توقف الكاتب الصحفي فهمي هويدي بكثير من التأمل أمام تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية السابق إسماعيل هنية الصادرة من قطاع غزة حول رفض أي مشروع مقترح على حساب الأراضي المصرية، ضمن جملة من التوضيحات التي أطلقها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثناء اجتماع قيادات الفصائل الوطنية الإسلامية، على رأسها تمسك الحركة بمبدأ عدم التدخل في الشأن المصري. وأوضح هويدي- في مقاله بجريدة "الشرق" القطرية- اليوم الأحد، أنه لم يجد أي تفصيلات تلقي مزيدًا من الضوء على جملة هنية القاطعة برفض مشروعات مطروحة على حساب مصر، التي تركها غامضة؛ بحيث تحتمل عدة تأويلات، مشددًا على أن وقع التصريح اللافت أكبر من أن يطرح على نحو مقتضب وعابر.
وأشار الصحفي المخضرم إلى أنه بمزيد من التدقيق توصل إلى تقرير موسع نقل عن مسؤول فلسطيني وعضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"- وليس حماس- مطلع الشهر الجاري، بأن "عرضًا قُدم للسلطة الفلسطينية أخيرًا لإقامة دولتهم في شبه جزيرة سيناء، كجزء من الحل النهائي مع الجانب الإسرائيلي".
وتابع المقال: "ذكر مسؤول "فتح" أن عروضًا عربية ودولية تبنت الفكرة لإنهاء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بينها مخطط لإقامة الدولة الفلسطينية في شبه جزيرة سيناء، وأضاف الرجل أن المقترح تم طرحه في العام 2014، وكانت السلطة الفلسطينية على علم به وكذلك الإدارة الأمريكية، وكذلك عبدالفتاح السيسي، لكنه تم تجميده آنذاك؛ بسبب الدخول في جولة جديدة من المفاوضات السرية مع الجانب الإسرائيلي لتحريك الملف، إضافة إلى بعض العقبات السياسية التي نشأت في أفق علاقات السلطة مع الإسرائيليين".
وأضاف هويدي- على لسان عضو مركزية "فتح"- أن السلطة الفلسطينية بعد اطلاعها على مجريات الخطة ونقلها إلى بعض الدول العربية التي رفضتها بشدة، فضلت عدم تحريكها في الوقت الراهن وإبقاءها مجمدة.
نتائج بحث هويدي لم تتوقف عند حاجز المسؤول الفتحاوي، وإنما أشار إلى تصريح ضابط الاستخبارات الصهيوني السابق "ماتي ديفيد"؛ بأن السيسي ناقش الموضوع مع محمود عباس، وطبقا لما أورده الضابط المذكور في مقال نشره على موقع "نيوز وان الإخباري" فإن حل الدولتين آخذ في التراجع رويدًا رويدًا، وإن فكرة البديل السيناوي أصبحت مطروحة في أروقة الأطراف المهتمة بالصراع، من إدارة الرئيس أوباما أو اللجنة الرباعية وصولا إلى الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم.
وأردف: "تحدث الكاتب في المقال ذاته عن خطة أخرى للجنرال جيورا آيلند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الرئيس السابق لقسم التخطيط في الجيش، وهو أحد أصحاب العقول الإستراتيجية في الدولة العبرية، تقضي باعتبارها بديلاً عن حل الدولتين، وتقضي خطة "آيلند"- التي نشرها مركز بيجين/ السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان- بإجراء تبادل أراض بين عدة أطراف منخرطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ بحيث تقوم مصر بنقل ما مساحته 720 كم2 من أراضي سيناء إلى الفلسطينيين، بما فيها 24 كم2 على طول ساحل البحر المتوسط، وهو ما سيضاعف مساحة قطاع غزة إلى ثلاثة أضعاف، وهذه المساحة تساوي 12٪ من مساحة الضفة الغربية.
واختتم هويدي مقاله بالتأكيد على أن الطرح يبقى في إطار الشائعات السياسية أو الأفكار القديمة، مشددًا على أن ما يقطع الشك باليقين صدور تصريح عن القاهرة يحسم الأمر، فيوضح أو يصوب أو ينفي، "وما لم يحدث ذلك فسنظل نعتمد على الترجيحات التي تعتمد على حسن الظن أو سوءه، وإلا بات الصمت من علامات الموافقة والرضى.