بعيداً عن التصريحات الإعلامية المتكررة، التي تبثها وسائل الإعلام بين الحين والآخر من نوع: “وقال الرئيس الإيراني إن لبلاده الحق في امتلاك الطاقة النووية”، أو من نوع: “قال السيناتور الأمريكي إن بلاده لن تستخدم الحل العسكري في الخليج”.. بعيداً عن كل ذلك، نجد نوعاً آخر من المعلومات.. هي معلومات تتحدث عن أفعال لا تصريحات، عن استعدادات حقيقية لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران. هذه الاستعدادات قد لا تخرج بطبيعة الحال عن أحد احتمالين أولهما: أن الولاياتالمتحدة قد حسمت بالفعل أمرها لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.. وهي تستعد لذلك بقرار يحاول قدر المستطاع الاستفادة من أخطاء العراق، ويشل قدرة إيران على اتخاذ ردة فعل قد تؤذي إسرائيل. وثانيهما أن الولاياتالمتحدة تفتعل كل ذلك من أجل تمرير مخططات لها في المنطقة، وقبل أن يطلق البعض أحاكماً بأننا نعاني من “فوبيا المؤامرة”.. نحيل القراء إلى ما كشفه مسئول أمريكي رفيع عن الأسباب التي دفعت الولاياتالمتحدة لتقرر سحب بعض أنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت" من الكويتوالبحرينوالأردن، موضحا أن الهدف التركيز على التهديدات التي تطرحها روسيا والصين، وقال المسئول الأمريكي إنه سيجري سحب أربعة أنظمة دفاعية من الشرق الأوسط: اثنين من الكويت وواحد من كل من الأردنوالبحرين. حرب خاطفة من جانبها، وصفت الكويت القرار الأمريكي بأنه "خطوة روتينية"، وقالت إن نظام باتريوت الخاص بها قادر على حماية حدودها، ولم يصدر بعد تعليق من جانب الأردن أو البحرين على هذه الخطوة، ويستخدم نظام باتريوت لاعتراض الطائرات والصواريخ. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من تحدث عن الخطط الأمريكية لسحب المنظومات الدفاعية من الشرق الأوسط، رغم تزايد التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران، التي هاجمها الرئيس دونالد ترامب، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ باتريوت لم تكن تحمي المنشآت والقواعد الأمريكية في تلك الدول فقط، بل كانت تستخدم للدفاع عن الحلفاء في المنطقة. من جهته أعرب المفكر الكويتي الكبير الدكتور عبد الله النفيسي عن توجسه وقلقه من قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية سحب بعض أنظمة صواريخ "باتريوت" من الكويتوالأردنوالبحرين، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ربما تستعد لشن حرب خاطفة على إيران، داعيا الجميع لأخذ الحيطة والحذر. وقال "النفيسي" في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" رصدتها "الحرية والعدالة":" لا أريد أن أبدو متشائماً ولكن سحب الباتريوت الأمريكي من الكويت يذكرني بمقابلة السفيرة جلاسبي مع صدام قبيل الغزو بأيام . تلك كانت رساله لصدام وهذه لإيران ؟ هل أنا مصيب في ذلك ؟ أسأل الله أن أكون مخطئاً. لكن الحليف الأمريكي عٓجول في دخول الحروب ." وأضاف في تغريدة أخرى أن:" دخول الحروب على عٓجٓل؛ تلك سيرة الحليف الأمريكي . فعلها في كوريا 1953وخليج الخنازير1961 وفيتنام 1975 والعراق 2003 ..إلخ وكانت العاقبة كارثية . إنه ينطلق من غطرسة القوّه ويحتمي بالمحيط الأطلسي ، أما الشعوب فعليها أن تتحمل النتيجة وفق نظرية أولبرايت" . Saudi Arabia's King Salman bin Abdulaziz Al Saud (2nd L) welcomes U.S. President Donald Trump to dance with a sword during a welcome ceremony at Al Murabba Palace in Riyadh, Saudi Arabia May 20, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst هل هم أعداء؟ ويرى مراقبون أن المؤامرة الجديدة موجهة ضد الجزيرة العربية، فبدأت أمريكا تحرض دول الخليج ضد إيران وبدأت تسلح دول الخليج بحجة مواجهة إيران، حتى إذا عملت أمريكا حرباً موهومة ضد إيران باتفاق معها فضربتها بمجموعة صواريخ وغارات جوية، وصورت هذه الضربات في الفضائيات، وخدعت شعوب المنطقة وحكامها، بدأت إيران بضرب منطقة الخليج بحجة القواعد الأمريكية المتواجدة على أرضها. ثم حركت قواتها البرية لتحتلها، دخلت القوات الغربية بقيادة أمريكا للتصدي لإيران في الظاهر، حتى يحصل وقف لإطلاق النار فتتقاسم إيران مع أمريكا جزيرة العرب، فتأخذ إيران حصة الثعلب وهي البحرين أو الشرقية في السعودية لوجود الشيعة فيهما، وتأخذ أمريكا حصة الأسد ، بعد تمزيق السعودية إلى منطقة شرقية وغربية ووسطى وجنوبية تحكمها مجموعات متناصرة تابعة كلياً للغرب، والنموذج الحي لهذه المؤامرة ما حصل في العراق من تقسيمه إلى الجنوب الشيعي، وهو حصة إيران مع أمريكا، والشمال وهو حصة الأكراد مع أمريكا، والعربية وهي حصة عملاء أهل السنة مع أمريكا . وهذا بالإضافة إلى إعطاء الأقليات في باقي المنطقة دعماً أمريكياً يهودياً، والعمل على تكوين دويلات لهم لتمزيق الممزق و تقسيم المقسم، كما حصل في السودان من إثارة أهل الجنوب أو الغالبية الوثنية والنصرانية والغربية في دارفور، والإيقاع بين الزنوج والعرب، وأما في سوريا فهناك مخطط للتفتيت على أساس إعطاء دولة للدروز، ودوله للشيعة ودولة للموارنة ودولة للعلويين ودولة لأهل السنة. وهذا المخطط التقسيمي للعراق أول من أعلن عنه السناتور الأمريكي جوزيف بايدن في الخمسينات، ولقد أعطى عبد الناصر للصحفي الهندي كرنجة 1957 م وثيقة تبين تقسيم المنطقة على أساس طائفي، وفيها إعطاء دولة للكنيسة الأرثوذكسية في مصر، وقد نشرت هذه الوثيقة في الصحف المصرية بعد حرب يونيو 1967م، هذا بالإضافة إلى ما طرحه زئيف شيف 1982م في جريدة هآرتس الصهيونية، إلى تقسم العراق إلى ثلاثة أقسام، وما دعا إليه المفكر الأمريكي لزلي قلز 2003م لتقسم العراق، بعد هذا هل نشك في تآمر إيران مع أمريكا على المنطقة رغم ما يدعونه أنهم ضد بعضهم وأعداء!