قرأت مقال "هوامش حرة" للشاعر فاروق جويدة في أهرام الجمعة (12-9-2013) تحت عنوان "إلى شباب الإخوان" فوجدت نفسي أخط بقلمي شكرا لكلماته الرقيقة التي تبث "السم في العسل" والتي تخرج في صورة نصيحة، وهي في واقع الأمر محاولة "يائسة" لن تفلح في شق صف الجماعة التي أراد مع غيره من الرافضين للديموقراطية وحكم الصندوق ورأي الشعب طالما جاء بالإسلاميين، لن تفلح في شق صف الجماعة الوطنية والشعب المصري وبين الإخوان. إلى الشاعر جويدة.. السياسة لم تفسد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، وإنما حب السلطة والسعي نحو تغيير هوية مصر الإسلامية هي من قسمت المصريين، فالانقلاب العسكري الذي جاء ليمنع الانقسام ويوقف سفك الدماء زاد منهما، وجاء كل مؤيد له مستخدما كل الوسائل من قوة وإعلام ومؤسسات أمام معارضين لا يملكون إلا صدورا عارية. إلى الشاعر جويدة.. شباب مصر أنت وغيرك من تسببتم في تقسيمهم، بعدما هاجمتم الرئيس المنتخب لأنه لم يسر على هواكم ورغبتكم، رغم أنكم قلة لا تمثلون الأغلبية في الشارع المصري، وخير شاهد على ذلك هذه الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات التي كان نصيبكم منها دائما الخسارة. إلى الشاعر جويدة.. فعلا مصر لنا جميعا ولن تكون لفصيل سياسي أو ديني واحد، ولكن ليس كما أوهمونا وليس كما تريدون أنتم!. إلى الشاعر جويدة.. تريدنا أن نجدد من أفكارنا، ولا تطلب من نفسك أن تراجع مواقفك المؤيدة للعلمانيين والليبراليين والتي كانت دائما مخالفة لرأي أغلبية الشعب المصري!. إلى الشاعر جويدة.. نحن أدرى بجماعتنا وطريقة التواصل بين قيادتها وصفها، وإن كنت تعيب على البعض عدم التعايش مع جيل الإنترنت والمحمول، فأدعوك للعودة إلى عام 1992 والبحث في قضية "سلسبيل" والشركة التي سميت بهذا الاسم ونشاطها الذي كان رائدا في هذا الوقت!. إلى الشاعر جويدة.. أشكرك على شجاعتك واعترافك أنه كان هناك تآمر على تجربة الإخوان في الحكم، وأنك كنت جزءا من هذا التآمر عندما انسحبت من الهيئة الاستشارية للرئيس، متعجبا من ادعائك أن هذه التجربة أقصت المعارضين واختيارك في نفس الوقت من تأسيسية الدستور. إلى الشاعر جويدة.. شكر آخر على نصيحة "أننا نؤمن بأوطاننا ولا ينبغي أن نتخلى عنها تحت أي شعار" وهذا ما نقوم به الآن، فلن نتخلى عن وطننا من أجل عسكر أو إعادة نظام مخلوع، وسندافع عنه حتى آخر قطرة في دمائنا. إلى الشاعر جويدة.. المتعالون ليسوا الإخوان، وإنما من فشلوا في إيجاد شرعية شعبية على مدار استحقاقات كثيرة، فلجئوا للقوة (الجيش) لأنهم لا يستطيعون العيش إلا على القمة ولا يرضوا لغيرهم بالتربع عليها حتى وإن كان ذلك بإرادة شعبية. إلى الشاعر جويدة.. كيف تدَّعي أن مستقبل مصر بين أيدي شبابها بكل طوائفهم وأنت تقف في صف من يقتل فيهم بالرصاص الحي ويصيبهم بالخرطوش ويعتقلهم، وكيف تطلب من شباب الجماعة ألا تتحول لقوى متصارعة وأنت تدعوهم إلى التخلي عن فكرهم ومنهجهم الذي تربوا عليه وعمل مراجعات له؟!. إلى الشاعر جويدة.. العجب كل العجب أن تدعو شباب (تمرد) أن تفتح حلقة تواصل دائمة مع شباب الجماعة المنشقين عنها، وترك السواد الأعظم من الشباب داخل التنظيم، وهنا وجب السؤال: لمن توجه مقالك هذا؟ لشباب الجماعة داخل الصف الإخواني؟ أم لشباب الجماعة المنشقين الذين دعوت تمرد للحوار معهم؟. إلى الشاعر جويدة.. أنا أدعوك أن تفتح صفحة جديدة مع الإخوان وأن تستمع منهم قبل أن تسمع عنهم، فلا يعقل أن رجلاً بمكانتك يصغي أذنيه لقنوات وإعلام مناهض للإخوان كونك مخالفا لهم ولفكرتهم. إلى الشاعر جويدة.. ها نحن شباب الجماعة أعلنها بكل صراحة ووضوح أننا مع ثورة 25 يناير بكل أهدافها ومكتسباتها، ومع رأي الشعب المصري، ولا نرد يدا مدت إلينا، وضحينا بأرواحنا وأنفسنا الكثير رفعة لوطننا مصر قبل أن يكون لجماعتنا التي نتشرف بالانتماء إليها.