حذَّر الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست، من انفجار وشيك في المنطقة العربية؛ كنتيجة منطقة لسياسات طغاة العرب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وزعيم الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي. واستخدم “هيرست” مصطلح “قنبلة موقوتة” للتعبير بشكل صارخ عن تحذيراته التي لا يلقي الغرب لها بالا، متوقعا أن تتسبب سياسات “بن سلمان” المستبدة في تزايد معدلات التوتر نافيا أن يكون ولي العهد السعودي عاملا من عوامل استقرار المنطقة. يقول هيرست في مقاله المنشور اليوم السبت في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: “أجدني راغباً في الاعتقاد بأن مغادرة ماتيس هي بداية نهاية ترامب، وأن جريمة قتل جمال خاشقجي البشعة هي نهاية محمد بن سلمان، ولكنني لست هنا بصدد الإغراق في التمني”. لينتقل بعد ذلك من هذه التوعقات إلى تحذير الأوروبيين من الواقع في العالم العربي بالقول: “ينبغي على أوروبا أن تعي أن السيسي ومحمد بن سلمان وبوتفليقة لديهم القدرة على الدفع بملايين المعدمين والبائسين من العرب باتجاه الشمال، فهل هي مستعدة لذلك؟”. “5” مؤشرات كاشفة استعرض “هيرست” عدة عوامل يرى أنها تؤكد ما ذهب إليه بالتأكيد على أن بن سلمان علامة من علامة التوتر في المنطقة كلها. أولا، “سقوط محمد بن سلمان يُخفي مشاكل أكبر تتربص بأمريكا وأوروبا”، مشيراً إلى أن “أكبر ثلاث كتل اقتصادية في العالم العربي هي السعودية والإمارات ومصر. وكل واحدة من هذه الدول أصبحت تعاني الآن من مشاكل كبيرة”، وهو ما يسبب مشاكل للولايات المتحدة والغرب وقد يزيد من تدفق المهاجرين الهاربين من المنطقة إلى أوروبا. ويستخدم هيرست مصطلح “قنبلة موقوتة” للتحذير من تداعيات تدهور الأوضاع الاقتصادية في السعودية والإمارات ومصر إضافة إلى توترات تشهدها الأردن. ثانيا، يستدل على ذلك بأن المملكة العربية السعودية أعلنت لتوها عن أكبر عجز في الميزانية في تاريخها، ولقد انكمش اقتصادها لأول مرة منذ ما يقرب من عقد، حيث تسببت الحصص والرسوم الجديدة في خروج ما يزيد على 900 ألف عامل أجنبي، وتراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 7.5 مليار دولار في عام 2016 إلى 1.4 مليار دولار في عام 2017″. ثالثا، يشير “هيرست” إلى أن انعكاسات سياسات ابن سلمان “بسبب النزاعات مع ألمانيا وكندا ثم مصادرة ممتلكات أغنى الأمراء ورجال الأعمال السعوديين بعد احتجازهم وسجنهم بشكل غير قانوني في فندقين من فنادق الرياض” أفضت بحسب آخر الأرقام إلى أن ثمانين مليار دولار خرجت من السعودية في العام الماضي وحده”. رابعا، “تشهد الدول العربية الأفقر، مثل السودان والأردنوتونس، احتجاجات ضخمة على ارتفاع الأسعار والضرائب. اكتسحت الاحتجاجات أرجاء مختلفة من السودان بسبب ارتفاع أسعار الخبز والوقود، وأشعل المحتجون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في عطبرة إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، وفي الأردن خرج الناس إلى الشوارع مجدداً للاحتجاج على نية الحكومة رفع الضرائب بعد أن أجبرت التظاهرات رئيس الوزراء على الاستقالة في الربيع الماضي”. و ويلفت إلى أن “القنبلة الموقوتة التي توشك على الانفجار في هذه البلدان تتمثل في البطالة المنتشرة بين الشباب، حيث تبلغ معدلات البطالة الرسمية بين الشباب 21% في الشرق الأوسط و25% في شمال أفريقيا، وتصل في كل من تونس والجزائر والمغرب إلى ما يقرب من 30%. خامسا، ينتهي هيرست إلى أن العوامل التي أدت إلى انفجار الانتفاضات العربية عام 2011م باتت أقوى بكثير بعد ثمانية أعوام؛ لافتا إلى أن الفرق بعد مرور ثمانية أعوام هو أن المنطقة باتت أضعف بكثير ولا تملك القدرة على امتصاص الصدمة التي سيولدها الصراع الاجتماعي. موضحا أن هناك ثلاث دول فاشلة في العالم العربي، وتلك هي سوريا واليمن وليبيا”. متى يتعلم الغرب؟ وينهي “هيرست” مقاله بالقول: “إلى أن يتعلم الغرب أن مثل هذا المرض لا يمكن التعافي منه إلا بالإصلاح السياسي، من خلال الشفافية والديمقراطية، فمحكوم عليه انتظار الانفجار القادم، وقد يكون هذه المرة انفجاراً ضخماً.. محمد بن سلمان ومن على شاكلته ليسوا مصادر للاستقرار، ويداه ليستا آمنتين.. إذا كنتَ لا تثق به بوجود منشار عظم، فما الذي يمكن أن يفعله بوجود وقود نووي؟ إذا كنت لا تثق به كولي للعهد، فما الذي سيكون عليه الأمر لو أصبح ملكاً؟”.