هذا الزمان مازلت أعتقد ان السياسة والسلطة الدينية والحكم باسم الاسلام نقطة خلاف جوهرية بين عدد كبير من اصحاب الفكر والاخوان المسلمين.. وقد تحدثت حول هذه القضية مع الصديق مجدي مهنا في برنامجه الشهير "في الممنوع" علي قناة دريم، ونشرت المصري اليوم الحوار كاملا.. وقد وصلني هذا التعقيب حول هذه القضية من الاخ الفاضل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وانا علي يقين ان في الاخوان تيارا فكريا عريضا يستطيع ان يمارس العمل السياسي بعيدا عن الشعارات الدينية وان يندمج في واقعنا السياسي ويعايشه ويواجههه ويؤثر فيه بالفكر والاقناع، لاننا جميعا مسلمون وحريصون علي ديننا الذي هو تاج رؤوسنا، فلنختلف في السياسة وتبقي للدين قدسيته، يقول د.أبو الفتوح في رسالته: الشاعر الكبير الاستاذ/ فاروق جويدة تحية طيبة قرأت حوارك أخي الكريم الفاضل في جريدة "المصري اليوم" والذي كان علي اروع ما يكون مكاشفة ومصارحة ومناصحة.. كعادتك دائما. أئذن لي أخي الكريم الفاضل ان اختلف معك قليلا بخصوص ما ذكرته عن الاخوان وعن علاقة الاسلام بالسلطة. فما أؤمن به اعتقادا ويقينا هو انه ليس هناك "سلطة دينية" في الاسلام علي الاطلاق وتركيبة الجملة في حد ذاتها لا علاقة لها بالاسلام حتي في أسوأ عصور التخلف والتراجع.. وأشهد انني وقد تربيت في جماعة الاخوان المسلمين لم يرد هذا التوصيف في ادبيات الجماعة التربوية والدعوية علي الاطلاق.. والمسألة كلها لا تتصل بنا في العالم العربي والاسلامي، فهي جملة من موروثات عصور الظلام في أوروبا.. وأنا "أزعل" كثيرا حين اسمعها من مثقفينا الأمناء الصادقين في سيرتهم ومواقفهم وعطائهم الفكري والابداعي ممن هم مثلكم. وهب شاعرنا الكريم ان خرج علينا احدهم ذات صباح يتقول علي ديننا ما ليس منه لهوي في نفسه مستغلا بساطة الناس في وعيهم بصحيح الدين؟ لماذا لا نخرج عليه جميعا أنا وأنت وجموع الغيورين علي دينهم ووطنهم لنوقفه عند حدود فهمه الذي تصور انه غاية الفهم الانساني ومنتهاه لنص معين أو حديث معين؟ أوليس الاسلام العظيم لنا جميعا مسلمين عقيدة إيمانا واقباط حضارة وثقافة؟ علي اني اتصور انكم تعلمون جيدا ان الاخوان كاصحاب رسالة اصلاحية.. حينما يدعون الناس الي الاخلاق "بكل ما تحمله كلمة الاخلاق من ابعاد فلسفية وحضارية وسلوكية" علي خلفية إيمانهم بوعد الله ووعيده - اتصور انهم بذلك يشيدون للدين والوطن حصنا عظيما.. وانتم الناس ايها الشعراء.. أليس الأمم الاخلاق ما بقيت؟ علي الجانب الآخر حينما يتفاعلون مع المجتمع ومؤسساته وابنيته كمواطنين يحلمون لوطنهم بمكانة عظيمة بين الاوطان.. هم في ذلك علي قدم المساواة مع كل من في هذا الوطن وليس هناك مجال لأحاديث كفر وايمان وانما حديث عن عدل ورفاه وحرية واحترام لكرامة كل من يحيا علي تراب هذا الوطن. هل هناك صعوبة في ضبط ميزان الامور وفق هذا المعني الذي فهمته وتربيت عليه في الاخوان ومازال شبابنا وابناؤنا ينشأون عليه ويتربون عليه في الاسر والكتائب والشعب والتي اتمني ان يأتي اليوم الذي اصحبك فيه من يدك انت وامثالك من مثقفينا ومبدعينا الذين ينتمون الي طيننا وجلدتنا اتمني ان اصحبك يوما لتقضي مع هؤلاء الشباب يوما تحدثهم فيه من شعرك الرقيق الجميل وتذكرهم فيه بالوطن الذي رسمنا وجهه علي قلوبنا كما تقول في شعرك العذب.. ادعو الله معنا ان تزول عن اوطاننا اثقال الاستبداد والفساد والغطرسة..ووقتها اخي الكريم ستكون المقاربة بين اصحاب الاراء المتباينة من ايسر ما تكون. اختم حديثي بدعائي لك بالصحة والعافية وسعادة الدنيا والاخرة، ودمت بخير لدينك ووطنك وجمهورك العريض. عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد