كشف تقرير ل"صندوق الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية"، الأوضاع الإنسانية المتردّية في اليمن، وطالب بالتبرع للمتضررين هناك، واصفا ما يحدث في اليمن بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم. وقال التقرير المنشور على موقع الأممالمتحدة اليوم الاثنين، إن الصراع الدموي في اليمن مزق التركيبة الإنسانية للسكان، حيث يحتاج ثلثا السكان إلى مساعدات إنسانية أو حمائية من أجل النجاة، في ظل تدهور الأوضاع هناك بسرعة، ومن الممكن أن تصل إلى نقطة اللاعودة هذا العام. وتحتاج المنظمات الإنسانية إلى 2.1 مليار دولار حتى تستطيع أن تلبي الاحتياجات الأشد ضرورة لعام 2017، وبحلول منتصف أبريل فإنه بالكاد جُمعت 15% من متطلباته المالية. وأكد التقرير أن اليمن الآن هو أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم. نتيجة للتصعيد العسكري في عام 2015، ويقدر عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية أو الحمائية بنحو 18.8 مليون شخص، موضحا أن أكثر من 7 آلاف شخص مصرعهم، وأكثر من 42 ألف جريح منذ تصاعد الصراع قبل أكثر من عامين ، فضلا عن تدمير الاقتصاد، الأمر الذي جعل اليمن على حافة المجاعة، حيث يواجه اليمنيون أسوأ كارثة للأمن الغذائي على مستوى العالم، بمعدل 7 ملايين شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم التالية، ويعاني طفل من كل اثنين من التقزم. كما نزح ملايين الأشخاص من ديارهم، ويقدر عدد المشردين داخليًا بسبب الصراع بنحو مليوني شخص. لجأ كثير منهم إلى المدارس أو مخيمات عشوائية مع محدوية الوصول إلى الخدمات الضرورية، كما تسبب الصراع في عرقلة حركة استيراد السلع الأساسية إلى اليمن. تعتمد اليمن على الاستيراد للحصول على 80 إلى 90% من احتياجاتها الأساسية من الغذاء والوقود والدواء. ميناء الحديدة- الميناء الرئيسي وشريان الحياة ل60% من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي- يعمل بشكل جزئي. وأشار التقرير لانهيار المنظومة الصحية بانخفاض المخزون من الإمدادات الطبية في اليمن إلى مستوى خطير، ويعمل العديد من الأطباء والممرضات من دون مقابل أو يحصلون على حد الكفاف من الأجور، كما قدّر العاملون في المنظمات الإنسانية موت طفل دون سن الخامسة كل 10 دقائق، لأسباب يمكن الوقاية منها، كما يعاني أكثر من 8 ملايين شخص في اليمن من ندرة الأماكن الآمنة للوصول إلى مياه صالحة للشرب أو الصرف الصحي، ويواجه السكان الآن خطر تفشي الأمراض الوبائية والمعدية، مثل الكوليرا وحمى الضنك والجرب.