كشفت نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “إمرود كونسلتنغ” لشهر ديسمبر الجاري، خلال الفترة ما بين 24 و26 ديسمبر، عن صدارة حركة النهضة للأحزاب التونسية في نوايا التصويت للانتخابات التشريعية المقبلة، وهو ما يكشف عن فشل الدعاية السوداء التي يقودها تحالف الثورات المضادة بقيادة السعودية ومصر والإمارات ضد الحركة. وحصلت النهضة على المركز الأول ب11.5 بالمائة، تليها حركة “نداء تونس” ب9.5 بالمائة، ثم الجبهة الشعبية ب3 بالمائة، والتيار الديمقراطي بنقطتين، و”آفاق تونس” ب0.7، بحسب مقياس الشأن السياسي لمؤسسة “إمرود كونسلتنغ” لشهر ديسمبر2018م. تراجع تأييد السبسي.. 6 ملاحظات وحول نتائج الاستطلاع، تناول مدير مؤسسة “إمرود كونسلتنغ”، نبيل بالعم، عدة ملاحظات مهمة. أولا: صرَّح بأنه سجل تراجعًا في العديد من المؤشرات مقارنة بشهر نوفمبر، فيما يتعلق بتقييم التونسيين لأداء رئيسي الجمهورية والحكومة، حيث كان 23 بالمائة من التونسيين راضين عن أداء رئيس الجمهورية، وأصبحت النسبة 17.4 بالمائة في ديسمبر، مبينا أنه فيما يتعلق بتقييم أداء رئيس الحكومة، فإن نسبة الرضا كانت 35.8 بالمائة وأصبحت 33.2 بالمائة، ليكون التراجع المسجل طفيفا. ثانيا: أوضح “بالعم” أنه سُجِّل تراجعٌ في تقييم الشخصيات القادرة على قيادة البلاد في حال إجراء انتخابات رئاسية، حيث حافظ الشاهد على المرتبة الأولى رغم أنه سجل تراجعا طفيفا بحوالي 3 نقاط، فمن 11.8 أصبحت النسبة 8 نقاط، وتراجع السبسي بنقطتين، إذ كان 8.6 وأصبح 6.2، فيما سجل بروز أستاذ القانون الدستوري، قيس سعيد، بوضوح في المؤشر السياسي، وذلك منذ إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية ب4.8 نقاط، يليهما منصف المرزوقي وصافي سعيد والنائبة عن “التيار الديمقراطي” سامية عبو، وحمة الهمامي، أمين عام “الجبهة الشعبية”، والسياسي محمد عبو. ثالثا: أوضح أن نسبة التونسيين الذين يجهلون لمن سيصوتون من الأحزاب السياسية ارتفعت مقارنة بشهر نوفمبر، فمن 68 بالمائة قفزت النسبة إلى 70 بالمائة، مبينا أن “مؤشر الخطر الإرهابي حافظ على النسق نفسه مقارنة بشهر نوفمبر، أي من 39.2 إلى 38.6 بالمائة”. رابعا: يعزو “بلعم” أسباب تراجع نوايا التصويت للأحزاب السياسية وشعبية الشخصيات السياسية إلى تراجع المؤشرات الاقتصادية، والتي تعتبر سلبية، حيث 77.2 من المستجوبين يعتبرون أنّ الأوضاع الاقتصادية في تونس بصدد التدهور، مقابل 15.37 بالمائة فقط ممن أكدوا أنها بصدد التحسّن”. خامسا: أما الملاحظة السادسة والخطيرة فهي أن نسبة التونسيين الذين يرون أن حرية التعبير مهددة بلغت 44 بالمائة بدلا من 38 بالمائة في الشهر السابق، ما يعكس مخاوف التونسيين من إجهاض مكتسبات الثورة في مجال الحريات السياسية والإعلامية. سادسا: أن نتائج الاستطلاع كشفت عن أزمة كبيرة تتعلق بعدم ثقة التونسيين عموما بالمشهد السياسي والانتخابات، في ظل عدم قدرة الأحزاب السياسية على انتشال تونس اقتصاديا من أزمتها الراهنة، حيث أظهرت النتائج أن نسبة عزوف التونسيين عن التصويت تصل إلى مستوى قياسي لم تصله تونس منذ الثورة، إذ ناهزت 70 بالمائة، وهو ما قد يعكس عمق الأزمة السياسية التي تعيشها تونس وفقدان الثقة في الأحزاب السياسية.