كثيرة هي الشخصيات الحَرية بالعناية بالكشف عن التفكير الاستعماري ونفاقه الكبير في مجال حقوق الإنسان، وخاصة إن تعلق الأمر بالإنسان الشرقي والمسلم الحر النزيه، الذي يعيش آلام وآمال أمته في نهضة حضارية تحقق مرضاة الله في نفسها وبها تسعف الأسرة الإنسانية في الخروج من وهدتها، لعل من جملة تلك الشخصيات أمير البيان الشيخ البشير الإبراهيمي (ت1965)، القائل: "الاستعمار رجس من عمل الشيطان"، وقال في سياق آخر كأنه يحدثنا عن واقع موقف الغرب من إبادة السلميين: "ظلم القادر لا يسمى ظلما، لأنه صادر من قادر، وقتل الأرواح ليس قتلا"، ونعوم تشموسكي، القائل: "الغالبية العظمى في المنطقة تعتبر أمريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها، بل إن الأغلبية معارضة لسياسات أمريكا الخارجية"، وأوجين يونغ (ت 1936)، الذي سنتوقف عند بعض وصايا الاستعمار كما أوردها، وأعتقد جازما أن سياسة الدول العظمى، لا تختلف عنها على الإطلاق إذا تعلق الأمر ببلداننا والعالم الإسلامي على الخصوص، إنها تزاول النفاق السياسي في أجلى صوره. 1- من بين الوصايا التي يؤكد عليها قوله" لا كرامة لغير المستعمر ورجاله أي الاستهانة بالكرامة الإنسانية. عَبر أوجين يونغ عن هذه المعاني بقوله: "يجب أن تنسى كرامتك الإنسانية، تُقَبل اليد التي تضربك وتحمد فضلها على عظيم صنعها بك وبأهلك"، وقد كان ديدن الاستعمار التقليدي التمكين لهذه الفكرة، ونسج الاستعمار الجديد أساليب مبتكرة للتمكين لها، إذ تؤكد تصرفاته السياسية أنه لا يأبه بكرامة الآخرين، وموت واحد من أفراده أو المنتسبين إليه، تقوم الدنيا ولا تقعد لأجله، أما موت آلاف مؤلفة من الآخرين فلا يهم، وقد أبدت أمريكا تصرفاتها العسكرية في أفغانستان والعراق ومصر وسوريا... عدم تساوي البشر في الكرامة الإنسانية. التفكير في حل مسألة النزاعات في العالم بمنطق تساوي البشر في الكرامة الإنسانية، وذلك وفق منطق "تساوي جميع أفراد الأسرة الإنسانية في الكرامة" يدفع إلى ترك استعمال القوة والأسلحة الممنوعة في فك النزاعات إلا في حالات نادرة جدا، تمثل استثناء ولا تمثل قاعدة عامة في فك الخصومة أو المنازعة، وقد استجاب العالم لاستعمال القوة بمسَوغات كثيرة كقول بعضهم في بيانات التنديد: "نحذركم من الإفراط في استعمال القوة العسكرية"، طبعا وهذا غير التحذير من استعمال القوة أصلا في فك الخصومة السياسية أو الفكرية أو التربوية والحضارية أو الاقتصادية بحصار المناوئين. وأبين شاهد على التمييز في الكرامة الإنسانية إصرار الولاياتالمتحدةالأمريكية على حصانة جنودها وجنود الاحتلال الصهيوني من الخضوع للمحاسبة فضلا عن المحاكمة أمام المؤسسات الدولية على ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية في العراق وأفغانستان وفلسطين، بينما تجدهم أنشط في محاكمة المخالفين والمناوئين على جرائم نسبت إليهم وهي حال ثبوتها لا تساوي عشر معشار ما اقترفه جنود الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي في بلاد المسلمين. ولعل من تجليات هذه السياسة