تواصلت احتجاجات التونسيين، اليوم الإثنين، على زيارة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى تونس، والتي باتت قريبة بعد أن زار وزير خارجية الانقلاب سامح شكري تونس، اليوم، والتقى وزيري خارجية تونس وليبيا لإصدار "وثيقة" بشأن الوضع في ليبيا، تتفق على إحياء الحوار بين الفرقاء الليبيين. وقال المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، في حوار على قناة "الشرق": إن السيسي غير مرحب به في تونس. وعن أسباب رفض التونسيين لزيارة السيسي، أوضح المرزوقي أن قائد الانقلاب في مصر تسبب في مجزرة رابعة وفي سجن 40 ألف مصري، كما أنه "يحاصر أهالي غزة"، مشيرا إلى أن التونسيين "لا يتشرفون بقبول شخص كهذا حتى ولو دعاه زميله الآخر"، الذي وصفه بالرخيص. وكان عدد من السياسيين قد أكدوا مؤخرا معارضتهم لزيارة السفاح إلى تونس، حيث قال النائب عن حركة النهضة محمد بن سالم ل"القدس العربي": "شخصيا لا أرحب بوجود السيسي في تونس، ولكن نحن في دولة ديمقراطية، ومن حق رئيس الجمهورية، وهو المسئول الأول عن العلاقات الخارجية، أن يستدعي من يراه صالحا، وأنا لا أعترض على ذلك، ولكن في الدولة الديمقراطية من حق الناس التي تملك رأيا مخالفا للرأي الرسمي أن تعبّر عنه". وتظاهر المئات من التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، السبت الماضي، حيث اندلعت ثورة التونسيين، وأعلن التونسي محمد الهاشمي الحامدي، رئيس تيار المحبة ومدير قناة المستقلة التي تستضيف مختلف التيارات الفكرية، عن أنهم جمعوا أكثر من 50 ألف توقيع برفض زيارة السيسي لتونس، ويؤيدون رفض الزيارة تحت شعار "من فضلك لا تزر بلادنا يا جنرال". وقال المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة "لطفي زيتون": إن السياسات الخارجية من اختصاصات رئيس الجمهورية، وقد رأى الرئيس السبسي أن يوجّه دعوة رسمية إلى السيسي، وهذا من حقّه. وأوضح المستشار السياسي لرئيس حركة "النهضة" أنّ "المواقف الأخرى لا تلزم إلا أصحابها"، في إشارة إلى بعض التصريحات من بعض القيادات التي ترفض زيارة السيسي. إلا أن رئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني أشار إلى أن حركة النهضة لم تحسم موقفها بعد من زيارة السيسي إلى تونس، فالقرار يتخذ داخل المؤسسات المنتخبة والشرعية، ولا يمكن أن يتخذه قيادي بطريقة منفردة، ولو كان رئيس الحركة. وأضاف الهاروني- في تصريح إذاعي- أن حركة النهضة ستتصرف بما تراه مناسبًا لتونس ولثورتها، ولثورة مصر كذلك.