في الوقت الذي تترس به سلطات الانقلاب بمفهوم "السيادة الوطنية" للإفلات من جريمة إخفاء وتعذيب ثم قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.. نراها تتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" بالبحر الأحمر للمملكة العربية السعودية. وحسب تقرير بثته قناة مكملين، مساء الأربعاء، فإن الصدق والشفافية والأمانة والفهم صفات ادعاها قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي في أحاديثه في سياق الأحداث التي يرويها بلسانه؛ تكشف غياب هذه الصفات في سلوك وأداء مؤسسات دولته العسكرية. ضغوط شعبية ناقمة دفعت السيسي لسرد جانب عن أخلاقياته وخلفياته التي لا يعرفها المصريون، في مشهد فسره كثيرون كنوع من الاستعطاف يعتبر من المهارات القليلة التي يملكها الرجل. الانتماء للوطن والشعور القومي أيضا يريد العسكر أن يتولوا صياغتهما نيابة عن شباب مصر.. فهم لا يريدون شيئا خارج السيطرة. انتقاد التفريط في التراب الوطني اعتبرته جمهورية الضباط هجومًا يستهدف البلاد، وفي الوقت نفسه دليلا على الإنجاز والنجاح. المشهد الذي حاول العسكر تصديره للرأي العام الغاضب لم يفلحوا في إخراجه كملتقى للحوار داخل العائلة المصرية فجرى الإسدال عليه ليصبح حوارًا لكن من طرف واحد هو الطرف العسكري الذي لا يجيد سوى إصدار الأوامر.