الموقف المخزي للولايات المتحدة والاتحاد الأوربي من المحرقة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها المناوئة للفئة الباغية على الشرعية الدستورية في مصر الكنانة، فالدولة العظمى والقوة التي تدعي بأنها أساس استقرار العالم تذكر في تصريحاتها الرسمية أن تدخلها سيكون محدودا في مصر لعدم القدرة، والاتحاد الأوربي يوقف تصدير أدوات القمع، إنها مواقف مخزية بهم، ودالة بنفسها على أن القيم الرفيعة التي يتبنونها ليست للتصدير بل للاستهلاك المحلي، فللغربي أن يتمتع بجميع الحقوق الطبيعة والمكتسبة، وليس للمسلم أن ينال عشر معشارها، أين الكرامة الإنسانية التي صدعتم رؤوسنا بالتغني بها؟ وهنا أتساءل لو وقع في عهد الشرعية الدستورية والشعبية عشر معشار ما أوقعته الفئة الباغية بالسلميين، كيف سيكون موقفكم؟ لا أنتظر الجواب، لأني أعلم يقينا أن النفاق الغربي المؤسسي وليس الشعبي، يكيل بمكاييل مختلفة، فينظر من ضحية ليقرر فيما إذا كان سيدين الجلاد ويعمل على معاقبته في إطار المؤسسات الدولية من مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، أم أنه سيمهله ويطيل الأزمنة ليبرئ ساحة القاتل، ويلحق جريمة القتل بالمقتول كما هي العادة، وقد أغلب الحكومات الغربية عندما تعلق الأمر بدمنا، وترددت وتلكأت، وبعد الاجهاز على مقدرات الشعب وإضعاف الدولة وتدمير البنى التحتية، سيتدخلون لأجل التظاهر بالإنسانية والقيم الرفيعة، التي هي نصيبهم وليست من نصيبنا لأننا مسلمون. يُعَد إثبات الكرامة لجنود الاستعمار ووكلائه وحرس مصالحه في بلاد المسلمين ومنعها عن الآخرين، أوضح أساليب التمييز بين الناس بفعل الانتماء الجغرافي والحضاري وفي ذلك بعث لفكرة الإنسان الممتاز وكان في السابق الأبيض الذي يجب أن يتمتع بكل خيرات العالم، أما إذا كنت إنسانا آخر، فأنت ومالك وحاضرك ومستقبلك ملك لصاحب الكرامة وساسته ولا كرامة لك إلا بقدر ما تُقَدم من فروض الطاعة والتأسيس للتبعية، ولكن هل من كرامة بعد تضييع الإنسان حريته وأنفته؟ وهل يبقى للكرامة معنى إذا أفرغت من معانيها؟ إنها الإهانة بعنوان الكرامة. 2- ويذكر أوجين يونغ في وصية أخرى أن الغرب يؤسس في المسلمين لفكرة قبول الحرمان من المطالبة بالحقوق، ويشهد لتأسيس قبول الحرمان من المطالبة بالحقوق، مطالبة الغرب الشرقي بعدم الذهاب إلى "الغرب" زمن السلم والمطالبة بحقوقك، وإلا فأنت مصاب بالطاعون ومشاغب وعدو اليهود و"إرهابي"، وعليك أن تنتظر عقابك من الحاكم العسكري أو المدني الذي يحرس مصالح الغرب في بلادك. يستعمل الاستعمار الجديد ذات المعاني، فيطلب من المستضعفين الكف عن المطالبة بالحقوق، وقد جعل مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم الجغرافية والحضارية جريمة يصنف المتهم بها في خانة معاداة السامية واليهود، وإذا كان خصم الاستعمار في القرن الماضي يتهم بأنه وطني أو شيوعي؛ فإن الاستعمار في الوقت الراهن ينسب إلى الإرهاب ومحور الشر كل من أصر على المطالبة بحق أمته في الحرية السياسية والاقتصادية. وقد