قال الدكتور على القرة داغى - الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - إن الأزمة السياسية فى مصر لن تحل إلا بالمصالحة القائمة على عودة الشرعية والديمقراطية، فالمخلوع مبارك جرب الحل الأمني 30 عاما وفشل، كما فشل أيضا فى الجزائر. وأضاف داغى - فى مداخلة هاتفية مع فضائية القدس - أن النظام الإنقلابى خطط لإسقاط الإسلاميين من الخريطة السياسية لمصر، لكن المولى تبارك وتعالى يقول :" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، فقد أدت هذه الممارسات إلى عودة الشعبية للاتجاه الإسلامي. وانتقد الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، موقف حزب الوفد من الانقلاب العسكرى مضيفا أن حزب الوفد من الأحزاب الديمقراطية المدنية العريقة صاحبة التاريخ ، وأحد الأحزاب التي انكوت بنار الانقلاب العسكرى أيام عبد الناصر، متسائلا: كيف يؤيد الوفد الانقلاب العسكرى وعودة النظام البوليسى الذى تجاوز كل الحدود ؟. وأوضح داغى أن الانتهاكات التى ارتكبتها سلطة الانقلاب فى شهرين والهولوكست الذى جرى فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية فاقت ما قام به عبد الناصر فى انقلابه ، وحتى فى عهد الفراعنة ، ففرعون قتل الرجال واستحيا النساء، أم هؤلاء فلم يرحموا طفلا أو امرأة أو شابا أو رجلا أو شيخا حتى المساجد والكنائس لم تسلم من جرائمهم . وأشار إلى أن الله أعمى الإنقلابيين فكشفوا أنفسهم، فقد أعادوا نظام مبارك بكل مظاهره وأكثر، فالحصار على غزة أسوأ من أيام مبارك، كما تم إخلاء سبيل مبارك، وتكميم الأفواه وغلق القنوات، وحالة الانهيار الإقتصادى ازدادت سوءا، إضافة إلى أن السياحة التى تمثل الوجه الحضارى لمصر أصبحت تعانى من الركود . واستبعد داغى ضلوع التيارات الإسلامية فى محاولة اغتيال وزير داخلية الانقلاب العسكري، مرجعا ذلك إلى أمرين إما أن المتربصين بمصر استغلوا هذه الفرصة للإجهاز على المعارضة، أو أن هناك شكوك حول تورط بعض الأجهزة الأمنية لتشويه الإسلاميين وتبرير قتلهم . ووجه داغى رسالة باسم علماء الأمة إلى الانقلابيين أن يتقوا الله فى مصر، وأن يكفوا عن توجيه الاتهامات إلى مؤيدى الشرعية ، داعيا المولى تبارك وتعالى أن يجنب مصر خطر الحرب الأهلية.