عند ما كانت هناك حاجة ماسة لتدخل رئيس الجمهورية لمواجهة المخاطر التى تحدق بالوطن طالبناه حينها بوقفة حاسمة وحازمة لا تقبل التردد لمواجهة العاصفة التى يجرى تمريرها فى لباس الثورة. وجاءت القرارات الأخيرة التى استجاب فيها الرئيس لإرادة شعبية واسعة وصرخات جماهيرية عالية طالبته بعدم التردد فى خوض غمار معركة لا غنى عنها والدخول فى ساحة مواجهة لا بديل عنها. الآن استجاب الرئيس لشعبه وبذل ما فى وسعه وتحمل الأذى الذى يأتيه من كل مكان فى سبيل تحقيق المصلحة العامة وإنقاذ وطن كادت أن تعصف به الأنواء وتحيق به الخطوب. واليوم وجب التحرك الشعبى للمساندة والمؤازرة بعد أن بلغ السيل الزبى وتزايدت الخطوات حثيثة باتجاه هدم البلاد على من فيها رفضا لمبادئ الديمقراطية وتمردا على قواعد العمل السياسى وانتهاكا صارخا لكافة الحرمات وتخطيا سافرا لكل الخطوط الحمراء فى عرف الشعوب. اليوم وبعد استجابة الرئيس لمطالب شعبه الذى اختاره بإرادة شعبية حرة وحقيقية تبدت فى الأفق مطالب جديدة وواجبات حالة ولكن هذه المرة نضع هذه المطالب فى عهدة الشعب الذى ألح على إنقاذ السفينة ومواجهة العواصف. فبعد أن أصبح القتل شعارا للمرحلة والعنف سلاحا شرعه البعض بديلا عن العمل السياسى والنقد البناء، أصبح لزاما على الشعب أن يعيد الأمور إلى نصابها وينحاز لاختياراته وطريقه الذى ارتضاه. اليوم وبعد أن تنادى المتشدقون بالدولة المدنية وأعربوا عن رغبتهم السافرة فى الارتداد للخلف والعودة للوراء أصبح واجبا على الجماهير أن تتنادى لحكم مدنى حقيقى تحافظ عليه وتعض عليه بالنواجذ. اليوم أصبح واجبا على الجماهير أن تحافظ على مكتسباتها بعد أن تنادى البعض لاستدعاء القوى الخارجية لمواجهة شعب استعاد إرادته فى ثورة تاريخية فاصلة وضعت أقدامه على بداية طريق التحرر الوطنى والاستقلال السياسى والتعاون مع دول العالم بمنطق الندية لا بمنطق التبعية. اليوم نطالب الشعب –بعد أن طالبنا بالأمس الرئيس– بأن يساند الخطوات التى جاءت استجابة لمطالبه والقرارات التى أطلقها الرئيس بناء على رغبته وحاجته الماسة. اليوم يتوجب على الشعب أن يقول قولته وأن يعلن وقفته ومساندته لتلك القرارات المصيرية التى جاءت لتواجه محاولة سافرة للانقلاب على الشرعية والسير باتجاه الثورة المضادة. اليوم بات على الشعب دور واضح ومهمة بينة ليعلن بجلاء أنه من فطن إلى المؤامرة وتعرف إلى المشكلة وقرر أن يكلف رئيسه المنتخب بالقيام بالمهمة التى يعيها الرئيس اختار لها الوقت المناسب والظرف الملائم.