أبدعت أمريكا أساليب جديدة تؤسس لقبول الحرمان دون تفكير في درجة موضوعية المطالب الأمريكية، فالإصلاح السياسي والرغبة في دمقرطة العالم تتوقف بمجرد احتمال أن تكون الديمقراطية غير مضمونة العواقب، كأن تكون وسيلة لصعود قوى سياسية لا توافق هوى أمريكا، وإذا تيسرت الظروف لتوازنات سياسة محلية أو دولية لنجاح تجربة سياسية لقوى مناوئة لمصالح أمريكا، فالحصار الاقتصادي أو التحريض المحلي على استئصالها أشهر الأساليب المستعملة معها، وما نراه من ازدواجية في التعامل مع معطيات اجتماعية وسياسية متشابهة إلا خير دليل على الحرمان الذي يرد الغالب الوقتي التأسيس لقبوله في منطقتنا، رأسها وأبينها تعامل أمريكا والاتحاد الأوربي مع الفئة الباغية على الشرعية. يسعى الغربيون وحرس مصالحهم في منطقتنا إلى صناعة التيئيس من تحسن الوضع السياسي والاجتماعي، وفق خطة عمل دؤوب يستغرق الحياة اليومية للمستعمرين وعملائهم، ويستشف من أقوال أوجين يونغ أن حرس مصالح الغرب في بلداننا يقدمون أبناء البلد إلى المحرقة لأجل مصالح الغرب، فيكون الأول الذي يذهب إلى المذبحة (الحرب)، ويخضع لمعاملة خاصة، وفي كل الأحوال عليه أن يعمل بجد في خدمة المصالح الغربية، ويجب أن يحذر من المطالبة بتحسين حالته، وكذلك يفعلون الآن، خرجت مظاهرات السلمية للمطالبة بالشرعية وما ذلك إلا لأجل تحسين الحياة السياسية والعودة إلى الشرعية، فتدخلت الدول الغربية محذرة ثم متغاضية ثم ساكتة عن الجرائم التي تطورت بشكل تصاعدي، من قتل إلى مجزرة إلى قنص إلى محرقة، والمواقف الغربي تتدهور بشكل تنازلي ظاهر، تحذير تنديد ثم وقف أدوات القمع، وبعضها أصر على أنه عاجز عن فعل شيء أمام الفئة الباغية على الشرعية. القوى الاستعمارية الجديدة ما دخلت بلادا بعنوان تحسين أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا ازداد وضعها سوءا وتعقيدا، وتجربة تصدير الأمن إلى أفغانستان والعراق شاهد قائم بنفسه على اليأس الذي وصلت إليه شعوب المنطقة، فجعل البلاد المحتلة مسحا لتصفية الحسابات الإقليمية والمحلية، سيفضي وفق رغبتهم إلى صناعة اليأس من تَحَسن الوضع الإنساني والأمني فضلا عن الاقتصادي والسياسي، وتنتهي إلى نتيجة أخطر من الطاعون مفادها: "لا حل لكم بغير بقاء القوى الاستعمارية في بلادكم، ولا طريق لحمايتكم بغير عملائها"، وفي ذلك أنفذ أساليب التأسيس لقبول الأمالي الصريحة فضلا عن المبطنة، فتحقق القوى السياسية المحلية رغبة الاستعمار الجديد، وتتولى المرافعة عن مشروعه أسماء وطنية ولكن بخطة طريق الاستعمار الجديد، وتنتهي الحكاية بجعل الاستعمار ضرورة موضوعية للتحرر والانعتاق من الاستبداد، ولا ندري نوعية العقل الذي يجعل الاستعمار مدخلا للاستقلال، الاستعمار مدخل رئيس لاستعمار أشنع حراسه جماعة من الخدم المحليين. 