* وزير الثقافة: عودة المهرجان مكسب كبير.. وسنخرج من كبوتنا أكثر قوة * أحمد عبد الحليم: مصر الثورة لن تتخلى عن دورها الرائد فنيا وثقافيا * "ما الدنيا إلا مسرح كبير" يحتفى بالأعمال الخالدة.. و"الحلفاوى" نجم الحفل بالتزامن مع يوم المسرح العالمى قام د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة، يرافقه د. أحمد عبد الحليم رئيس المهرجان، ود. محمد أبو الخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، وماهر سليم رئيس البيت الفنى للمسرح، بافتتاح الدورة السادسة للمهرجان القومى للمسرح على المسرح الكبير بدار الأوبرا، الذى يستمر حتى 10 إبريل المقبل؛ لتقام عروضه على مختلف مسارح القاهرة، متزامنا مع الاحتفال بيوم المسرح العالمى. حضر الافتتاح محمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، ورئيس صندوق التنمية الثقافية، ود. إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، ومن الفنانين والفنانات صلاح السعدنى، وليلى طاهر، والمنتصر بالله، وخليل مرسى، وأحمد ماهر، وشيرين، وعزة لبيب، وتيسير فهمى، والمخرجان جلال الشرقاوى، وعبد الرحمن الشافعى، بالإضافة إلى لفيف من الإعلاميين والصحفيين. بدأ الاحتفال بالسلام الجمهورى، وعرض قصير بعنوان "ما الدنيا إلا مسرح كبير" لمجموعة من الشباب والعناصر المتميزة؛ حيث قدموا مشاهد من مسرحيات منها "إلا خمسة" ، و"سيدتى الجميلة"، و"سكة السلامة". أعقب ذلك قيام وزير الثقافة، ورئيس المهرجان، بتكريم عدد من رموز الفن فى المجالات المختلفة الذين أثروا الحركة المسرحية بعديد من المسرحيات، وهم الفنان نبيل الحلفاوى، وسكينة محمد على مصممة الأزياء والديكور، والفنان رأفت الدويرى، ود. كمال عيد، والموسيقار على سعد، واسم الراحلين هناء عبد الفتاح وكمال ياسين. ثم صعدت لجنة التحكيم إلى خشبة المسرح وتضم د. نهاد صليحة، والكاتب المسرحى بهيج إسماعيل، ود. حازم عزمى، ود. عبد الرحمن بن زيدان "المغرب"، ود. عايدة علام، سلوى محمد على، والفنانة كريمة منصور، والفنان محمود الألفى، ونبيل على ماهر. وأكد صابر عرب، وزير الثقافة، حرصه على أن يستمر المسرح وظيفة وحلما وثقافة ووعيا فى تاريخ هذا الوطن، فالمسرح المصرى لعب دورا وطنيا فى الوعى الاجتماعى والثقافى والسياسى طوال القرن المنصرم. وشدد على الحرص فى هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الوطن على استعادة روحنا وثقافتنا وهويتنا، فالقضية فى مجملها أن أحياء كل الجهود المخلصة من الشباب الذين بهم حب المسرح، باعتباره فنا راقيا وإحدى أدوات التواصل الإنسانى والحضارى مع تاريخ ممتد عبر القرن المنصرم، كما أن حركة مسرحية أوجدت مناخا اجتماعيا وثقافيا وفنيا رائعا من خلال أجيال متعاقبة. وأضاف عرب أن الحركة المسرحية لم تكن فى القاهرة وحدها، وإنما فى كل المدن والمحافظات، بداية من ستينيات القرن الماضى؛ حيث كانت لقصور الثقافة دور رائد فى إحياء هذا الفن الراقى فى كل ربوع مصر، مستعرضا النهضة المسرحية فى الستينيات، التى كتبها بخط يده جمال عبد الناصر الرئيس الأسبق، وهو يضع مشروعه الثقافى، وهو الثقافة الجماهيرية، موضحا أن عبد الناصر كان لديه حلم ومشروع ثقافى كبير من خلال المسرح والسينما وأكاديمية الفنون، ونفذ هذا المشروع آنذاك وزير الثقافة ثروت عكاشة؛ لكى يحيلها إلى أعمال فنية مبدعة أوجدت حالة من بعث الروح الوطنية والثقافية والفنية فى كل ربوع مصر . وتمنى وزير الثقافة أن يكون هذا المهرجان فى هذه الدورة بمنزلة رسالة حب وعرفان بالجميل لكل الفنانين ومبدعى المسرح المصرى، وأن تكون هذه الدورة رسالة تقدير وحب لكل الشباب الذين يتحرقون شوقا لاستعادة المسرح المصرى مرة أخرى، مقدرا حجم التحديات والظروف الصعبة التى واجهت الفرق المشاركة فى مهرجان هذا العام؛ حيث كونوا فرقا شابة بأموال قليلة، وأقاموا فرقا خاصة، وشاركوا فى هذا المهرجان بأعمال فى