قصف الطيران الحربي التابع للواء خليفة حفتر، اليوم الجمعة، هدفًا بمدينة زوارة الواقعة على البحر المتوسط غربي ليبيا، ما تسبب في إصابة مدنيَّين. ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، عن عميد بلدية زوارة، حافظ جمعة، أن الطيران الحربي الذي يتبع حفتر استهدف، فجر اليوم، هدفًا قرب معسكر قديم بمدينة زوارة، ويسمى معسكر عبد الصمد، وهو خالٍ تمامًا. وأضاف جمعة أن القصف أسفر عن إصابة مدنيَّين اثنين، يتلقيان العلاج في المدينة، مشيرا إلى أن طيران حفتر اعتقد أن هدفه هو قصف رادار موجود في المعسكر ولكنه أخطأ الهدف. في السياق ذاته، نشر نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صورًا قالوا إنها استهداف طيران حربي لتمركزات عسكرية في منطقة العزيزية وسوق الخميس جنوبيطرابلس. وقالت وكالة “رويترز”، إنه ترددت أصوات إطلاق نار وانفجارات وسط طرابلس في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، فيما تشتبك قوات حفتر مع قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليًّا، حول المطار الدولي المهجور ومنطقة عين زارة. خطط طارئة وقالت الأممالمتحدة، إن القتال بين جيش خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة رئيس الوزراء فائز السراج في طرابلس، تسبب في نزوح 9500 شخص في العاصمة. لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن لديها خططًا طارئة في حال نزوح "آلاف إن لم يكن مئات الآلاف". ويمثل زحف حفتر على طرابلس أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في البلاد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي. وبعد زحفها شمالا من صحراء جنوب ليبيا، تحصنت قوات حفتر في الضواحي الجنوبيةلطرابلس على بعد نحو 11 كم عن وسط المدينة. الاتحاد الأوروبي وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، إن 3500 شخص تركوا منازلهم في طرابلس في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإنه لم يتسن نقل 90% ممن طلبوا إجلاءهم إلى مناطق أكثر أمنًا نسبيًّا. وحث الاتحاد الأوروبي قوات حفتر في ساعة متأخرة من ليل الخميس على وقف هجومها. وخرجت قوات حفتر من معقلها في شرق البلاد للسيطرة على الجنوب ذي الكثافة السكانية المنخفضة، والغني بالنفط هذا العام، قبل أن تزحف صوب طرابلس حيث تتمركز حكومة السراج المدعومة من الأممالمتحدة. تقاسم السلطة وقال الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، لمؤتمر صحفي في جنيف، عبر الهاتف من طرابلس: إنه يخشى تفشي أمراض السل والحصبة والأمراض المسببة للإسهال؛ بسبب سوء الصرف الصحي خاصة بين النازحين. وكان حفتر من الضباط الذين ساعدوا القذافي على الوصول إلى السلطة عام 1969، قبل أن تدب الخلافات بينهما. ويقاوم حفتر حتى الآن ضغوطا من الأممالمتحدة للقبول بتسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار، ويستخدم نفوذه بوصفه حليفا للغرب في مساعي القضاء على حكومة الوفاق، من خلال الدعم الذي يحصل عليه من الإمارات ومصر والسعودية، للاستيلاء على السلطة.