أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن حالة حقوق الإنسان فى مصر شهدت حالة من التدهور خلال العامين الماضيين، وزادت الانتهاكات والتجاوزات الموجودة بالمقارنة بالذي كان يحدث قبل ثورة 25 يناير. وكشف أبو سعدة عن وقوع 356 حادثة انتهاك لحرية الرأي والتعبير، مثل إساءة معاملة الصحفيين والإعلاميين والمدونين والاعتداء عليهم في المقدمة. وأضاف أبو سعدة: "قضايا حرية الرأي والتعبير أمام القضاء جاءت فى المرتبة الأولي، وفي المرتبة الثانية البلاغات التي قدمت ضد الصحافة والإعلام في شكل من أشكال الحسبة وفرض قيود على حرية الرأي، وفي المرتبة التالثة إحتلت الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام وحق تداول المعلومات، وفي المرتبة الرابعة جاءت حرية الرأي والتعبير أمام النيابات المختلفة، خاصة النيابة العسكرية، في ظل المرحلة الانتقالية التي شهدتها البلاد، وفي المرتبة الأخيرة جاءت مصادرة الفكر والإبداع. وأشار إلى أن مصر شهدت خلال العام الثاني للثورة 165 حالة نموذجية لتعذيب المواطنين داخل أقسام الشرطة من بينها 17 حالة وفاة، كما توافرت لدى المنظمة شكوك قوية أن الوفاة جاءت نتيجة التعذيب وسوء المعاملة. وقال أبو سعد: بعد عامين من ثورة 25 يناير، حدثت 2533 تظاهرة سلمية، لتحتل المرحلة الأولى وتتفوق على مرحلة ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ مما يؤكد على أن الثورة لم تُلبى طموحات وآمال الشعب المصري حتى الآن، وأنهم غير راضين بأي حال من الأحوال عن سير الحياة السياسية في البلاد بعد الثورة. وتابع : أن الحقوق السياسية استأثر بها جماعة الإخوان المسلمين والحزب الحاكم، والذين فصلوا قانون انتخابات يتيح لهم الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان كما كان يفعل الحزب الوطنى فى العهد البائد، مؤكدًا أن الانتهاكات امتدت إلى مظلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والتي لم تشهد أي تطور بعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، خاصة في العام الثاني للثورة، وبعد تولي رئيس مدني مقاليد السلطة في البلاد وانتهاء المرحلة الانتقالية، لكن على العكس زادت حدة الأزمات الإقتصادية التي عصفت بالبلاد. قال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن حالة حقوق الإنسان بعد الثورة أصبحت أفضل فى جوانب معينه، ولكنها ساءت بشكل كبير فى جوانب أخرى. وتابع عيد: "ممكن أن نقارن بين ثلاث فترات هى عصر مبارك وفترة حكم العسكر، وحالياً خلال حكم الدكتور مرسى، موضخا أن فترة العسكر كانت أفضل من أيام حكم مبارك، فيما عدا المحاكمات العسكرية غير العادلة، وهو نفسه ما حدث أثناء تولى مرسى الحكم، وذلك ليس لأنهم أفضل من مبارك ولكن لأن المواطن المصرى أصبح أكثر يقظه ووعى بحقوقه ومطالبا بها دون خوف. وأضاف عيد: " أما بالنسبة لحالات التعذيب فالأمر اختلف قليلا خلال فترة حكم العسكر والإخوان فحالات التعذيب تتم بشكل غير ممنهج، كما كان يحدث فى عهد مبارك. وأشار عيد إلى أن الحقوق الخاصة بالتظاهر والاضرابات أصبحت أفضل مع وجود بعض الانتهاكات من قبل الأمن. وعن حرية الرأى والتعبير قال عيد، إنها أفضل من عهد مبارك برغم الانتهاكات الحادة والحالة السيئة، ولكن الفضل للإعلاميين أنفسهم الذين لم يرهبهم ما يحدث، ومازالوا ينتقدون ومصرون على ذلك، أما من جهة الحكومة فالوضع أسوء من أيام مبارك، وتريد تكميم الأفواه. وأشار عيد أن الحق فى الصحة والسكن والغذاء، تراجعت فى عصر مرسى بشكل كبير لأن الدولة غير مهتمة بالعدالة الإجتماعية.