3- يعمل الاستعمار على جعل الشكوى جريمة لا تغتفر فالشكوى من الظلم ممنوعة، يسعى الاستعمار القديم جهده من أجل احتلال بلاد المستضعفين، ولا يتأتى له تحصيل المراد والحفاظ عليه بغير منع الشكوى، لهذا قال أوجين يونغ: "إذا جعت أو عريت أو أصبحت بلا مأوى ولا أسرة فمد يدك واسأل المارة، ولكن إياك أن تشتكي أو تئن، وعليك أن تصيح لتحيا المدنية. "وليحي الغرب، صاحب سيمفونية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، التي تعبنا من كثرة سماعها، ويأسنا من وصولها من طريقه، لأنهم يعتقون أننا لسنا حقيقيين بها، فحريتنا ما نصنعه بأنفسنا، لا ما يأتينا عبر دبابته أو وسائلة الناعمة التي تغني و لا تنفع. لا يختلف الاستعمار الجديد عن الاستعمار التقليدي في تبني هذه الفكرة، فمسلكه في الوقت الراهن قائم على تشجيع التبعية الاقتصادية والصناعية والصحية، بحيث تمنع مجتمعات المستضعفين من التأسيس للاستقلال الحقيقي، استقلال يتجلى في استقلال القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي و... وكل محاولة لدفع هذا الداء العضال والتشكيك في مشاريع الاستعمار في بلداننا يعرض صاحبه إلى التشكيك والتحريض عليه من قبل القوى المحلية، ذلك أن التشكيك في نفع مشاريع الاستعمار للبلدان المستعمرة نوع شكوى من ظلم اقتصادي أو اجتماعي وذلك ممنوع يعرض صاحبه لويلات لا قبل له بها، وهو ما توافقت في شأنه القوى الغربية وحرس مصالحها من أبناء جلدتنا، وهو من أهم الأسباب التي دفعت الغربيين إلى المساهمة في إسقاط الشرعية أو على الأقل قبول إسقاطها أو السكوت على الإجهاز عليها من قبل الفئة الباغية جماعة الانقلابيين. 4- الاستحواذ على القرار في الدين نفسه بتزييف الوعي بالدين وتزييف الوعي الديني، كان الدين وما زال مصدر وعينا بالكون والحياة وملهمنا بحقيقة ظاهرة الاستعمار، لهذا عمل الاستعمار التقليدي على الهيمنة على مصانع وعينا بإسناد أمر التوجيه إلى ممالئين لسياسته ومشاريعه، وإن عجز عن ذلك شكك في الموجهين الحقيقيين للمجتمع، وقد لخص مشروعه أوجين يونغ في قول:" عليك أن تطيع الشيوخ والمفتين (العملاء لنا) وكل المخلصين من أرباب الشعائر الدينية، وعليك أن تشتري الحجب التي يكتبونها، وتقبل أطراف جببهم وإلا أصابتك لعنتهم". لا يختلف الاستعمار الجديد عن القديم في تبني ذات المسلك، فتراه يحمد مجموعة من القيادات الفكرية والدينية ويرفع من أسهمها في التوجيه، ويخفض من شأن المناوئين له بغرض طردهم من الضمير الجماعي للأمة أو التشكيك فيهم على الأقل، وقد قبل بعض المنتسبين إلى التوجيه السياسي والتربوي والفكري والاجتماعي بتقديم خدمات جليلة للمستعمر من خلال القيام بوظيفة تثبيط العزائم والتعلق بالمستعمر ومشاريعه نيابة عن المستعمر نفسه، وفي تصريحات الساسة كثير من المؤيدات، وأخطر ما يركن إليه بهذا الصدد شرعنة (الحكم بمشروعية) الخضوع وقبول الأمالي، وبهذا يصبح دينا حقيقا بأن يكون أفيون الشعوب، ذلك أنه تزييف الوعي بالدين من خلال جعله نصيرا للمستعمرين والمستبدين و... وفي هذا أقصر طرق تزييف للوعي الديني؛ فلا يصبح من مهام الدين دفع الظلم والتأسيس للتنمية بتجاوز التخلف، بل يصبح من مهامه الرئيسة أن يبتعد عن مهمة دفع الاستبداد والظلم الاجتماعي وتجاوز التخلف بالتنمية. 