منذ بداية الانقلاب يعتمد العسكر على نظرية الإلهاء، ولعل البارز منها خلال الشهر الماضي تصاعد حوادث الحرائق النوعية التي تصيب أهدافًا كبيرة، بالتزامن مع آخر أيام الأسبوع؛ لينشغل بها الرأي العام عن جرائم السيسي وفساده وعصابته. جهات التحقيق في أغلب هذه الحوادث تكون ببرنامج “التوك شو” المسائي، حتى على موجات بث الراديو؛ لتسميم آذان السامعين وهم في زحمة الطرقات، “فجميع الحوادث يتم التحقيق فيها فقط عبر لميس وعكاشة والإبراشي وعمرو أديب”، كما يشير المحلل حمدي شفيق. كلمة تكررت كثيرًا على مسامع المصريين خلال الأسابيع والساعات الماضية، فلا تكاد تمر ساعة إلا ويُنشر خبر عن حريق آخر، وباتت مصر مشتعلة والسبب مجهول. أبو رواش واليوم يُستكمل مسلسل الحرائق التي اندلعت شرارتها من محطة مصر إلى مصانع وكنيسة وقطارات أخرى، فقد شب حريق بمصنع لتعبئة التنر في منطقة “أبو رواش” بالجيزة. وأثار الحريق الذعر بين سكان المنطقة بعد تصاعد أدخنة كثيفة من مصنع لتعبئة التنر بالمنطقة الصناعية بأبو رواش، ودفعت إدارة الحماية المدنية بالجيزة ب14 سيارة لإطفاء الحريق. وتبين بالفحص أن ماسًا كهربائيًّا وراء الحريق الذى نتج عنه احتراق 150 طن مذيباتٍ، وتم تنفيذ عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران. وفي نفس السياق، سيطرت قوات الحماية المدنية والإطفاء بمحافظة شمال سيناء، على حريق نشب داخل أحد المنازل بمدينة العريش، دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية. مصنع البحيرة والتهمت النيران مصنع منسوجات بالمنطقة الصناعية في كفر الدواربالبحيرة، خلف المستشفى الميري ببندر كفر الدوار، بعد وقوع حريق داخل أسوار شركة الغزل والنسيج بكفر الدوار بالمنطقة الصناعية. وتبين بالفحص نشوب حريق ببعض الأقطان بمصنع خاص للمنسوجات، ملك “مصطفى ا.”، داخل المنطقة الصناعية. الأكبر من نوعه وفي حريق كبير لم تفلح 15 عربة في إطفائه حتى الآن، اشتعلت النيران بشكل هائل بمركب سياحية بكورنيش المعادي بنهر النيل في القاهرة، امتدت لعدة مراكب، وهناك عشرات الضحايا يصعب انتشالهم. وحتى الآن تغيب التفاصيل، إلا أن حريقًا اندلع بباخرة نيلية «ريفير بايونير» السياحية بكورنيش المعادي أمام فندق المعادي، ما أدى إلى تفحمه بالكامل. وقالت وسائل إعلام، إن النيران امتدت لأحد المطاعم العائمة في نهر النيل أمام منطقة المعادي في العاصمة. حرائق 27 فبراير وفي 27 فبراير الماضي، كانت هناك عدة حرائق متتالية، أبرزها حريق محطة مصر في رمسيس، بعد أن دخل قطار بسرعته ليدمر الرصيف، ثم ينفجر الجرار ويقع عدد كبير من الضحايا، بين جثث متفحمة ومصابين. وبالتزامن مع حريق محطة مصر، فوجئ المصريون بحريق في شبرا، وقنبلة في الجيزة، وحريق بكنيسة القديسة دميانا في منطقة الهرم، وحريق في محطة مياه بالمنصورة، فضلا عن حادثة قطار مطروح. وبدأ الانقلاب مسلسل التفجيرات في 2014، بعدما رصد مراقبون خلال 48 ساعة شبح الحرائق يحاصر مصر، بدءًا من حريق بالسلاب، وآخر بشركة إيديال، وثالث بهيئة مترو الأنفاق، وحريق ب110 محال تجارية بشبرا، وحريق 4 منازل بسوهاج، فضلا عن حريق المصرية للورق.