بدأت الأذرع الإعلامية في إطلاق حملات متوازية تحت عنوان "إنجازات السيسى" من خلال استعراض ما زعمته بأنها" غير مسبوقة" في صورة أشبه بحملة دعائية منظمة خلال الأشهر الماضية قبل بدء مسرحية الانتخابات الرئاسية 2018. وتصدرت تقارير موسعة صحفا موالية للانقلاب لإبراز ما وصفته ب"كشف حساب الرئيس"، وتتحدث عن إنجازات وادعاءات بمواجهة التحديات والخصوم، وبدا واضحا أن هذه التقارير تتجاهل ما تواجهه البلاد من أزمات وإشكاليات اقتصادية وسياسية فجة فى ظل عهد الانقلاب العسكرى. وكان الإصدار الأبرز في هذا السياق هو العدد التذكاري الخاص بمجلة "المصور"، الذي صدر مؤخرا ضم 430 صفحة بالألوان. بيع الوهم ويرى رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام الكاتب الصحفي قطب العربي أن "النظام يسعى من خلال هذه الحملة الدعائية الفجة إلى إعادة تسويق السيسي سياسيا وإعلاميا، بعد التأكد من تراجع شعبيته لمستويات خطيرة". لافتا إلى أن أغلب الشعب لم يعد يثق في وعود السيسي التي تبين أنها "مجرد أوهام، ومن ثم يعمد مع شركات العلاقات العامة المكلفة لتسويقه لإعادة بيع الوهم للشعب، في ما يسميه إنجازات تحققت على مدى عامين من استيلائه على السلطة". وأشار إلى أن الكثير من المشاريع التي يقوم بافتتاحها واعتبارها إنجازات هي مشروعات قديمة من أيام الرئيسين المخلوع حسني مبارك والشرعى محمد مرسي. ويرى "العربي" أن وسائل الإعلام التي بدأت حملتها الترويجية لما تسميه إنجازات السيسي في عامين تشارك في تضليل الرأي العام، وهي بذلك ترتكب جريمة مخالفة للقانون وميثاق الشرف الصحفي، حسب تعبيره. خدوهم بالصوت أما رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير فيرى أن هذه الحملة بمثابة طبل أجوف يحدث ضجيجا عاليا، وأنها لا تعدو كونها محاولات زائفة للترويج للوهم لن تنطلي على أحد. وتابع في تصريح له: "ما يقومون به أقرب للمثل العامي المصري "خذوهم بالصوت أحسن يغلبوكو"، مما يعني أن "ما لم نحققه للناس في حياتهم ومعاشهم يمكننا تحقيقه بالوهم والخداع، وفي النهاية لن يحاسبنا أحد على ما نقول، بل سنحصل على الدعم والحظوة لدى السيسي". في المقابل، انتقد رئيس حزب الجيل الديمقراطي ناجي الشهابي تجاهل الإخفاقات التي حدثت خلال الفترة الماضية، مشددا على ضرورة تناولها وإبراز أهم أسباب حدوثها، مضيفا أن "المواطن المصري لديه من الوعي ما يجعله يدرك هذه الإخفاقات، وتجاهلها سيأتي بنتائج عكسية". كتاب وهمى فى سياق متصل تداول النشطاء خبر تدشين كتاب تذكاري حول إنجازات قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، أعدته مؤسسة تسمى "المنجزين العرب للتنمية"؛ تحت عنوان "شكرا قائد الإنجازات"، يزن 73 كيلوجرامًا، وستقدمه المؤسسة ك"شكر" للسيسي على "إنجازاته"! وقد لاقى هذا النبأ سخرية واسعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولوا صورا للطرق التي انهارت مؤخرا في سيول رأس غارب في منطقة البحر الأحمر، ومناطق الصعيد، إلى جانب جسور نفذتها القوات المسلحة مؤخرا، قائلين: "هذه أحد إنجازات السيسي". وقال أحمد سمير عبر "تويتر": "بيقولك تدشين كتاب لإنجازات السيسي يزن 73 كيلوجرام، ده كفاية إنجازات امبارح وتعويم الجنيه، دي معدية الخمسين كيلو لوحدها". وغردت حلا محمود: "إنجازات السيسي في كتاب وزنه 73 كيلو، قائد الإنجازات، قاهر السلبيات، زعيم الإيجابيات، بلح أمهات، أبوكو السقا مات". وقال عضو "جبهة الضمير" عمرو عبد الهادي: "تدشين كتاب عن إنجازات السيسي يزن 73 كيلو إنجازات السيسي بقيت بالكيلو أو والله زي ما بقولكم مفيش غير المواشي بس اللي إنجازها بالكيلو". وقالت هنادي أنور: "هم يقصدوا تدشين كتاب 73 كيلو إجرام للسيسي". كما تناقل ناشطون عبر الإنترنت، كوميكسات تسخر من أهم إنجازات المنقلب عبد الفتاح السيسى، منذ انقلابه فى 2013، وتظهر مواطنين يحاولون البحث عن إنجاز واحد للمنقلب دون جدوى.