كشف السفير محمود كريم، الذي يعد أول سفير مصري لدى السلطة الفلسطينية، عن مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدا أن الديكتاتور جمال عبدالناصر وافق على منح سيناءللفلسطينيين وتوطين اللاجئين بها، الأمر الذي يعد خيانة وتفريطا في التراب الوطني. وتأتي تصريحات السفير المصري لتعزز ما تم الكشف عنه مؤخرا من طرح عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، نفس الفكرة ترضية للجانب الصهيوني الأمريكي، وذلك في فضيحة اجتماع العقبة السري، فبراير 2016م، بمشاركة السيسي والعاهل الأردني وبنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي. وفجر كريم، الذي تولى مهام عمله في الفترة بين عامي 1995 و1999، العديد من المفاجآت المتعلقة بالعلاقات الإسرائيلية العربية، ومعبر رفح البري، وكواليس اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بحسب حوار أجراه موقع "مصر العربية". نعم.. عبدالناصر وافق وشدد أول سفير مصرى لدى السلطة الفلسطينية على أن «طرح فكرة توطين الفلسطينيينبسيناء قديمة جدا، ولكنها تتجدد باستمرار، مؤكدا أن فلسطين رفضت موافقة مصر في عهد جمال عبدالناصر على تلك الخطة الإسرائيلية، وأكرر.. جمال عبدالناصر وافق على خطة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، فيما رفضت فلسطين، ويجب علينا أن نتذكر في الحروب السابقة "عمود السحاب والجرف الصامد"، أنه لم يحدث أن طلب فلسطيني واحد مغادرة أرضه». غلق رفح ترضية للصهاينة وانتقد كريم إغلاق معبر رفح، مضيفا «بحكم منصبي أعلم كل شيء عن معبر رفح.. وأذكّر بحديث الدكتور نبيل العربي حينما كان وزيرا لخارجية مصر، وقال كلمة بالغة الوضوح "مصر كانت تفعل ما لم يطلب منها"، فالاتفاق الحالي عبارة عن صيغة طرحتها مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة كوندليزا رايس تحت مسمى "اتفاق العبور والتنقل"، وكان من المفترض أن يكون ساريا لمدة عام واحد فقط، ومصر ليست ملزمة بغلق المعبر، بحسب تصريحاته، ما يعني أن غلق المعبر يأتي في سياق ترضية الصهاينة والأمريكان، وليس جزءا من اتفاقية "كامب ديفيد". "حماس" بريئة من الإساءة لمصر ورفض الدبلوماسي المصري المخضرم وصف حركة حماس بالإرهابية، مشيرا إلى أنه يجب أن نفهم أن حماس 30 ألف شخص، وحركة الجهاد الإسلامي 10 آلاف، فلا يمكن محاصرة 2 مليون شخص بسبب 50 ألف شخص، يجب أن نعلم أن قوة مصر من قوة حماس، وقوة حماس قوة لمصر، وأنا كنت هناك قبل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، وكان الرئيس ياسر عرفات مشتتا في الحديث مع حماس بسبب الطوائف الكثيرة التي تمثلها، وليس من مصلحة حماس أن تسيء إلى مصر، وحماس التي أعرفها لم تسئ إلى مصر. بحسب تصريحات السفير كريم. وأبدى كريم أسفه الشديد لكارثة هزيمة 67، وأنها للأسف تسببت في احتلال الضفة الغربيةوغزةوسيناء والجولان وجنوب لبنان ومزارع شبعا وكفر شوبا وقرية الغجر، وغيرها. صمت السيسي على انتهاك الصهاينة لسيناء وشدد على أن قيام طائرات إسرائيلية بضرب مناطق في سيناء بحجة الحرب على الإرهاب، يعد انتهاكا واضحا وخطيرا للسيادة المصرية، لافتا إلى أن السلطة المصرية- في إشارة إلى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي- لم تتحدث عنه على الإطلاق؛ تجنبا لإثارة الرأي العام المصري، وهذا الأمر ليس حديثا لكنه حدث أكثر من مرة، منها حينما هاجم الإرهابيون إيلات "أم الرشراش"، فتصدت لهم قوات إسرائيلية من الكتيبة التي تحرس الحدود في المنطقة "د". «أم الرشراس» ونصف صحراء النقب ويكشف السفير المخضرم أسرارا خطيرة، منها تنازل العسكر عن منطقة "أم الرشراش"، إيلات حاليا، ونصف صحراء النقب التي كانت تحت السيادة المصرية. ما يؤكد أن تفريط العسكر في التراب الوطني والسيادة المصرية جريمة تتكرر بلا عقاب، حيث يوضح «قصة أم الرشراش كالأتي: عندما توقف القتال خلال اتفاقي الهدنة الأولى والثانية، إسرائيل توسعت بعد الهدنة الثانية، واستولت على النقب وهي تمثل 60% من مساحة إسرائيل، أخدتها بعد وقف إطلاق النار ومن ضمنها أم الرشراش، إسرائيل لم تستولِ على أم الرشراش فقط، وأنا لست رجل قانون دولي، لكن الخبراء يقولون إن هذا التوسع الإسرائيلي غير قانوني؛ لأنه لا يتفق مع مبادئ الهدنة، بل بالعكس، كما أن مصر تنازلت لإسرائيل عن نصف مساحة قطاع غزة، فالقطاع كان 555 كيلومتر مربع وقت وقف إطلاق النار الثاني، وحدثت اتفاقية "التعايش" تنازل بها وزير خارجية مصر محمود رياض عن هذه الأرض، ثم أصبحت الآن 365 كيلو متر مربع، ولا يحق لمصر القيام بهذا الأمر، وتم اعتماد تلك الاتفاقية في مجلس الأمن». والسيسي على خطى الخيانة وتتسق هذه المفاجآت تماما مع توجهات الجنرال الدموي عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، حيث فضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية طرح التنازل عن سيناء لتوطين الفلسطينيين، حيث أكد النائب الإسرائيلي السابق الجنرال "آرييه إلداد" أن السيسي اقترح فعلا على إسرائيل إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وذلك بعد نفي إسرائيل وجود مثل هذا المشروع. ونقل موقع صحيفة معاريف، الأربعاء 22 فبراير الماضي، عن "إلداد" أن السيسي اقترح منح الفلسطينيين مساحة في شمال سيناء لإقامة دولتهم، معتبرا أن هذا الاقتراح يمكن أن يكون مثالا على التسوية الإقليمية لوضع حد للصراع. واعتبر "إلداد" أن الدولة الفلسطينية المفترضة في قطاع غزةوسيناء تصلح لتكون "أفضل صيغة للتسوية الإقليمية".