مجملها تجريبية. وقال إن المسرح المصرى سيستمر عطاؤه وفكره فى هذه اللحظة الحرجة التى يمر بها الوطن، مضيفا أنه فى كل الأوطان الكبيرة التى قطعت شوطا طويلاً فى الحضارة فكرا وإبداعا بما فى ذلك أوروبا وأسيا وأمريكا اللاتينية قد مرت بظروف صعبة؛ ولكنها كانت بمنزلة ميلاد وبعث جديد للفنون والآداب والثقافة، مشيرا إلى أننا مقبلون على هذه المرحلة، فنحن جذورنا تمتد فى عمق التاريخ ل7 آلاف عام، ولا يمكن لشعب يمتلك هذا التراكم الحضارى والثقافى والإنسانى أن يقع فى كبوة لا يخرج منها، مؤكدا أننا سنخرج أكثر قوة وصلابة وحرية وإبداعا وإنتاجا للفنون والآداب. من جانبه، قال أحمد عبد الحليم، رئيس المهرجان، إن المسرح هو الحياة، والحياة هى المسرح، فمنذ ظهوره وهو يعمل على التعليم والتثقيف والترفيه والتطوير، فهو مدرسة كبرى وركيزة من أهم الركائز التى ينبغى أن تدخل فى منظومة المجتمع؛ حيث إن مجتمعا بلا مسرح ينقصه فقدان الهوية المجتمعية المتحضرة. وأضاف أن مصر بلد مر خلال مراحل متعددة بعشق المسرح لدرجة أنه وفد عليه فنانون من سوريا الشقيقة وبلدان عربية متعددة أخرى؛ مما يؤكد أن أرض مصر خصبة لاحتضان المسرح، الذى أخرج إلينا أعلاما وفنانين كبارا، رووا بجهودهم وعقولهم أرض مصر والعروبة بإبداعاتهم الكبيرة، وأصبح لدينا مؤسسات فنية وأكاديمية تضخ كوادر استطاعت أن تدعم هذا البناء من خلال وزارة الثقافة التى تعمل على تطوير وتدعيم الثقافة بوجه عام والمسرح بصفة خاصة. وتابع عبد الحليم: إنه كان من الممكن إلغاء هذه المناسبة؛ لكن إصرارنا على إقامة هذا المهرجان كان تحديا كبيرا للظروف السياسية التى يمر بها بلدنا الحبيب وتثبت معنى رمزيا أن المسرح المصرى موجود وسيظل، فمصر رائدة المسرح العربى، وما أحوجنا أن يكون حافزا للمبدعين واستمرارا لفن أصيل لن تتخلى عنه مصر الجديدة صاحبة ثورة 25 يناير المجيدة. وأما الفنان خالد الذهبى، مدير المسرح القومى، فألقى كلمة المسرح العالمى، مشيرا إلى أن هذا اليوم يوافق ذكرى الفنان المسرحى الكبير محمد توفيق وكذلك ذكرى الفنان الكبير أحمد زكى، أعقب ذلك كلمة الفنانة نورا أمين بمناسبة إعادة افتتاح الفرع الإقليمى لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة، وقالت نورا: "رغم كل التحديات البادية، إلا أننا نؤمن بقدرة المسرح على زعزعة السائد وإخراجه من مركزيته، فالمسرح له دور أصيل فى تخيل مستقبلنا الإنسانى المشترك، فقد توحدت الجهود لإعادة إحياء المركز المصرى فى تلك اللحظة الفارقة، آملين فى أن يصبح تكتلا أهليا يتعامل مع متغيرات الداخل، ويسهم فى إثراء صناعة المسرح المصرى، وأن يكون فى الوقت ذاته جزءا أصيلا وفعالا من منظومة المعهد الدولى للمسرح". وشددت "أمين" على استلهام روح ميدان التحرير وثورة مصر المستمرة، مؤكدة التطلع لتحرير العقول والإبداع والأجساد والمسرح من كل فكر قديم بال ومن كل تراث مقيد للخيال والأحلام باسم العادات والمعتقدات. فى الإطار ذاته، شهدت دار الأوبرا مشادات عنيفة بين أكثر من 100 من شباب المسرحيين وأمن الأوبرا، احتجاجا على منعهم من الدخول للمشاركة فى حفل الافتتاح؛ حيث تسببت هذه الأحداث فى إرباك الحفل وتأخيره عن الموعد المحدد لمدة 40 دقيقة. وشهدت الأوبرا تكثيفا أمنيا غير معتاد، ووجدت سيارات الشرطة، كما تم منع الدخول من الباب الرئيسى المقابل لكوبرى قصر النيل، ومع تصاعد حدة التوتر بين أمن الأوبرا والمسرحيين، حضر عدد من ضباط الشرطة وشرطة السياحة لمحاولة تهدئة الأمور إلا أنهم لم يتدخلوا بشكل مباشر. من جانبه، انتقد الفنان سناء شافع سلوك الأمن تجاه المسرحيين، وطالب الوزير عقب خروجه من المهرجان بتقديم الاعتذار إلى المسرحيين الممنوعين وإحالة مدير أمن الأوبرا إلى التحقيق فى الواقعة، مؤكدا أن نقابة الممثلين ستتقدم ببلاغ رسمى ومذكرة للوزير لفتح تحقيق رسمى فى الاعتداء على شباب المسرحيين من أعضاء النقابة.