قررت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ في أسوان منذ قليل إخلاء سبيل 24 من أبناء النوبة في القضية المعروفة إعلاميا ب"معتقلي الدفوف" وتأجيل الجلسة إلى 12 ديسمبر، بعد استمرار حبسهم لمدة 75 يومًا ، ووفاة أحدهم داخل السجن. واندلعت أزمة «معتقلي الدفوف» بعدما ألقت قوات أمن أسوان القبض (ثالث أيام عيد الأضحى) على 24 نوبيًا في مسيرة سلمية بالدفوف تحت شعار "العيد في النوبة أحلى"، مرددين أغاني ترثي النوبيين وتصف حالهم بعد التهجير. ووجهت لهم النيابة تهم: "التحريض على التظاهر دون ترخيص، إحراز منشورات، الإخلال بالأمن العام، تعطيل حركة المرور، التمويل من الخارج، للضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم". جاءت هذه المسيرة للاحتفال بذكرى اعتصام 4 سبتمبر 2011 للنوبيين الذي استمر لمدة أيام أمام مبنى محافظة أسوان، وانتهى بمهاجمة الأمن لمخيمات المعتصمين وإلقاء القبض على 3 شباب ثم الإفراج عنهم بعد ساعات. وعلى إثرها احتجزت قوات الأمن الشباب في سجن معسكر فرق الأمن المركزي بمنطقة الشلال بأسوان قبل التحقيق معهم، ولم يتوجهوا قبل ذلك إلى قسم الشرطة، وهناك تم عرضهم في اليوم التالي على النيابة التي قررت حبسهم 4 أيام على ذمة القضية. وبعد مرور اﻷربعة أيام كان من المفترض أن يعرض المتهمون في جلسة أمام القاضي إلا أن اﻷمن لم يرحلهم لمكان الجلسة، فقرر القاضي استمرار حبسهم لمدة 15 يومًا على ذمة القضية. قدم محامو المعتقلين استئنافًا وبعد قبول خروج المعتقلين بكفالة 1000 جنيه للفرد، استأنفت النيابة ليتم تجديد الحبس، وتوالي عرض معتقلي الدفوف في عدة جلسات ليتم تجديد 15 يومًا على ذمة القضية في كل جلسة وآخرها جلسة 30 أكتوبر، التي لجأ المعتقلون بعدها للإضراب عن الطعام. وكان «جمال سرور» أحد معتقلي الدفوف قد توفي يوم السبت الماضي في محبسه، بعد أن أضرب عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم وتجديد حبسهم لمدة 75 يومًا دون قضية.