الإدارة". ورغم أن كثيرا من كتب القصيبي أحدثت ضجة أوقات صدورها فإن الروايات هي التي حظيت بالنصيب الأكبر من الضجيج والمنع. وكانت أولى رواياته "شقة الحرية" التي صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة (1948 -¬ 1967( حيث يعيش أبطال الرواية في شقة في مدينة القاهرة، وسط أجواء فكرية وسياسية عاصفة بتوجهات فكرية مختلفة لكل منهم وتكون لهم بطولاتهم الخاصة مع تلك الأحداث، وكانت الرواية ممنوعة في السعودية إلى وقت قريب. وأما روايته "دنسكو" فقد كتبها بعد فشله في الفوز بمنصب مدير منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" عام 1999، وتتناول قصصا لعدة مرشحين للمنظمة من قارات مختلفة، حيث وعد القصيبي، أثناء ترشحه للمنصب بكتابة رواية إذا لم يفز، وهو الأمر الذي أوفى به. وترسم روايته "سبعة" التي صدرت في عام 2003 صورة ساخرة للواقع العربي، ممثلة في 7 شخصيات يختلفون في أفكارهم وأعمالهم ويتشابهون في الركض خلف سيدة واحدة تعمل مقدمة لبرنامج تلفزيوني، حيث يقعون ضحية لها في نهاية المطاف. وقد توفي اليوم الأحد، وزير العمل السعودي غازي القصيبي عن عمر يناهز ال 70 سنة .وذكرت قناة "العربية" الإخبارية أن وفاة القصيبي جاءت بعد معاناة مع المرض. وقضى القصيبي أيامه الأخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض قبل أن توافيه المنية إثر تدهور حالته خلال اليومين الماضيين. وعانى الوزير غازي القصيبي المرض وسافر للعلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعاد مؤخرا ومكث فترة في البحرين في قصره إلا أنه عاد إلى المملكة وتدهورت حالته وأدخل مؤخرا مستشفى الملك فيصل التخصصي . وكان من المقرر خروج القصيبي قبل شهر رمضان والعودة لمنزله ولكن الفريق الطبي أجل ذلك لمتابعة حالته الصحية عن قرب، وأبقى الفريق الطبي على قرار منع الزيارة عن القصيبي خلال الأيام الماضية. وتقلد القصيبي مناصب حكومية عديدة، منها وزارة الصحة والمياه والكهرباء والعمل، إضافة إلى عمله سفيرا للملكة العربية السعودية في عدد من الدول.