المدنيون هم دائما ضحايا الحروب.. تتصارع الأطراف المتنازعة في أي مكان من أجل تحقيق مصالحه الخاصة دون اعتبار لأي حقوق للمدنيين ضاربين بالمواثيق الدولية عرض الحائط غير مبالين بما يعاني المدنيون وأزمة اليمن أكبر مثال علي هذه الحقيقة. وقد حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني من مؤشرات مجاعة حقيقية تجتاح عددا من المديريات الفقيرة في اليمن نتيجة تداعيات المواجهات المسلحة. خاصة بمحافظة الحديدة جنوب غرب اليمن. والتي سجلت فيها خلال الأيام الماضية نحو 5 وفيات بسبب سوء التغذية. وتعيش قرية البقعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وضعا إنسانيا بالغ التعقيد بعد تدهور مريع في الوضع الصحي للسكان ودخولها مرحلة المجاعة. حيث بات شبح الموت يحاصر الأطفال. ويري مدير برنامج معالجة سوء التغذية في جمعية الإصلاح الاجتماعي هشام مصلح أن معدلات سوء التغذية الحاد باليمن أصبحت خطيرة. مشيرا إلي أنها المرحلة الأخيرة قبل المجاعة. وأكد مصلح أن جميع دراسات الوضع الغذائي في اليمن للعام 2016 تشير إلي أن معدل سوء التغذية الحاد في بعض مديريات محافظتي تعز والحديدة وصل إلي 25% و31%. وهي معدلات أعلي بكثير من مستوي الطوارئ المحدد من منظمة الصحة العالمية ب 15%. مأساة الأطفال وأشار مصلح الي أن آلاف الأسر اليمنية لحق بها الفقر والمرض. حيث تقدر تقارير الأممالمتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2016 عدد السكان العاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية ب 14.4 مليون نسمة. بما في ذلك 7.6 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. كذلك الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم معرضون لخطر الموت أكثر بعشر مرات من أقرانهم الأصحاء في حال عدم علاجهم في الوقت المناسب. بسبب ضعف نظام المناعة لديهم. فضلا عن كون سوء التغذية يهدد البنية البدنية والذهنية للطفل المصاب. وأضاف أن "سوء التغذية مزمن ولا يعد حالة طارئة علي اليمن. لكن هذه الحرب أتت وضاعفت المشكلة وزادت من حدتها وخفضت معدلات الأمن الغذائي في البلد الفقير أصلا والذي يعتمد علي الاستيراد". وأردف أنه بحسب تقارير برنامج الغذاء العالمي يعاني أربعة من كل خمسة يمنيين من انعدام الأمن الغذائي. أي يعتمدون علي وجبة واحدة في اليوم ولا يؤمنون طعام اليوم التالي. وأضاف أن المنظمات العاملة في مكافحة سوء التغذية في اليمن تقدر حاليا أن هناك ثلاثة ملايين شخص يحتاجون لمساعدات غذائية عاجلة. منهم 2.1 مليون يعانون من سوء تغذية حاد في الوقت الراهن. وهذا يمثل زيادة بنسبة 65% في الأشخاص المحتاجين مقارنة بأواخر عام 2014 بحسب تقرير الأممالمتحدة. وأوضح أن هناك نحو مليون ونصف المليون من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. وأكثر من الربع منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. وهو الهزال الشديد الذي يؤدي إلي الوفاة في حال عدم علاجه مخاطر الكوليرا وانتشار الأمراض كالكوليرا أزمة أخري في انتظار اليمنيين. حيث بات وباء الكوليرا يشكل خطرا إضافيا علي الأطفال بحسب الأممالمتحدة. كما تقول منظمة الصحة العالمية. نقلا عن وزارة الصحة اليمنية. إن ثماني حالات كوليرا. معظمها لأطفال. سُجلت في حي واحد في العاصمة صنعاء. مضيفة أن هذه الحالات عولجت من جفاف شديد للغاية في قسم خاص معزول عن باقي أقسام مستشفي السبعين في المدينة. الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وتشير إلي أن ندرة المياه الصالحة للشرب تؤدي إلي تفاقم الوضع. وقال جولين هارنيس ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" في اليمن "تفشي هذا الوباء يضيف إلي بؤس ملايين الأطفال في اليمن". وأضاف في بيان رسمي "يواجه الأطفال. بشكل خاص. خطرا كبيرا ما لم يتم بشكل عاجل احتواء الوباء الحالي".