واجه رأس النظام السوري بشار الأسد في الآونة الأخيرة إهانات دبلوماسية، وإساءات من قبل أقرب حليفين له روسياوإيران، بعدما سقط قناع الممانعة والمقاومة عن سفاح وقاتل السوريين، بينما قصفت طائرات العدو الصهيوني مستودعات إيرانية في حلب، حطت طائرة “العال” الإسرائيلية في مطار تل أبيب تحمل رفات الجندي زخاري بوميل، وهو من مفقودي معركة السلطان يعقوب في الحرب على لبنان عام 1982، الذي أعيد من سوريا بعملية خاصة استمرت عدة أشهر. أما في مصر، فالخناق يزيد على رقبة جنرال إسرائيل السفيه السيسي، خشية سقوط جنرال الانقلاب في ليبيا خليفة حفتر، لأن سقوط حفتر سيسرع انتصار الشعب في الجزائر، وسيحيل السبسي للتقاعد في تونس، ويرسل السفيه السيسي إلى جهنم.. لأن معركة الشعوب واحدة! يقول محمود رفعت :” تحرُك حفتر بهذا التوقيت نحو طرابلس أتى بأوامر الإمارات لتخفيف ضغط الشارع على جنرالات الجزائر، حيث تستخدم فرنساأبوظبي للتعامل معهم كي لا تظهر لخشية إدارة ماكرون عواقب الظهور.كما أؤكد إشراك السيسي الجيش_المصري مع مليشيات حفتر بطلب من الإمارات.لعبة قذرة بدماء شعب ليبيا”. الأسد عميل واستغلت إسرائيل المجازر في سوريا لتبحث عن رفات جنودها، في محطات انتظار وعمليات سرية على مدار 37 عاما، حيث قتل ثلاثون جنديا إسرائيليا في معركة السلطان يعقوب التي دارت بين الجيشين السوري والصهيوني بلبنان، واعتبرت المعركة فشلا استخباراتيا إسرائيليا، بينما بقي مصير ثلاثة إسرائيليين غير معروف، وهم جنديان ومواطن من أصل أمريكي. ونشط الجيش والاستخبارات الصهيونية خلال هذه الأعوام في جمع معلومات عن موقع رفات المفقودين، دون تنسيق مع الروس أو مساعدة ميدانية من النظام السوري، وفي الوقت الذي يعيش فيه الأسد دور البطولة المتوحشة على شعبه، حتى إنه قتل منهم ما يقترب من المليون سوري وهجر وأصاب 15 مليون آخرين، يعجز هذا الأسد الذي لا يجد نصيبا من اسمه، أن يواجه إسرائيل ولو بقذيفة واحدة، حتى مع الدعم المفتوح الذي يتلقاه من إيران، رغم مئات الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية، على مواقع بالغة الحساسية، من بينها قصر بشار نفسه. من جانبه يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي:”روسيا تطمئن إسرائيل مجددا بأنها ستوظف تواجدها في سوريا في محاولة العثور على جثث بقية الجنود الصهاينة المفقودين داخل سوريا بعد أن أجبرت نظام الأسد على البحث والعثور على جثة الجندي باومل..طبعا نظام الأسد يصر على أن “جماعات إرهابية” هي التي سلمت الجثة للموساد”. وتابع: “الصهاينة والروس يواصلون تعرية بشار الأسد.. إسرائيل تكشف أن استعادة ساعة اليد الخاصة بالجاسوس الصهيوني إيلي كوهين، الذي أعدم في سوريا عام 1965، قبل عدة أشهر، تمت بالتعاون بين نظام الأسد وموسكو..المرحلة الثانية استعادة جثمان كوهين..وجثث السوريين الذين يقتلهم النظام المقاوم؟”. ورأى محللون إسرائيليون أن توقيت تسليم الجثة يعتبر هدية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قبيل انتخابات الكنيست التي ستجرى يوم التاسع من الشهر الجاري، سعيا لدعمه للفوز بولاية خامسة. وصرح نتنياهو مؤخرا بأن الضربات الإسرائيلية في سوريا ليست موجهة ضد نظام الأسد، بل ضد التموضع العسكري الإيراني هناك، في إشارة إلى موقفه الداعم لبقاء الأسد بالحكم، وبدت فرص التقدم في إعادة جثث الجنود أكثر واقعية خلال الحرب في سوريا، خاصة بعد تدخل الجيش الروسي في سبتمبر 2015 لدعم النظام ومنع انهياره. السيسي في ليبيا من جهته، أكد العميد محمد القنيدي، آمر الاستخبارات العسكرية التابعة قوات “البنيان المرصوص”، أن الإمارات والسعودية ومصر ترعى تحركات اللواء المتقاعد خليفة حفتر نحو طرابلس، وقال القنيدي في تصريح صحفي، إن الدول العربية الثلاث تدعم “آمر مليشيات الكرامة حفتر بهدف خلق سيسي جديد في ليبيا”. والخميس الماضي، بدأت القوات المسلحة التابعة لحفتر والمدعومة من الإمارات، الدخول إلى العاصمة طرابلس لتحريرها ممَّن وصفهم ب”المليشيات والجماعات المسلحة”،وعلى أثر ذلك أعلنت القوات التابعة للمجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق برئاسة فائر السراج، النفير العام ضد قوات حفتر، في وقت حذرت فيه الأممالمتحدة من عواقب ذلك. وأوضح القنيدي أن “حفتر لا يمتلك المال والسلاح الكافيين لمجابهة قوات البنيان المرصوص والجيش الليبي (مواليان لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً) في المنطقة الغربية، وأن الحراك جاء بعد زيارته الأخيرة إلى السعودية”، وأشار إلى أن الرياض أعطت الضوء الأخضر لحفتر وزودته بالأموال للسيطرة على المنطقة الغربية من البلاد، لافتاً إلى دور تقوم به كل من الإمارات ومصر. وقال: “الإمارات ومصر زودتا حفتر بالسلاح والمعدات الثقيلة، ولدينا معلومات مؤكدة عن وجود أسلحة إماراتية ومصرية في صفوف المقاتلين إلى جانب حفتر، فضلاً عن استعانته بمليشيات تشادية والمعارضة السودانية”، وأشار إلى اعتماد قوات حفتر “مبدأ شراء الذمم” في زحفه نحو طرابلس، مؤكداً أنها حاولت شراء بعض الضباط وعرضت عليهم أموال مقابل مساعدتهم في السيطرة على العاصمة.