أكد الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري دموي على الشرعية بامتياز، وخروج مسلح على حاكم شرعي منتخب لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع. وأشار داغي، في بيان له، إلى أن الانقلاب خيانة لله وللرسول، ثم للشعب المصري الذي انتخب الرئيس، ثم وافق على الدستور بحوالي ثلثيه، والغريب أن يرتد على الدستور رئيس المحكمة الدستورية التي أنشئت لأجل حماية الدستور فينقلب رئيسها على الدستور؟! وأضاف ان كل ما حدث من المجازر الدموية والإجراءات القمعية، لدليلٌ قاطع للقاصي والداني على أنها عودة أسوأ لنظام مبارك، بل فاقته، ولذلك فهذا الباطل غير المشروع لا يمكن أن يعالج إلا بالعودة الى الحق والشرعية"، وذلك من خلال تنفيذ مبادرة الدكتور العوا والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وطالب الامين العام للاتحاد بإعلان العسكر إلغاء الانقلاب، ووقف النزيف، واختيار هيئة من الحكماء المستقلين، وإطلاق سراح الرئيس المنتخب بصورة مشرفة، وإطلاق جميع المعتقلين من بعد 3/7 إلى الآن. كما طالب بالبدء بالحوار الشامل بين جميع الفصائل والأحزاب والتيارات المتعارضة للوصول الى العودة إلى الديمقراطية، وتشكيل حكومة توافقية للبدء بإجراءات الانتخابات الخاصة بالبرلمان، أو بالبرلمان والرئاسة حسب قرار توافقي. ووجه داغي رسالة للانقلابيين قال فيها: "يا أيها الانقلابيون: بعدما فشلتم في حماية المتظاهرين من خلال المجزرة والمحرقة الكبرى، وفشلتم في حماية المساجد، والكنائس، والمؤسسات والمنشآت – كما شاهد العالم – وفشلتم في حماية المعتقلين والسجناء كما في معتقل أبو زعبل، وفي حماية الشرطة والمجندين كما في سيناء نناشدكم الله والرحم ومصلحة مصر أن ترحلوا، وتسلموا الأمانة إلى أهلها". كما وجه رسالة للإعلاميين قال فيها: "اتقوا الله فإن الكلمة أمانة كبرى في أعناقكم، فإنكم مسؤلون أمام الله تعالى، ثم التاريخ، فقولوا الحق ولو على أنفسكم، (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، وإن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة، تؤدي الى فتن أنتم تتحملون آثارها، فأناشدكم الله في هذه المرحلة الدقيقة أن تكونوا قوامين بالشهادة للحق". واضاف داغي في بيانه :"رسالتي الثالثة الى حكماء مصر وعلماء مصر، والأزهر الشريف أن تقوموا بواجب الصلح المشرف، وأن يكون لكم صوت الحق مدوياً لا تخافون في الله لومة لائم فقد قال تعالى (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخشَونَهُ وَلَا يَخشَونَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا).