لا أدرى ما هو المنطق الذى يحكم قوى المعارضة التى ترفض الحوار مع مؤسسة منتخبة تدرك أن هناك أغلبية كبيرة وشريحة عريضة من الجماهير تتبنى أفكارا ومواقف مختلفة عن تلك التى تتبناها المعارضة، ولا تملك السلطة أمامها أن تنحرف عنها إلا بحوار وطنى شامل يجمع كل الفرقاء!. لا أدرى ما هو السبب الذى يدفع عددا من قيادات المعارضة لرفض دعوة المستشار محمود مكى نائب رئيس الجمهورية للحوار؛ بدعوى أن الدعوة ليست رسمية ولم تخرج من رئيس الجمهورية ثم عندما خرجت من الرئيس رفضوها واعترضوا عليها جملة وتفصيلا!. لا أفهم كيف تأبى المعارضة حتى هذه اللحظة أن تعلن من خلال تصريحات واضحة وصريحة وغير ملتبسة عن رفضها القاطع للعنف والإرهاب كوسيلة لحسم الخلافات السياسية!. لا أفهم لماذا تقبل المعارضة حتى هذه اللحظة أن ترتبط مظاهراتها وتعبيرها عن رأيها بمحاولات إجرامية عنيفة ظهرت فى قتل المتظاهرين السلميين وحرق مقرات الأحزاب ومحاصرة الصحف!. لا أفهم كيف تقبل قوى سياسية معارضة أن تكون معبرا لقوى وأموال خارجية وداخلية فاسدة لاستعمال السلاح ضد سلطة منتخبة وقوى سياسية حائزة على أغلبية شعبية واسعة!. لا أفهم كيف تقبل قيادات معارضة التحالف مع فلول نظام غرق فى الفساد والاستبداد الذى مارسه على مدار عقود والاستقواء بهم ضد رئيس منتخب لم يمارس ولم يصدر أى قرار متعارض مع مبادئ الثورة ومطالبها!. لا أفهم كيف تقبل قيادات معارضة تمرير ممارسات عنيفة ضد مؤسسات الدولة وضد الأحزاب والقوى السياسية التى حازت أغلبية برلمانية فى آخر انتخابات حرة ونزيهة! لا أفهم أن تقبل وترحب بل تسعى قيادات سياسية معارضة إلى الحوار مع إسرائيل وترفضه مع الرئيس المنتخب مهما كانت درجة الخلاف أو مساحة الاختلاف أو حتى درجة العداء معه!. لا أدرى ما السبب الذى يدفع عددا من المعارضين -الذين يخوضون فى علاقات حميمة مع إسرائيل، ولا يجدون غضاضة فى التنازل عن بعض من حقوق الشعوب المقهورة- يرفضون الحوار مع رئيس منتخب دعا إلى الحوار بصورة مباشرة ومنفتحة!.