5- يرتبط بقاء الاستعمار بالاستجابة للتحذير من مغبة المقاومة أو التفكير فيها، يستشف من تصوير أوجين يونغ لحال الاستعمار التقليدي أن أبغض أمر إلى الاستعمار تفكير المستعمر في كيفية خلوصهم من الاستعمار، وبهذا ورد عنه قوله: "يجب عليك التغني بضابط أمور المواطنين وأتباعه، وتمدح أصدقاء "الغربيين"، وتقيم لهم التماثيل، فإذا عصيت أو أظهرت استقلالا بالرأي فمصيرك السجن". التفكير في المقاومة بداية طريق الاستقلال، لهذا عمد الاستعمار الجديد على منع اكتشاف عناصر المقاومة الكامنة في القوى الذاتية للأمة، وقد عمد إلى هذا الأسلوب بواسطة استعمال أسلوب الأمالي المبطنة لتغيير برمج صناعة الوعي والاستحواذ على مصانع صناعة الوعي ولاسيما المدرسة والخطاب المسجدي ووسائل الإعلام، بل جعل تلك الوسائل مدخلا رئيسا للتمكين للفكر الاستعماري، وعمدة نجاحه جعل التفكير في المقاومة جريمة لا تغتفر أما تجسيد المقاومة بالفعل فهي الطاعون الذي يجب دفعه. ولاشك أن دفع تلك المهمة الخطيرة تمثل رأس التكاليف الشرعية التي يتعين على القيادات الدينية والفكرية القيام بها، وتطعيم الأمة ضد الأفكار والمشاريع التي من شأنها جعل المقاومة فعلا مُجَرما، بل يجب زرع وعي جديد يجعل من تحقيق تلك الوظيفة أعلى مراتب الجهاد في سبيل الله وهو ما يخدم الأمة ويدفعنا لأجل البذل لها. يستشف مما سبق أن الغربيين ينافقون بامتياز في مجال حقوق الإنسان، والقيم الإنسانية الرفيعة، لأنهم لا يرونها صالحة لنا، لأنها المدخل لاستقلالنا واستعادة مكانتنا في المجتمع الدولي، لهذا تعمد الدول الغربية إلى تشجيع صور التدين التي تسمح ببقاء التبعية وتمنع التفكير في الاستقلال الحقيقي، وهو ما جعل الغرب ووكلاء مصالحه وحرسها في منطقتنا العربية يتوافقون معه على ضرورة الحفاظ على مكاسب الثورة على الثورة، بقبول واقع جديد أسسته الفئة الباغية بكل معانيها السياسية والشرعية، وأهمها قبول سجن الرئيس وقبول قرارات الفئة الباغية التي ليست إلا أمالي الغرب على مصر، وستأتينا الأيام بتدخل الغرب لأجل فض الاشتباك، بعد تعديل القوانين التي تمنع كل مقاوم من لمشاريع الاستعمار الغربي من الوصول إلى مصاف القرار بكل الوسائل ، ولا يهم إن كانت مشروعة أو غير مشروعة، فستعود آلة القمع، وستعود آلة التزوير وستعود الأيام السوداء التي عرفتها مصر، هذا ما يتمنون، (ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ) الأنفال: 30 وعهدنا بالمقاومة السلمية أنها لن تقبل المساومة في كرامتها التي هي عنوان آدميتها، إنها ستسترد الوطن من الفئة الباغية التي اختطفته، وسيكتشف الغرب أن التعويل على في حفظ المصالح لا يجدي نفعا، وفي الوقت نفسه سيتأكد أهلنا أن المعول بعد الله هي جهودنا في شعاب الحياة لنسترد آدميتنا، فنهضة مصر تعني بداية استرداد الأمة لحضورها في التوازنات الدولية، لهذا فالسلمية في مصر هي رائدة وقائدة استعادة الأمة رشدها، اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وألهم أهلنا مراشد أمورهم، إنك على كل شيء قدير بالإجابة جدير. _____________ مفكر جزائري