بات هروب اللاعبين المصريين للعب باسم دول أخرى ظاهرة خطيرة، بعد أن أصبحت مصر بعد الانقلاب العسكري طاردة للمتفوقين في كافة المجالات، ومنها الرياضة. ويعتبر لاعب الملاكمة حسام بكر، أحدث الأسماء التي انضمت إلى طابور الهاربين إلى أمريكا للعب باسمها، وهو ما فسره بأنه جاء بسبب تجاهل المسئولين عن الرياضة له، لافتا إلى أنه يخطط للعب باسم أمريكا فى أولمبياد طوكيو 2020، عن طريق اللعب لأحد الأندية الأمريكية. تأمين المستقبل بدوره اعترف محمد توما، نائب رئيس الاتحاد المصري للملاكمة، بأن البطل المصري في الملاكمة حسام بكر سافر فعلا إلى أمريكا لتأمين مستقبل أولاده، وأن دافعه إلى ذلك هو البعد الاجتماعي؛ حيث يبلغ من العمر 33 عامًا ولم تعيّنه حكومة الانقلاب في أي شركة أو جهة تابعة لها. وأضاف- في تصريحات صحفية- أن “بكر لعب معنا فترة طويلة منذ الصغر، وكان أحد لاعبي بورسعيد، وأعرفه جيدا، لكنه في الفترة الأخيرة بدأ يسأل: ماذا سأفعل بعد الاعتزال؟”. وقال توما: اللاعب ذهب ليبحث عن تأمين مستقبله ومستقبل أولاده؛ لأن أحدا في مصر لم يهتم به، وبالتالي الاتحاد المصري للملاكمة غير متهم بهذه القضية، لأننا وفرنا له كل شيء وقت أن كان موجودا معنا ويتدرب من أجل مصر”. ووجه توما رسالة إلى المسئولين: “يا جماعة خدوا بالكم، عندنا لاعبين في كل الألعاب، تستطيع الوصول إلى الميدالية الأوليمبية لكن بعد الاعتزال يصبح بدون عمل”. موضحا أن اللاعب أخطر الاتحاد بأنه سيذهب إلى معسكر تدريب في أمريكا، وقام بنفس الأمر العام الماضي، وليس لدينا مانع أن يزيد أي لاعب جرعته التدريبية في أي مكان”. كشف الحقيقة وكشف البطل العالمي وقائد منتخب مصر فى الملاكمة، حسام بكر، الأسباب الحقيقية لهروبه من مصر، موضحا- في بيان رسمي- أن وزير الشباب والرياضة السابق المهندس خالد عبد العزيز هو سبب هجرته واقترابه من اللعب باسم أمريكا فى أوليمبياد طوكيو 2020. لافتا إلى أن “عبد العزيز” بعدما كان يحضر إلى غرفته فى القرية الأوليمبية بريو دى جانيرو بالبرازيل للاطمئنان عليه، اختفى تمامًا بعد ضياع حلم الميدالية”. وحمّل اللاعب المصري، رئيس اتحاد الملاكمة عبد العزيز غنيم، واللجنة الأوليمبية برئاسة هشام حطب المسئولية، مؤكدا أنه يبحث عن مصلحته وتأمين مستقبل أولاده، بعدما أجبره المسئولون عن الرياضة في مصر إلى الرحيل رغم إرادته. ليس الأول ولم يكن “حسام” هو أول الهاربين؛ بل سبقه محمود فوزى، لاعب منتخب المصارعة والبطل العالمى، الذى قرر اللعب باسم أمريكا بعدما دفعه الاضطهاد إلى الاعتزال، كما سبقه بعض أبطال منتخب الجودو الذين قرروا خوض منافسات بطولة العالم الأخيرة بالمجر على نفقتهم الخاصة، بعد أن حالت المشاكل الإدارية دون اشتراك المنتخب المصري في البطولة. ويضاف إلى اللاعبين الهاربين من مصر أيضا كريم طارق، نجم منتخب الجودو، والذى هدد بالتجنيس للعب باسم أمريكا، وطارق عبد السلام، لاعب منتخب المصارعة السابق ولاعب بلغاريا الحالى، والذى رفض الاتحاد علاجه من الإصابة التى تعرض لها، فتوجه إلى بلغاريا وعمل بائع شاورما بجانب التدريبات، ثم تزوج فتاة بلغارية وحصل على الجنسية، حتى نجح فى الفوز بالميدالية الذهبية ببطولة أوروبا التي أقيمت فى صربيا. أحمد عبد المقصود، لاعب الأهلي السابق والذي انضم لمنتخب قطر بعد أن احترف في السد القطري، وقام المنتخب القطري العسكري بتجنيس حازم خالد، لاعب الإسماعيلي السابق، والذي رحل من قطاع الناشئين، وهناك أيضا اللاعب محمد علاء، لاعب فريق الشباب بنادي الريان، وانضم لصفوف المنتخب القطري للناشئين. كما يوجد أيضا العديد من لاعبي كرة اليد المصريين وخاصة الناشئين الذين يلعبون باسم قطر، أبرزهم بلال عوض ومحمود زكي، بجانب حسن يسري وكريم الطيفي، كما منحت قطر الجنسية لخمسة لاعبين من فرق الشباب بكرة السلة بالإسكندرية، وهم محمد السيد “نادي سموحة”، وشوقي عبد الحميد “فريق الأوليمبي”، ومصطفى عصام ومحمد أسامة وأحمد عباس “الاتحاد السكندري”. كما تم تجنيس البطل المصري سيد باروكي، سباح المسافات الطويلة، وصاحب رقم قياسي في موسوعة جينيس. وهناك أيضا بطل المصارعة مصطفى النمر الذي منحته أستراليا جنسيتها. وكان محمد عبد الفتاح “بوجى” هو الحالة الأولى التى فتحت باب التجنيس واللعب لدول أخرى، حيث فجرت مستندات كشفت عن موافقة حسن الحداد، رئيس اتحاد المصارعة الراحل، الذي وافق على الرحيل من مصر، ثم توجه من البحرين إلى المنتخب الأمريكى ليتولى تدريب أحد المنتخبات هناك. فعل فاعل أحمد مصطفى، المحرر الرياضي، يكشف أسباب هروب اللاعبين، حيث يؤكد أن ما يراه اللاعبون الأولمبيون والدوليون فى اللعبات الشهيرة من تقاضى لاعبى كرة القدم ملايين الجنيهات، فى حين يمن عليهم رؤساء الاتحادات من الألعاب الأخرى بالفتات يجعلهم يفكرون ألف مرة لتأمين مستقبلهم. ويضيف “مصطفى”، فى تصريحات صحفية، أن وقائع الهروب الإجباري للاعبين يؤكد أن مصر بوابة طاردة للنجوم، وهذا ما نراه فى استقبال هؤلاء النجوم فى البلدان الأخرى بحفاوة. ويردف قائلا: “مصر تتدهور حتى فى أشهر لاعباتها مثل “المصارعة والجودو والتايكوندو والملاكمة” بفعل فاعل”.