شن النائب الدكتور سعد عمارة، وكيل لجنة الأمن القومي والشئون العربية بمجلس الشورى، هجومًا عنيفًا على أنظمة الحكم السابقة على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وقال: إن هناك تراكمًا للمظالم وانتهاكات حقوق الإنسان حدثت خلال عهد حكام سابقين في مصر، ولكن تصادف أن الثورة قامت على الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقد شهد عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر محاكمات صورية وتعذيب، وكذلك عهد الرئيس أنور السادات ولكن بصورة أقل حدة. وأضاف عمارة خلال المؤتمر الذى نظمته، اليوم الأحد، لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى بالاشتراك مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن "التعذيب لا يسقط بالتقادم"، متسائلاً هل يعنى ذلك إمكانية محاسبة الأنظمة السابقة حتى وإن فارق الرئيس الحياة أم سيقتصر فقط على ما قامت عليه الثورة، لافتًا أن الحديث ليس المقصود به أشخاص وإنما أنظمة عانت منها البلاد". وأشار عمارة إلى أن "مبارك" يحاكم في قضية واحدة فقط، وهي الانتهاكات التي حدثت إبان الثورة، رغم أن هناك الآلاف من الانتهاكات التي شهدتها فترة حكمه لا يجب أن تسقط من ميزان العدالة. وعرض المشاركون في المؤتمر العديد من تجارب البلاد التي تحققت فيها العدالة الانتقالية بعد ثورات الربيع العربي مثل تونس وليببا واليمن، إضافة إلى عرض تحقيق العدالة الانتقالية في بلدان مثل المغرب. وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن أغلب البلدان العربية التي شهدت تغييرًا سعت إلى استخدام العدالة الانتقالية لتصفية إرث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بينما ما زالت مصر تدرس إصدار تشريع للعدالة الانتقالية، موضحًا أنها عبارة عن مجموعة من الأدوات والإستراتيجيات والبرامج التي تستخدمها المجتمعات لتجاوز الانقسامات الداخلية، وتأهيل الضحايا، وإعادة دمج الجميع في الحياة العامة في سياق مشروع وطني يستهدف إعادة بناء الدولة.