قال الكاتب الأمريكي اللبناني "فؤاد عجمي في مقالته بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الجيش المصري انقلب على الرئيس الشرعي والإسلاميين ولكنه لم يستطع إسقاطهم. وذكر عجمي وهو أيضا أستاذ جامعي بمعهد هوفر في جامعة ستانفورد، أن المصريين كانوا يفتخرون دائما بأن الغضب والانقسام في لبنان وسوريا والعراق غريب عن شعبهم، ولكن مصر تشهد الآن أحداث مشابهة تدل على انقسام عميق في الدولة. ووأضاف خلال مقاله: كان ال18 يوما الذي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011، عندما اتحد المصريون جميعا للمطالبة بالإطاحة بالطاغية "حسني مبارك"، يبدو وكأنهم وميض لامع في تاريخ مصر، حيث تجمع كافة المصريين على قلب رجل واحد، بما فيهم العلمانيون والمتدينون والمسلمون والمسيحيون والأثرياء والفقراء، للمشاركة في هذه الدراما المشرّفة. وتابع: الآن انقسمت الحشود: هؤلاء الذين يحتفلون في ميدان التحرير بإنهاء حكم الإخوان المسلمين، والآخرين الذين يعتصمون في ميدان رابعة العدوية ويتبعون موقف الإخوان المتحدي للجيش. وختم مقاله بقوله: فهناك صراع بين فكرين أصوليين: الدعوة الدينية لجماعة الإخوان المسلمين، وعقيدة العلمانيين في سيادة النظام في المجتمع، ومنذ ستة عقود مضت، عندما أُطيح بالنظام الملكي، كانت هناك قوتين على الساحة: الجيش، والإخوان المسلمين، وكانت الأحزاب العلمانية ضعيفة ومفلسة، وما وراء الضجيج والمظاهرات الحالية، هناك شعور لا لبس فيه بأن مصر الآن عادت إلى حيث كانت ذات مرة عندما كانت على مفترق الطرق.