أثار قانون جديد تدرسه الحكومة الإسبانية حالة من الجدل لمنحه جميع اليهود "السفارديم" الجنسية الإسبانية وذلك بعد طردهم من أسبانيا أيام محاكم التفتيش بجانب المسلمين فى "الأندلس حينها". ويرجع الجدل حول القانون بأنه غير منصف لسماحه لليهود بالعودة لإسبانيا وعدم سماحه للمسلمين رغم المجازر التى تمت فى حق المسلمين، وإكراه الكثير منهم على تغيير ديانته للمسيحية الكاثوليكية وقتها. وانتقد بعض الباحثين المسلمين الإجراء ووصفوه بأنه "غير منصف"، لأن المسلمين طردوا أيضا من إسبانيا خلال محاكم التفتيش، ولم يدع أحد لعودتهم، إضافة إلى أنه من المتوقع أن يتيح القانون الجديد -حال تمريره- لجميع المواطنين الجدد من ذوى أصول السفارديم الاحتفاظ بجوازات سفرهم الحالية. وكان ألبيرتو رويز - جالاردون، وزير العدل الإسبانى، قد دعا أواخر العام الماضى عن خطة تفضى لمنح أحفاد الجالية اليهودية الإسبانية الأصلية –المعروفة باسم يهود السفارديم– حق سرعة استخراج جواز سفر إسبانى والتمتع بالجنسية. وأضاف "خلال رحلة طويلة عمدت إسبانيا لإعادة اكتشاف جزء من تاريخها"، موضحا أن أى شخص بإمكانه إثبات جذوره اليهودية الإسبانية سيمنح الجنسية الإسبانية. يذكر أنه قبل محاكم التفتيش الإسبانية خلال القرن الخامس عشر، كان يعيش نحو 300 ألف يهودى فى إسبانيا التى كان جزء منها يقع تحت الحكم الإسلامى فى الأندلس، ومثلوا فى ذلك الوقت أكبر جاليات اليهود فى العالم، ويعيش هناك اليوم نحو 45 ألف شخص. لكن الرقم السابق يمكن أن يسجل زيادة كبيرة؛ حيث يقول الاتحاد الإسبانى للجاليات اليهودية، إنه كان هناك نحو 6000 استعلام فى الشهر الأول فقط، من بينها طلب من عضو لم يذكر اسمه فى مجلس الشيوخ الأمريكى. تعذيب المسلمين وتعرض المسلمون واليهود لفظاعات عديدة مع دخول الإسبان للأندلس خاصة عند دخول مملكة غرناطة فى 2 يناير 1492م؛ حيث بدأت محاكم التفتيش فى أعمال استنكرها الجميع. فقد كان الهدف من هذه المحاكم تعقب كل من لم يكن أرثوذكسيا فى الكنيسة الكاثولوكية وإنهاء حياته، وكان هؤلاء يُجبرون من يقع تحت أيديهم على الاعتراف ب"خطاياهم"، وكان يتم حرق "المذنبين" على خشبة أحياء، وفى عام 1526 أتت محاكم التفتيش إلى غرناطة حيث تم تخيير المسلمين بين اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد أو التعرض للعقاب، وكان القائمون على المحاكم يأخذون الأطفال والنساء فى الليل ليحتجزوهم فى الكنائس ليحاكموا فى الصباح التالى. ورغم ما فعلته المحاكم بمسلمى الأندلس واعتناق العديد منهم المسيحية، إلا أن الكثيرين بقوا مسلمين فى السر، وفى عام 1609 أمر الملك الإسبانى بطرد جميع المسلمين من إسبانيا، وفى فترة لا تتعدى عشرة أعوام طُرد أكثر من 250 ألف مسلم ومنعوا من أخذ ممتلكاتهم، حيث لجئوا إلى شمال إفريقيا، بعد أن دام الحكم الإسلامى للأندلس قرابة 800 سنة.