لا شىء يعيب الرئيس ولا رئيس مجلس الوزراء إن خرجا علينا، خصوصا هذه الأيام؛ حيث عمت بلوى القطارات والمزلقانات، وتبين للناس سوء الخدمات، وانهيار المرافق العامة، وهى أمور وإن كانت موروثة إلا أن الشعب الذى عاش على المسكنات عقودا لم يكن على علم بحقيقة تلك الكوارث. اليوم ينبغى للرئيس محمد مرسى أن يطل على شعبه وإلى جواره وزير النقل ووزير المرافق ليقدموا جميعا لنا بالأرقام والإحصائيات حقيقة مرافق مصر التى يتغنى بها البعض، ويدعى زورا أنها كانت على أعلى مستوى، ونسى هؤلاء أن مرسى تسلم الحكم قبل عدة أشهر ولا يمكن أن تنهار منظومة المرافق فى هذا الوقت القصير، اللهم إلا بفعل فاعل، أو أنها بنيت على شفا جرفٍ هارٍ فانهار بها. نريد أن نعرف حقيقة تلك المرافق؟ حجم ما أنفق عليها خلال العقود السابقة؟ وحجم ما نهب منها خلال تلك الفترة وفى الفترة الانتقالية أيضا؟ نريد أن نعرف حجم مخصصات الصيانة وما أنفق منها فعليا؟ وكيف تمت عملية ترسية المناقصات خصوصا فى مجال الصيانة؟ من تربح منها؟ وكم حجم المنهوب؟ ثم بعد ذلك وفوقه وأمامه نريد أن نعرف خطة الإصلاح والتطوير وآليات الصيانة التى تقترحها الوزارة للتطبيق؟ كم حجم الاستثمارات المطلوبة فى هذا المجال؟ والمدى الزمنى للتنفيذ؟ وما المطلوب من المواطن المصرى تجاه مرافق بلاده؟ ما خطتكم؟ وهل سيتضرر المواطن البسيط من جراء ذلك؟ بمعنى هل سترفع الأسعار ولو قليلا لتوفير جزء من هذه الاستثمارات؟ هل سيتم خصخصة بعض هذه المرافق؟ هل ستدعى شركات عالمية لبناء وتشغيل وإدارة بعض هذه المرافق لسنوات ثم تسلمها للحكومة على طريقة الBOT؟ والأهم من هذا كله هو: كيفية الاهتمام بالعنصر البشرى. ليس معقولا أن نهتم بكل شىء وننسى العامل البشرى؟ لا بد أن تتضمن خطة الصيانة بنودا لتطوير الكادر البشرى والاهتمام به، هل يعقل أن راتب أحدهم لا يتخطى الثلاثمائة جنيه؟ ماذا يفعل بهذه النقود القليلة، بالطبع سيفقد صوابه وهو يفكر فى هموم الدنيا التى تكومت فوق رأسه. أيها السادة، اخرجوا علينا وأطلعونا على كل شىء وسنتفهم حقيقة الأمر وسندعمكم بقوة، لكن أشركونا فى الأمر وسنكون بإذن الله معكم؟ هل هذا كثير علينا؟!. ---------------------- د. حمزة زوبع [email protected]