ضحية جديدة للتعذيب المعنوي والإهمال الطبي في سجون الانقلاب، هو جمال سرور أحد أبناء النوبة المعتقلين الذي ظل ينازع الموت طوال ثلاث ساعات، دون أن ينقذه أحد، لتصل سيارة الإسعاف بعد وفاته بنصف ساعة. كشف محمد عزمي، رئيس الاتحاد النوبي السابق، وأحد معتقلي الدفوف ال24، الذين تم القبض عليهم ثالث أيام عيد الأضحى في مسيرة سلمية بالدفوف تحت شعار "العيد في النوبة أحلى"، كواليس وفاة "جمال سرور" داخل محبسه، خلال رسالة صحفية أرسلها لموقع "مصر العربية"، اليوم الاثنين، موضحا أن "جمال سرور مات نتيجة إهمال طبي في جوانتانامو الشلال العسكري في أسوان، بعد أن ظل ثلاث ساعات ونص يصرخ من اﻷلم حتى لفظ أنفاسه اﻷخيرة"، مضيفاً "المسعف مكنش عايز ياخده ﻷنه ميت، وإدارة السجن أصرت أنه ياخده". وقال الناشط النوبي طارق يحيى إنه تم إبلاغهم بوفاة المعتقل جمال سرور قبل وصوله إلى مستشفى أسوان الجامعي نتيجة هبوط حاد بعد إضرابه عن الطعام لمدة 4 أيام، احتجاجًا على اعتقالهم دون حق. وأوضح يحيى أن سرور بدا في حالة من الإعياء منذ يومين، وناشد المعتقلون وأبناء النوبة إدارة السجن لإسعافه دون جدوى، مضيفًا: "بعد إهماله يومين وتدهور حالته استجابت الإدارة النهاردة، وتأخرت سيارة الإسعاف لمدة ساعتين، ليصل المستشفى في حالة حرجة". وكانت قوات أمن أسوان ألقت القبض ثالث أيام عيد الأضحى على 24 نوبيًا في مسيرة سلمية بالدفوف تحت شعار "العيد في النوبة أحلى"، مرددين أغاني ترثي النوبيين وتصف حالهم بعد التهجير. ووجهت لهم تهم: "التحريض على التظاهر بدون ترخيص، إحراز منشورات، الإخلال بالأمن العام، تعطيل حركة المرور، التمويل من الخارج، وذلك للضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم". وجاءت هذه المسيرة للاحتفال بذكرى اعتصام 4 سبتمبر 2011 للنوبيين الذي استمر لمدة أيام أمام مبنى محافظة أسوان، وانتهى بمهاجمة الأمن لمخيمات المعتصمين وإلقاء القبض على 3 شباب ثم الإفراج عنهم بعد ساعات. واحتجزت قوات الأمن الشباب في سجن معسكر فرق الأمن المركزي بمنطقة الشلال بأسوان قبل التحقيق معهم، ولم يتوجهوا قبل ذلك إلى قسم الشرطة، وهناك تم عرضهم في اليوم التالي على النيابة والتي قررت حبسهم 4 أيام على ذمة القضية. وبعد مرور اﻷربعة أيام كان من المفترض أن يعرض المتهمون في جلسة أمام القاضي إلا أنّ اﻷمن لم يرحلهم لمكان الجلسة، فقرر القاضي استمرار حبسهم لمدة 15 يوما على ذمة القضية. ولجأ المعتقلون للإضراب عن الطعام، ومن بينهم سرور الذي أعلن إضرابه عن الطعام بعد تجديد الحبس 15 يومًا لمعتقلي النوبة في جلسة 30 أكتوبر الماضي، ليلقى ربه بعد هبوط في الدورة الدموية نتيجة الإضراب الشديد عن الطعام، دون أن ينقذه أحد في دولة السيسي.